دراسة تكشف خريطة تواجد الجماعات المتطرفة فى النمسا وأنشتطها
السبت 10/يوليو/2021 - 01:03 م
تسعى الحكومة النمساوية للتصدى لظاهرة التطرف ومكافحة الجماعات المتطرفة وعزلهم ووضعهم تحت الرقابة وتعتزم الحكومة النمساوية إقامة مركز جديد مهمته مراقبة المؤسسات والمنظمات المتطرفة في البلاد كخطوة لمكافحة الإسلام السياسي، حيث تجهز الحكومة بشأن تأسيس المركز، على أن يباشر أعماله في 2020، وفقاً لما ذكره المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات عبر موقعه الرسمي.
ويعد تخصيص وحدة حكومية متكاملة لتعقب نشطاء الإسلام السياسي في فيينا يكشف قصور أجهزة الاستخبارات بمفردها في تعقب مناورات التنظيم وحيله “الديمقراطية” لممارسة أجنداته ، إذ أن العمل الجمعياتي والمؤسسات المسجدية إضافة إلى العمل الخيري تعتبر من أبرز مجالات تحرك نشاط الإسلام السياسي.
أعلنت النمسا، توسيع العقوبات ضد جماعة "لاخوان المسلمين" وبقية الجماعات المتطرفة القانون، يحظر استخدام الرموز الى كل من : (داعش ، والقاعدة ، والإخوان المسلمين ، وحماس ، والذئاب الرمادية ، وحزب العمال الكردي ، والجناح العسكري لحزب الله ، وحركة أوستاشا الكرواتية الفاشية وجميع الكيانات الأخرى المدرجة من قبل الاتحاد الأوروبي على أنها الجماعات الإرهابية ) .
قائمة المنظمات و الجماعات المتطرفة
الهيئة الدينية الإسلامية فى النمسا : يعد "أنس الشقفة" أحد أبرز قياديها أنتخب رئيسا لـ الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا ، و التي تخدم مقاطعات : فيينا و النمسا المنخفضة و بورغنلاند ،وطالبت دائرة الرقابة المالية النمساوية الإتحادية إلى طلب فحص السجلات المالية للهيئة وهى المرة الأولى التى تقوم فيها هذه الدائرة التى يطلق عليها “ريشنونكهوف” لإتخاذ مثل هذا الأجراء نحو هيئة دينية فى النمسا.
وتتألف من 4 هيئات جهوية هن :
الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا وتخدم مقاطعات فيينا و النمسا المنخفضة و بورغنلاند
الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في لينز تخدم مقاطعات والنمسا العليا و سالزبورغو
الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في بريغنز تخدم مقاطعات وتيرول & فورألبرغو
الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في جراتس تخدم مقاطعات وشتايرمارك و كيرنتنو
أكاديميّة التّربيّة الدّينيّة الإسلاميّة : ترتبط الأكاديميّة بالعديد من الرّوابط مع تنظيم الإخوان المسلمين ومن أبرز القيادات ” أمينة الزّيّات ” التى تولت في منصب مدير أكاديميّة التّربيّة الدّينيّة الإسلاميّة
منظمة الشباب النمساوي المسلم
تعد التركية "دودو كوتشكجول" أحد أهم كوادرها ، وقادت حملة اعلامية قوية ضد “تعديل قانون الاسلام في النمسا” ،وهى على صلة قوية بشخصيات إخوانية وتحت تأثير جماعة الإخوان المسلمين. قاومت المنظمة بشدة أي محاولات لتعديل قانون وتمويل المنظمات الإسلامية.
جمعية المللي جروس : وهي هيئة إسلامية تركية ،وتعني بالتركية “الرؤية الوطنية” لها عدة فروع فى أوروبا يتواجد مقرها الرئيسي في “كولون” الألمانية ، تعمل بثلاثة ثوابت أولها “أمرهم شورى” و”ادع إلى سبيل ربك بالحكمة “، “وجعلناكم شعوبا وقبائل للتتعارفوا”.
الجمعية الدينية العربية : تُدير ستة من المساجد التي شملها قرار حكومى لإغلاقها ،(3) منها في فيينا و(2) في إقليم النمسا العليا وواحد في كارينثيا وفقا لـ”BBC” فى 10 يوليو 2018 .
