الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

ندوة بجناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض أبوظبي للكتاب تتناول الإمارات نموذجًا عالميًّا رائدًا للتنوع والتعايش

الأحد 05/مايو/2024 - 01:41 م
مجلس حكماء المسلمين
مجلس حكماء المسلمين

النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية: حكمة القيادة الإماراتية تجسَّدت في ثقافة التَّسامح والاحترام والتعايش وترسَّخت بقوة في نسيج الدولة منذ بداياتها

 

إمام مسجد "الإمام الطيب" في بيت العائلة الإبراهيميَّة: دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة اتَّخذت من قيم التَّعايش السلمي وقبول الآخر والتسامح أسلوب حياة

 

رئيس المركز الثقافي العربي الهندي: الإمارات منذ تأسيسها جَمَعَت كل الثقافات والأديان بشكلٍ فريدٍ في إنجازٍ استثنائيٍّ للأمة الإسلامية في وقتنا الحاضر

 

رئيس مجلس إدارة معبد جورو ناناك دربار للسيخ: الإمارات تمثل وِجهةً عالميةً رائدةً لقيم التَّسامح والتنوع والتعددية وقبول الآخر واحترامه

مطران الكنيسة الأرمينيَّة: الإمارات أصبحت العاصمة العالمية التي تتلاقي فيها الحضارات المختلفة

 

نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوةً بعنوان: "الإمارات نموذجًا للتنوع والتعايش"، قدَّمها كلٌّ من المطران باولو مارتينيلي، النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية، والدكتور ذكر الرحمن، رئيس المركز الثقافي العربي الهندي، ودكتور محمود نجاح، إمام مسجد الإمام الطيب في بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي، وسوريندر سينغ كاندهاري، رئيس مجلس إدارة معبد غورو ناناك دربار للسيخ في دبي، والمطران ميسروب ساركسيان، مطران الكنيسة الأرمنية في دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة؛ حيث تناولت الندوة الإمارات بصفتها نموذجًا عالميًّا رائدًا في ترسيخ قيم التَّسامح والمحبَّة والسلام والتَّعايش السلمي.

 

في بداية الندوة، أشاد المطران باولو مارتينيلي، بجهود مجلس حكماء المسلمين في بناء جسور الحوار والتواصل بين الأديان والثقافات المختلفة، ونشر القيم النَّبيلة والسامية لوثيقة الأخوة الإنسانية، وإبراز النماذج الرائدة في ترسيخ هذه القيم، وتنظيم هذه الندوة التي تضم مجموعة من مختلف الرموز والقيادات الدينية التي تؤكِّد أن جميع الأديان يمكنها التعاون الجاد والبناء من أجل الإنسانية، معربًا عن سعادته بتواجده على أرض دولة الإمارات العربية المتَّحدة التي استضافت توقيع أهم وثيقة في التاريخ الحديث، وهي وثيقة الأخوة الإنسانية؛ حيث يعيش قيمها ومبادئها كل فرد مقيم على أرض الإمارات، يشهدون فيها حكمة القيادة الإماراتية التي تجسَّدت في ثقافة التسامح والاحترام والتعايش، وترسَّخت بقوة في نسيج الدولة منذ بداياتها، فالاختلافات بين الأفراد لا تُعتبر عائقًا أمام الوحدة، بل هي مصدر غنًى للتنوع والترابط الذي يمهِّد الطريق نحو مجتمع ينعم بالسلام والتآخي.

 

وقال الدكتور محمود نجاح، إنَّ دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة اتَّخذت من قيم التعايش السلمي وقبول الآخر والتسامح أسلوب حياة بين مختلف شرائح المجتمع الإماراتي، وهذا نهج أصيل في الدين الإسلامي الذي أقرَّ أنَّ الاختلاف سنة من سنن الله سبحانه وتعالي، فقال الله عز وجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}، لافتًا إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية أهم وثيقة في التاريخ الإنساني الحديث، التي وقَّعها أهم رمزين دينيين في العالم فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسية الكاثوليكية، وبرعايةٍ كريمةٍ من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في العاصمة الإماراتيَّة أبوظبي، دعت إلى هذه القيم النبيلة والسامية كالسلام والعدالة واحترام حريَّة المعتقد والفكر والثقافة.

