انتهاء أزمة المهاجرين الهايتيين على الحدود بين أمريكا والمكسيك
السبت 25/سبتمبر/2021 - 05:56 م
غادر جميع المهاجرين الهايتيين الذين احتشدوا على جانبي الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مخيماتهم الموقتة، وفقا لما نقلته الحكومة الأمريكية ووكالة "فرانس برس".
ورحل آخر المهاجرين الذين كانوا يخيمون منذ أسبوع في سيوداد أكونيا على الحدود الشمالية للمكسيك، بعدما فشلوا في دخول الولايات المتحدة، وقد نقلتهم بشاحنات إلى مراكز استقبال.
وأعلن وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس، خلال مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض أنه "لم يعد هناك مهاجرون في المخيم تحت الجسر" في مدينة ديل ريو بولاية تكساس التي أحصت ما يصل إلى 15 ألف شخص بمن فيهم العديد من الهايتيين، نهاية الأسبوع الماضي.
وقال أنه قد تم ترحيل قرابة ألفي شخص جوا إلى هايتي وعاد 8 آلاف طوعا إلى المكسيك ونقل 5 آلاف إلى مراكز استقبال، وتمكن 12400 شخص من مغادرة الموقع وسيتوجب عليهم المثول أمام قاض مخصص بشؤون الهجرة للدفاع عن طلب لجوئهم، وأوضح الوزير أن كثيرا منهم ستتم إعادتهم إلى هايتي.
ووصل 30 ألف مهاجر، منذ 9 سبتمبر إلى البلدة الحدودية الصغيرة في تكساس، معظمهم من الهايتيين بحسب مايوركس، حيث أقاموا في ظل درجات حرارة مرتفعة وظروف غير صحية بعد عبورهم نهر ريو غراندي من سيوداد أكونيا المكسيكية.
وأكد سكرتير المجلس البلدي في سيوداد أكونيا فيليبي باسولتو، أن المهاجرين في مراكز الاستقبال في المدينة لن يتم احتجازهم أو ترحيلهم، وسيكون بإمكانهم التنقل في المدينة بثقة خلال انتظار مراجعة أوضاعهم.
كان الرئيس المكسيسكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قد أعلن قبل ساعات قليلة أنه لا يريد أن تصبح بلاده مخيما للمهاجرين، مضيفا أنه يريد أن تتم معالجة المشكلات من مصدرها، داعيا الولايات المتحدة إلى الاستثمار في التنمية الاقتصادية لدول أميركا الوسطى حتى لا يعود سكانها مضطرين للهرب من الفقر.
وتعرضت إدارة جو بايدن لانتقادات شديدة بعدما أظهرت صور ومقاطع فيديو عناصر من حرس الحدود وهم يستخدمون خيولهم لمحاولة السيطرة على المهاجرين، في ممارسة اعتبرها اليسار غير إنسانية ورآها اليمين متساهلة.
وأثارت الصور التي انتشرت في كل أنحاء العالم، ضجة في الولايات المتحدة، واعتبر البعض أن هؤلاء المهاجرين يعاملون كأنهم ماشية، واستذكر آخرون سوء معاملة الأميركيين السود على أيدي شرطة الخيالة أو حرس السجون أو مالكي العبيد.
ورد للرئيس الأميركي جو بايدن لأول مرة الجمعة وأكد أنه ستكون هناك عواقب للأفعال المشينة التي قام بها الشرطيون على الحدود، مضيفا: "إنه أمر مشين.. أعدكم بذلك، هؤلاء الناس سيدفعون الثمن، سيُفتح تحقيق، ستكون هناك عواقب"، وفتحت السلطات الأميركية تحقيقا وعلقت مؤقتا عمليات شرطة الحدود حول ديل ريو.
ورد بايدن على سؤال حل ما إذا كان يتحلم مسؤولية الفوضى على الحدود، بالقول: "بالطبع أتحمل مسؤوليتها، أنا الرئيس، كان من المروع أن أرى الناس يعاملون بهذه الطريقة"، مضيفا: "إنه أمر محرج، إنه أكثر من محرج، إنه خطير وخطأ، إنه يرسل رسالة خاطئة إلى العالم وفي بلادنا".
ووعد بايدن خلال حملته الانتخابية بالتعامل مع مسائل الهجرة بشكل إنساني لتمييز نفسه عن دونالد ترامب الذي جعل مكافحتها من أولوياته وروج لبناء جدارا فاصلا على الحدود مع المكسيك.
ويستنكر الجناح اليساري الديموقراطي ترحيل الهايتيين إلى بلد غارق في أزمات سياسية وأمنية وإنسانية، بينما ينتقد اليمين تراخي السلطات الذي، وفقا له، هو بمثابة دعوة مفتوحة للمهاجرين على الحدود الجنوبية.