مجمع الاسلامي للحضارات
يتعاون مع الاتحاد الاسلامي التركي “المللى جروس” ولهم مساجد يعترف بها رسميا لدى الهيئة الإسلامية الرسمية وتوزع منشورات السلفى الألمانى المتطرف “بيير فوجل”، ولديه (10)ائمة يقف على مقربة من افكار الاخوان المسلمين،وساهم الأئمة الأتراك فى كانوا ينفذون أجندة تركية “النمسا” وهو ما أدخل الكثير من الأفكار المتشددة إلى المجتمع النمساوى نمو تيارات الغلو والتطرف وتسبب فى خروج.
رابطة الثقافة الإسلامية فى النمسا
منظّمة لعبت دوراً رئيساً في النّهوض بتنامى نفوذ الجماعات المتطرفة وتنظيم الإخوان فى المجتمع النمساوى .
جماعة الإخوان المسلمين
بدأت مع هجرة العديد من كوادرهم إلى النمسا خلال ستينيات القرن الماضي، وتم التأسيس لوجودهم على يد بعض المهاجرين منهم، أمثال يوسف ندى وسعيد رمضان، ومع مرور الوقت نمت شبكاتهم وتطورت. ويصنعون شبكة من العلاقات القوية مع النخب، ويقيمون الأكاديميات التعليمية، والأعمال، والكيانات والشركات والجمعيات الخيرية والإنسانية، ويتمتعون بدرجة كبيرة من العلاقات والسلطة، بالنظر إلى العدد القليل من أعضاء الإخوان المسلمين والمرتبطين بهم.ومن أبرز قياداتهم أيمن علي، الذي عمل لعدة أعوام كبير أئمة في غراتس.
مخاطر المنظمات و الجماعات المتطرفة على النمسا
تجنيد واستقطاب الشباب: قضت محكمة نمساوية فى 29 نوفمبر 2018 وفقا لـ”سكاى نيوزعربية” بالسجن 8 أعوام على شخص يبلغ من العمر 38 عاما، لإقناعه عائلتين مع أطفالهما التسعة بالإنضمام إلى تنظيم داعش المتشدد في سوريا.وأنه لعب دورا عقائديا مركزيا” في التنظيم، وأقنع عددا من الأشخاص بالقيام برحلات إلى سوريا للإنضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي.
نشر الفكر المتطرف : أعلنت السلطات النمساوية وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” فى 8 يونيو 2018 طرد (60) من الأئمة وعائلاتهم يحصلون عل تمويل خارجي من تركيا لمكافحة الفكر المتشدد والجماعات المتطرفة ، وغلق (7) مساجد، في حملة تستهدف “الإسلام السياسي والتطرف”.جاء ذلك بعد تحقيق أجرته سلطة الشؤون الدينية، إثر نشر صور في وقت سابق هذا العام لأطفال يمثلون دور القتلى في أحد أبرز المساجد التي تحصل على تمويل تركي، في استعادة لمشاهد من معركة “غاليبولي” أو “حملة الدردنيل” أثناء الحرب العالمية الأولى.
تحويل الثقافة الدينية – السياسية في النمسا : كشف تقرير عن وزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات النمساوية، بدعم من صندوق التكامل النمساوي والمكتب الفيدرالي لحماية الدستور ومكافحة الإرهاب باستغلال الأخوان أموال الحكومة النمساوية ومدارسها، ونشر التطرف في الجاليات الإسلامية المحلية. واستخدمت على نحو انتقائي العنف وفي بعض الأحيان الإرهاب سعياً وراء أهدافها المؤسسية .واستخدمت الأراضي النمساوية كقاعدة انطلاق لنشاط “الإخوان” في الدول العربي وفقا لصحيفة “الشرق الأوسط” فى 9 سبتمبر 2017 . وضَّح التقرير الفارق بين نوعين من أعضاء الجماعة فيما يتعلق باستخدامهم للأراضي النمساوية. بالنسبة لبعضهم، تعد النمسا في الأساس “بيتاً آمناً” ونقطة انطلاق إلى بلدانهم الأصلية. وبالنسبة لآخرين، أصبح تحويل الثقافة الدينية – السياسية في النمسا هدفاً في حد ذاته.
