الأمم المتحدة تدعوا لمحادثات جديدة حول قبرص.. وأردوغان يسعى لحل الدولتين
السبت 25/سبتمبر/2021 - 06:05 م
يستعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لعقد محادثات جديدة حول قبرص خوفا من تصاعد التوترات في الجزيرة المقسمة، لكن من غير المتوقع إحراز أي تقدم يذكر فيما لاتزال مواقف القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك متعارضة تماما.
كان جوتيريش قد أجرى محادثات مع زعيمي القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك في أبريل في جنيف، وخلص إلى أن ليس هناك أرضيّة مشتركة تذكر بين الطرفين، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
يرجح أن يحرز تقدم أقل الاثنين عندما يستقبل جوتيريش الزعيمين إلى مأدبة غداء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعد دعم تركيا التي تحتل ثلث الجزيرة الواقعة على البحر المتوسط، أن يتم تقسيم قبرص رسميًا إلى دولتين، وهو أمر أثار انتقادات حادة من الغرب.
قال زعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار، الحليف المقرب للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه سيضغط من أجل حل يقوم على دولتين وأقر بأنه لا يتوقع تقدما جوهريا، وصرح: "أنا لا أهرب من المحادثات، أنا مستعد للتحدث لكن بواقعية عما يجري على أرض الواقع"، مضيفا: "إذا كنت تريد فرصة فعلية للتسوية يجب أن تقوم تلك التسوية على أساس دولتين متساويتين وسيدتين".
ويقول دبلوماسيون إن جوتيريش لا يتوقع حصول انفراجة في قضية قبرص لكنه يعول على الحفاظ على ما يكفي من الدبلوماسية من أجل منع اندلاع تصادم في الجزيرة التي، ورغم صعوبة التوصل إلى حل سياسي للنزاع فيها، بقي الوضع فيها سلميا في معظم الأحيان على امتداد عقود.
وقسمت جزيرة قبرص إلى جزئين يوناني وتركي منذ غزت تركيا ثلثها الشمالي عام 1974 ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة بهدف ضمها إلى اليونان، وتوقفت المفاوضات بشأن إعادة توحيد الجزيرة منذ العام 2017.
وقال نيكوس أناستاسيادس رئيس جمهورية قبرص المعترف بها دوليا ويقودها القبارصة اليونانيون الذين يشكلون غالبية سكان الجزيرة، إنه سيواصل دعم الاقتراح الذي تدعمه الأمم المتحدة والذي يقوم على إعادة توحيد قبرص في فدرالية تضم منطقتين.
وطرح أناستاسيادس في الخطاب الذي ألقاه الجمعة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، العودة إلى دستور 1960 الذي دخل حيز التنفيذ بعد استقلال قبرص عن بريطانيا وينص على أن يكون رئيس الجزيرة قبرصيا يونانيا وأن يكون نائب الرئيس قبرصيا تركيا، مشيرا: "يجب القول إن هذه الدعوة لا يقصد بها أن تكون بديلا عن الأساس المتفق عليه للتسوية بل تسهيل عودة المجتمع القبرصي التركي إلى الدولة حتى التوصل الى تسوية نهائية".
وتتضاءل الآمال في التوصل إلى حل دبلوماسي منذ العام 2004 عندما رفض الناخبون القبارصة اليونانيون خطة التوحيد التي طرحها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان.
وقال أرسين تتار من ناحيته، إن الجانبين مستقلان بشكل كامل إذ لا يؤثر القبارصة اليونانيون والقبارصة الأتراك على حياة بعضهم بعضا، مضيفا: "حصلت الكثير من الاحداث خلال الـ60 عاما الماضية ما يجعل العودة إلى دستور العام 1960 أمرا مستحيلا"، وأوضح: "أنا أحترم شعبه كمجتمع منفصل، لديهم لغتهم الخاصة، لديهم دينهم الخاص، لديهم ثقافتهم الخاصة، لكنني أريد أن يكون هذا الاحترام متبادلا".
وأعلن إردوغان في زيارة قام بها لشمال نيقوسيا في يوليو، أنه هو وتتار سيفتحان فاروشا التي كانت أشهر منتجع في الجزيرة لكنها استحالت مدينة أشباح منذ فر القبارصة اليونانيون منها خلال الغزو التركي عام 1974، وأثار ذلك الإعلان مخاوف غوتيريش والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي تعد قبرص عضوا فيه منذ العام 2004.
ودافع تتار عن هذه الخطوة ووصفها بأنها قانونية، لكنه قال إنه يمكن مناقشة كل القضايا بعد الاعتراف بسيادة "جمهورية شمال قبرص التركية"، واتهم أناستاسيادس في خطابه إردوغان بـ"تدخلات صارخة" لتنصيب تتار رئيسا لـ"جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها إلا تركيا.
وحقق تتار فوزا مفاجئا على مصطفى أكينجي الذي كان يفضل العمل مع القبارصة اليونانيين على حل فدرالي، واتهم أناستاسيادس تركيا بالرغبة في خلق وقائع جديدة على الأرض قائلا "من الواضح أن كل هذه الإجراءات تهدف إلى القضاء على آفاق التسوية استنادا إلى أسس إطار الأمم المتحدة المتفق عليه".