التونسيون يشكلون أطول سلسلة بشرية بتاريخ البلاد رفضا للتلوث البحري
الإثنين 13/سبتمبر/2021 - 06:10 م
شكل مئات السكان على خمسة شواطئ في جنوب تونس العاصمة أكبر سلسلة بشرية في تاريخ تونس، احتجاجا على التلوث البحري الذي يحرم سكان المنطقة من التنعم بثروتهم المائية، وذلك وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
ولبى مئات التونسيون أمس الأحد على رمال شواطئ رادس والزهراء وحمام الأنف وحمام الشط وبرج السدرية، وهو قطاع ساحلي ممتد على مساحة ثلاثة عشر كيلومترا ويعيش فيه 300 ألف نسمة، نداء جمعية العمل المواطني التي تنشط منذ عامين رفضا للتلوث البحري الناجم عن انسكاب المياه المستخدمة من هذه المدن الساحلية في البحر من دون أي معالجة مسبقة في أحيان كثيرة.
وتقول مريم شرقي البالغة من العمر 37 عاما والمقيمة في الزهراء إن ما يتعرض له البحر ليس بالأمر الجيد، قائلة إن المياه في المنطقة قذرة للغاية ومليئة بالأصداف والأسماك النافقة، كما وانتقدت الإهمال الذي يطال الثروة البيئية.
وأوضحت دنيازاد التونسي رئيسة جمعية العمل المواطني للوكالة الفرنسية أن السلسلة البشرية ترمي إلى التنديد بالوضع المتدهور للبحر في المنطقة والذي بات يشكل خطرا على الصحة بسبب التلوث الجرثومي الذي يطاوله.
وأكدت إيناس الأبيض مسؤولة العدالة البيئية في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والتي دعمت هذا النشاط، لوكالة فرانس برس أن التحرك الذي شارك فيه 3500 شخص بحسب المنظمين، يشكل أكبر سلسلة بشرية في تاريخ تونس.
ولفتت الأبيض إلى أن التلوث البحري في ضاحية تونس الجنوبية هو من بين "الأخطر في تونس برمتها"، ويتخطى بفداحته ذلك المسجل جراء الإنتاج النفطي في صفاقس أو المصانع الكيميائية في قابس.
وذكرت بأن أبناء الطبقتين الوسطى والفقيرة كانوا قبل 25 عاماً يسبحون على هذه الشواطئ التي يسهل الوصول إليها بالقطار، موضحة أن هؤلاء باتوا اليوم إذا رغبوا في الاستمتاع بمياه البحر، مضطرين للذهاب إلى منطقة الحمامات الواقعة على بعد 60 كيلومتراً إلى الجنوب، ويعود إحجامهم عن شاطئ حمام الأنف إلى أن روائح تزكم الأنف تنبعث من المياه السوداء التي تصب فيه ومصدرها وادي مليان، وهو وعاء للمياه المبتذلة في هذا الشريط الساحلي.