حظر الجماعات المتطرفة
دخل حيز التنفيذ بداية من 1 مارس 2019، قانون حظر رموز وشعارات التنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتها الإخوان وحزب الله وتنظيم الذئاب الرمادية التركي. وينص على حظر كافة الشعارات السياسية والأعلام الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين من التواجد في الشوارع والأماكن العامة. وحددت النمسا غرامة تتراوح بين (4000) يورو إلى (10000) يورو للأشخاص الذين سيخالفون القرار. وأكدت “يوانا شنايدر” الباحثة النمساوية المتخصصة في شؤون الإرهاب فى 1 مارس 2019 إن قانون حظر رموز وشعارات الإخوان وعدد من التنظيمات الإرهابية الأخرى، الذي بدأ سريانه “ليس كافيا”، مطالبة بمد الحظر ليشمل أنشطتها في النمسا. موضحة: “ليس منطقيا أن يتم حظر رموز هذه الجماعات فقط، وتظل تمارس أنشطتها بشكل اعتيادي على الأراضي النمساوية”.
حظرت النمسا التمويل الخارجي لأئمة المساجد. وأثارت أولى الدعاوى القضائية في النمسا ضد الأئمة، الذين يتلقون الدعم المالي التركي، ضجة كبيرة. ويعود السبب في ذلك إلى الحملة التي شنتها الحكومة النمساوية للاشتباه في حصول رجال الدين على دعم مالي مباشر من هيئة الشؤون الدينية التركية. و منذ عام 2015، يحظر قانون خاص بالإسلام في النمسا التمويل الخارجي وفقا لـ”DW” فى 17 فبراير 2019.
وصرح ” كريستوف بلوتسلإن” المتحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية أن الوزارة تراقب المؤسسات التابعة للتنظيمات المحظورة في النمسا لرصد أي مخالفة للقانون، كما ستنظر في البلاغات التي يقدمها المواطنون في هذا الشأن”.وكان المستشار المحافظ “سيباستيان كورتز”، قد أعلن قبلاً أن “لا مكان للمجتمعات الموازية والإسلام السياسي والتطرف في بلادنا وفقا لـ”العربية” فى 8 يونيو 2018 لافتا إلى أن الاجراءات بدأت ضد المساجد المجتمعات المتدينة التي قيل إنها “على صلة قريبة بالإسلام السياسي المتطرف.”
الخلاصة
يتنامي نفوذ الجماعات المتطرفة في النمسا لاسيما جماعة الإخوان المسلمين وامتلاكها نفوذا على المجتمعات المسلمة في عدة مدن أبرزها فيينا وجراتس . ومن الملاحظ أن هناك تحولا لدى التنظيمات المتطرفة نحو تسريع عملية استقطاب الشباب وتجنيده في صفوفها كذلك تحولا على مستوى الخطاب المتطرف ، كطريقة جديدة لتحقيق مكاسب سياسية داخل المجتمع النمساوى .
وتعد الخطوة التى اتخذتها الحكومة النمساوية فى حظر جماعة الإخوان وأنشطتها خطوة في طريق طويل لمكافحة التطرف والإرهاب”. فبات من المحتمل بعد قرار حظر جماعاة الإخوان أن يتزايد الخطر الذي يمثله العمل السري للتنظيم فى المدن النمساوية وأن يتوسع مدى التأثير غير المحدود لأيديولوجيات تنظيم الإخوان والجماعات المتطرفة على العناصر التابعة لهم.
التوصيات
مراجعة سياسات السلطات النمساوية تجاه جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات المتطرفة الأخرى . ضرورة التصدي لفكر الجماعات الإسلامية الممولة من دول خارجية كقطر وتركيا ، تطوير آليات لمراقبة عناصر الجماعات المتطرفة و إنشاء هيكلية تعمل على تأهيل الأئمة. إطلاق مبادرات جديدة وواعدة تهدف إلى مكافحة التطرف السيبراني . تصميم وتنفيذ مشروعات فعالة لمكافحة التطرف . مساعدة المسؤولين المحليين على التعرف على المشكلات التي تؤسس التطرف وسبل مكافحته .