جوتريرش في مؤتمر للمانحين: نحن ندين للشعب الأفغاني
الإثنين 13/سبتمبر/2021 - 06:50 م
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الاثنين الدول لتقديم المساعدات التي يحتاجها الأفغان بشدة ودعم النساء وغيرهن من الفئات التي يبدو أن طالبان تهدد حقوقها، وذلك وفق لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وقال حوتيريش أمام الوزراء المشاركين في مؤتمر للمانحين خصص للبلد الذي يجتاحه العنف إن الشعب الأفغاني يحتاج إلى "طوق نجاة"، مضيفاً "بعد عقود من الحرب والمعاناة وانعدام الأمن، قد يكونون أمام اللحظة الأكثر خطورة الآن"، واستطرد: "فلنكن واضحين، لا يرتبط هذا المؤتمر بكل بساطة بما سنعطيه للشعب الأفغاني فحسب، بل إنه مرتبط بما ندين لهم به".
وجاءت تصريحاته بعد أقل من شهر تقريبا من استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، وانسحاب الولايات المتحدة وحلفائها بشكل فوضوي من البلاد، لتطوى صفحة تواجد عسكري غربي دام 20 عاما.
ويسعى المؤتمر الذي سيستمر لنصف يوم لجمع مبلغ قدره 606 ملايين دولار تشير هيئات الإغاثة إلى أنه ضروري لتقديم مساعدات يمكنها أن تنقذ حياة ملايين الأفغان في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الجاري.
والأموال ضرورية لتوفير مساعدات غذائية وغيرها من الأساسيات لنحو 11 مليون شخص وخدمات صحية أساسية لنحو 3,4 ملايين، إلى جانب أمور أخرى.
وصدرت دعوات لتأمين الجزء الأكبر من هذه الأموال أواخر العام الماضي كجزء من مناشدة لجمع مبلغ قدره 1,3 مليار دولار كمساعدات إنسانية لأفغانستان، لم يجر جمع القسم الأكبر منه حتى الآن.
ويعد ثلث الأموال المطلوبة حاليا ضمن احتياجات جديدة ظهرت مع انتزاع طالبان السلطة، وشدد جوتيريش على أن الأفغان كانوا يواجهون إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حتى قبل استيلاء طالبان على السلطة في 15 اغسطس.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 40% من إجمالي الناتج الداخلي للبلاد كان يأتي في الأساس من التمويل الخارجي فيما كان نصف السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وتواجه أفغانستان جفافا مدمرا وعمليات نزوح جماعية فضلا عن تداعيات وباء كوفيد 19، وتسري مخاوف حاليا من أن تردد الدول في التعامل مع طالبان كسلطة قد يدفع بأفغانستان إلى أزمة أعمق، وحثت مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان ديبورا ليونز دول العالم الأسبوع الماضي على المحافظة على تدفق الأموال إلى البلاد رغم القلق حيال تولي طالبان السلطة منعا لانهيار تام للاقتصاد والنظام الاجتماعي.
وأعلن جوتيريش أن الأمم المتحدة ستفرج عن 20 مليون دولار من صندوقها المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ لدعم العمليات الإنسانية في أفغانستان، لكنه شدد على وجود حاجة عاجلة لمزيد من الأموال.
وأكد غوتيريش على وجوب حماية حقوق الإنسان.
وتعهدت حركة "طالبان" من جانيها بانتهاج سياسة أكثر اعتدالا مقارنة بولايتها الأولى التي اتسمت بالقمع من العام 1996-2001.
لكنها سارعت في سحق أي أصوات معارضة وسط مؤشرات مقلقة على أنها قد تتجه مجددا لحظر النساء والفتيات من الحياة العامة.
وأشار غوتيريش إلى أن "من بين النقاط الإيجابية في أفغانستان اليوم وجود جيل جديد من النساء المتعلمات واللواتي ازدهرن على مدى العقدين الماضيين إذ يتولين مناصب قيادية ويعتبرن من أصحاب المشاريع".
وأضاف: "تريد النساء والفتيات الأفغانيات ضمان عدم خسارة المكاسب التي تحققت والتأكد من أن الأبواب لم تغلق والأمل لم ينقطع".