الإنفصاليون في كتالونيا يستعدون للإحتشاد بمناسبة اليوم الوطني للإقليم
السبت 11/سبتمبر/2021 - 03:33 م
يسعى أنصار انفصال إقليم كاتالونيا لاستعراض قوتهم عبر تنظيم تظاهرات في شوارع برشلونة اليوم السبت، قبل استئناف المفاوضات مع مدريد الأسبوع المقبل، وذلك وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وتمت الدعوة إلى هذا الحدث تحت شعار "دعونا نكافح من أجل الاستقلال"، بمناسبة "ديادا" (اليوم الوطني) لكاتالونيا التي تشهد منذ عقد تظاهرات كبيرة للمطالبة بالاستقلال.
وكما هو الحال في كل عام، سيبدأ الحدث في الساعة الخامسة والربع بتوقيت القاهرة، لإحياء ذكرى سيطرة قوات الملك فيليبي الخامس على برشلونة في 11 سبتمبر 1714.
ويأتي ذلك فيما يتحسن الوضع الوبائي في كاتالونيا التي كانت بؤرة موجة جديدة من وباء كورونا في إسبانيا في يوليو، حيث تم رفع الحظر المفروض على التجمعات لأكثر من عشرة أشخاص، لكن المنظمين أوصوا بوضع الكمامات.
وحشدت فعاليات "ديادا" نحو 1,8 مليون انفصالي في برشلونة عام 2014، في ذروة صعود الحركة الانفصالية، بحسب الشرطة المحلية، ويأمل جوردي كوشارت الذي يترأس مؤسسة "اومنيوم كولتورال"، احدى أكبر المجموعات الشعبية المؤيدة للاستقلال، في خروج مئات آلاف الأشخاص إلى الشارع هذا العام من أجل "التاكيد على أن حركتهم أكثر نشاطاً من أي وقت مضى".
وكان فشل محاولة الانفصال عام 2017، أدى لخيبة أمل وانقسامات داخل الحركة ما أدى بدوره لتراجع التعبئة، ففي عام 2019، شارك في "ديادا" 600 ألف متظاهر فقط، وفي العام الماضي 2020، لم يتمكن سوى 60 ألف شخص فقط من التظاهر بسبب الوباء.
وتسبب كذلك العفو عن القادة التسعة المؤيدين للاستقلال، بمن فيهم كوشارت، المحكومين بالسجن لدورهم في محاولة الانفصال عام 2017، في فقدان الانفصاليين لعنصر تعبئة.
تعد محاولة انفصال كاتالونيا واحدة من أسوأ الأزمات التي مرت بها إسبانيا منذ انتهاء دكتاتورية فرانكو في عام 1975، وأجرت سلطات إقليم كاتالونيا في أكتوبر 2017 برئاسة كارليس بوتشيمون آنذاك استفتاء على الاستقلال رغم حظره من قبل المحكمة الدستورية الإسبانية، وردت مدريد بوضع المنطقة تحت الوصاية واعتقال القادة الانفصاليين الذين لم يفروا إلى الخارج مثل بوتشيمون.
وتأتي "ديادا" هذا العام قبل استئناف الحوار المقرر في نهاية الأسبوع المقبل بين الحكومة الإسباينة برئاسة بيدرو سانشيز اليسارية والحكومة الكتلونية بقيادة الانفصالي بيري أراغونيس، الذي يعتبر حزبه "حزب اليسار الجمهوري في كاتالونيا" حليفاً رئيسياً لحكومة سانشيز التي تشكل أقلية في البرلمان الإسباني.
وتهدف هذه المحادثات التي أجريت مرة واحدة فقط قبل تفشي الوباء إلى إيجاد حل للأزمة في كاتالونيا، لكن كل طرف وضع خارطة طريق تتعارض تماما مع تلك التي وضعها الطرف الآخر، إذ رفضت مدريد بالفعل المطلبين الرئيسيين للانفصاليين وهما الاتفاق على تنظيم استفتاء لتقرير المصير والعفو التام عن الانفصاليين الذين حوكموا بسبب محاولة الانفصال في عام 2017.
وتفاقم الوضع مع تجدد التوتر هذا الأسبوع عقب إعلان الحكومة المركزية تعليقها لمشروع توسيع مطار برشلونة المثير للجدل بسبب ما وصفته بفقدان الثقة في الحكومة الإقليمية الانفصالية. ووصف أراغونيس هذا القرار بأنه ابتزاز.