الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

في اليوم العالمي للقضاء على الفقر.. لماذا تم الاحتفال به عالميًا؟ .. وأهم أسبابه المتعلقة بالفرد والمجتمع.. وضرورة الاهتمام بانتشار الظاهرة "

السبت 17/أكتوبر/2020 - 12:22 م
مصر تايمز

يعتبر تاريخ 17 أكتوبر من كل عام هو اليوم العالمي للقضاء على الفقر، ويعود تاريخ اعتماد هذا اليوم كيوم عالمي للقضاء على الفقر إلى عام 1987م، حيث تجمّع في هذا اليوم ما يزيد عن 100 ألف شخص في ساحة تروكاديرو في العاصمة الفرنسية باريس، وحصل هذا التجمع تكريماً لضحايا الفقر المدقع والجوع والعنف، حيث يتم الاحتفال رسمياً بمناسبة هذا اليوم في ساحة مقرّ الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية، وتحت إشراف الأمانة العامّة التابعة للأمم المتحدة.

ماذا أًعٌلن في يوم 17 أكتوبر ؟

أعلن في هذا اليوم بأن الفقر يعتبر جريمة وانتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية، كما نُودي في هذا اليوم بضرورة التكافل والتكاتف الدولي، من أجل القضاء على ظاهرة الفقر المدقع والجوع، والذي يعاني منه الكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم، وفي هذا اليوم يجتمع آلاف الناس من مختلف بقاع الأرض، ومن أيديولوجيات وانتماءات عرقية، ودينية، وسياسية مختلفة من أجل مناهضة الفقر، والجوع، والعنف وإعلان تضامنهم، وتكاتفهم مع الفقراء والمحتاجي.

الأب جوزيف ريسينسكي ودوره في تكريم ضحايا الفقر

جوزيف ريسينسكي هو رجل عاش الحرمان والجوع، لذا كانت مناداته للاحتفال بالفقراء في يوم عالمي هو نتيجة تجربة ذاتية عاشها وتعايش مع احتياجات الفقراء التي يبحثون عنها دومًا دون أن يسمعهم الغير،ولد في عام 1917 ونشأ في عائلة عانت النبذ والفقر، وهو مؤسس منظمة دولية غير حكومية لمكافحة الفقر باسم "المساعدة لكل المحتاجين"، ليطلق عليه النشطاء فيما بعد "اليوم العالمي لرفض البؤس"، واعترفت به الأمم المتحدة رسميًا في عام 1992 ليحمل اسم اليوم العالمي للقضاء على الفقر، وأصبح العالم أجمع يحتفل به في مثل هذا التاريخ من كل عام.


الخطاب الذي أدى إلى الاحتفال عالميًا بالفقر

بمناسبة تجمع مدافعي حقوق الإنسان في 17اكتوبر عام 1987 ألقى ريسينسكي خطاب لضحايا الفقر والجوع والعنف: " ملاين الملايين من الأطفال والنساء والأباء ماتو من شدة الجوع والبؤس ونحن الورثة من بعدكم، ليس موتكم ما أتذكره اليوم في ساحة الحريات وحقوق الإنسان بل عن حياتكم، أشهد لكم يا أمهات الأطفال التي حكم عليها بالبؤس وهم كثرة في هذا العالم فقد فقدوا لذة الابتسامة فزادهم ذلك رغبتًا في المحبة".



لماذا تم الاحتفال بالفقر عالميًا؟

اختير عنوان احتفالية الفقر والتي تحمل اسم "اليوم العالمي للقضاء على الفقر" وليس الحد من الفقر، تتمثل في وصف ظاهرة الفقر بأنها انتهاكًا لكرامة الأنسان وأدميته وأن الفقر ليس قدرًا محتومًا على البعض بل يمكن التغلب عليه والقضاء عليه كليًا واقتلاعه من جذوره، في هذا اليوم يتمكن الفقراء من التعبير عن احتياجاتهم، والتعبير عن احتجاجهم في الوقت ذاته عن الظروف اللا معقوله التي يتحملونها من أجل العيش في هذه الحياة مما يهدر كرامتهم كبشر، كما أن التغلب على الفقر لا يمكن تحقيقه إلا بمشاركة من يقعون تحت أسره لأنهم أقدر على التعبير عن معاناة الفقر وما ينجم عنه.



تعريف الفقر 

يشير مفهوم الفقر إلى عدم قدرة الشخص على تلبية احتياجاته الأساسية، بحيث تعتبر تلك الحاجات الأساسية ضرورية من أجل البقاء على قيد الحياة، ويكون الشخص في حالة الفقر عندما لا يمتلك ما يكفيه من المال، وليس عنده ممتلكات شخصية.

أسباب الفقر المتعلقة بالفرد والمجتمع

يُعاني أكثر من 800 مليون شخص حول العالم من الجوع، كما يعاني أكثر من ملياريّ شخص من عدم توفر المياه الصالحة للشرب داخل منازلهم، مما يجعل انتشار الجوع وانعدام الأمن المائي أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الفقر، حيث إنّ عدم حصول الإنسان على غذاء كافٍ يعني عدم امتلاكه للطاقة اللازمة للقيام بمتطلبات العمل، مما قد يؤدي إلى خسارته لوظيفة في النهاية، كما أنّ نقص الغذاء وعدم توفر الماء النظيف يؤدي إلى انتشار الأمراض، مما يُحيج الأفراد للحصول على العناية الصحية اللازمة وما يترتب عليها من تكلفة مادية ستعمل على نقل الفئات الأقل دخلاً من حالة الفقر العادية إلى حالة فقر أكثر شدّة، فيما تنفق الفتيات في بعض المجتمعات الريفية ما مجموعه 200 مليون ساعة يومياً في السير لنقل المياه النظيفة من مصادرها المحدودة إلى البيوت، مما يعني إهدار وقت كبير كان يمكن استغلاله في العمل وكسب المال، أو في الحصول على التعليم اللازم لحصولهن على فرصة عمل في المستقبل.



ضرورة الاهتمام بظاهرة الفقر

وجد علماء الاجتماع اختلافاً كبيراً في مستويات الأطفال الذهنية تبعاً لاختلاف مستويات الأسر الاقتصادية التي ينتمون إليها، حيثّ إنّ معظم الأطفال المنحدرين من أسر ذات مستويات اقتصادية منخفضة حققوا درجات أقل في الاختبارات المدرسيّة من الأطفال المنحدرين من أسر ذات مستويات أقتصادية مرتفعة نوعاً ما، كما وجدوا أنّ هناك اختلافاً في مستوى قدرتهم على اكتساب المهارات الأكاديمية والسلوكية، فقد بدا الأطفال الذين ينتمون إلى الأسر الفقيرة أكثر عرضة لاكتساب السلوكات العدوانية، وممارسة العنف، كما أنّهم معرضون لعدم مواصلة التعليم، فيما يعني أنّهم أكثر عُرضة للبطالة مستقبلا، مما يعني أنّ ايجاد حلول جذرية لمشكلة الفقر أمر في غاية الأهمية نظراً لضرورة تجنب الكثير من المشاكل الاجتماعية، والتي تعدّ ظاهرتا التشرد والتسوّل إحداها، إذ يؤدي الفقر الشديد لانتشارهما لا سيما بين الأطفال الذين يعتبرون أكثر عرضة للإيذاء والاستغلال، كما أنّ الفقر يؤدي إلى انتشار سلوكيات غير سويّة لكسب المال والطعام كالسرقة، والعنف.