 

وفي السياق ذاته، أشار الدكتور ذكر الرحمن، رئيس المركز الثقافي العربي الهندي، إلى أنَّ دولة الإمارات تمثل نموذجًا للتعايش والسلام والمحبة، ليس في المنطقة بل للعالم أجمع؛ لأنَّها ومنذ تأسيسها كانت مكانًا جمعت فيه كلَّ الثقافات والأديان بشكلٍ فريدٍ في إنجازٍ استثنائيٍّ للأمة الإسلامية في وقتنا الحاضر الذي يشهد صراعاتٍ ونزاعاتٍ تموج في العالم في كل مكان، لافتًا إلى أنَّ وثيقة الأخوة الإنسانية التي شَهِدَت توقيعها عاصمة التسامح أبوظبي، وبيت العائلة الإبراهيمية يشكِّلان إرثًا للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طَيَّب الله ثراه، الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتَّحدة، الذي آمن بضرورة احترام جميع الثَّقافات والأديان، وعمل جاهدًا على بناء مجتمع إماراتي متسامح يتقبل الآخر، ولا زالت القيادة الرشيدة في الإمارات تتبع خطى الشيخ زايد في هذا المجال، مما يعكس استمراريَّة هذا الإرث الحضاري الملهم.

 

بدوره، أوضح سوريندر سينغ كاندهاري، رئيس مجلس إدارة معبد جورو ناناك دربار للسيخ، أن الإمارات تمثل وِجهةً عالميةً رائدةً لقيم التسامح والتنوع والتعددية وقبول الآخر واحترامه؛ حيث جسَّدت هذه القيم من خلال العديد من المبادرات والبرامج، التي منها تأسيس معبد غورو ناناك دربار للسيخ في دبي بفضل منحة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفظه الله، الذي يستقبل سنويًّا أكثر من مليون زائر، معربًا عن سعادته في العيش في هذا البلد المتنوع، الذي تأسس على مبادئ راسخة من الحبِّ والاحترام للجميع.

 

وأعرب المطران ميسروب ساركسيان، عن تقديره وشكره لمجلس حكماء المسلمين لدعوته للمشاركة في ندوة تتناول دولة الإمارات بصفتها نموذجًا للتَّعايش السلمي، مشيرًا إلى أن قيم التسامح والإخاء الإنساني والتنوع، لديها وجود تاريخي بالإمارات منذ القرون القديمة، فهناك كنيسة صير بني ياس، وكنائس في إمارة الفجيرة وغيرها من مناطق بالدولة، كما حرص المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على ترسيخ قيم التنوع وقبول الآخر، والإخاء والمساواة والتعاون والتعارف والاحترام المتبادل والعدل بين مختلف شرائح المجتمع الإماراتي، وسارت على نهجه القيادة الرشيدة من خلال دعم القوانين والتشريعات وكافة الجهود الهادفة إلى تعزيز التسامح والتعددية الثقافية والدينية فأصبحت الإمارات العاصمة العالمية التي تتلاقى فيها الحضارات المختلفة؛ حيث يعيش فيها أفرادها ويمارسون عقائدهم وشعائرهم الدينيَّة بحرية واحترام وسلام.

 

ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض أبوظبي الدولي للكتاب؛ يقدِّم فيه أكثر من 220 إصدارًا بـ 5 لغات مختلفة، منها 22 إصدارًا جديدًا يعالج أبرز القضايا الفكرية المهمة، بالإضافة إلى استضافة مجموعة من الندوات الثقافية التي تُناقِشُ موضوعات تركِّز على الحوار والتسامح والتَّعايش والشَّباب وصناعة السلام والبيئة، وركنٍ مميز لفن الخط العربي، وعدد من الفعاليات التَّرفيهيَّة المخصصة للأطفال؛ حيث يقع جناح المجلس في قاعة 10 جناح 10 C17 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض.