في ذكرى وفاته.. قصة اتهام طه حسين بـ"إهانة صاحب الدولة"
الأربعاء 28/أكتوبر/2020 - 01:58 م
تحل اليوم الذكرى الـ 65 لرحيل عميد الأدب العربي، طه حسين والذي يعد من أبرز الشخصيات التي اثرت في الحركة العربية الأدبية الحديثة، وهو من اهم دعاة التنوير في العالم العربي، وأمتلك حسين بصيرة، على الرغم من أنه حرم من البصر، وترك إرثًا أدبيا إستحق عليه لقب "عميد الأدب العربي".
كان فكر طه حسين موضع جدل في كثير من الأحيان، على الرغم من تاريخه الملئ بالإنجازات الفكرية والأدبية، وواجه عدة إتهامان خلال مشواره الأدبي.
أثار طه حسين جدلا من خلال كتابه "في الشعر الجاهلي"، الذي نشره عام 1926، حيث خلص في كتابه إلى أن الشعر الجاهلي نسب زيفًا إلى شعراء العصر الجاهلي، وأن حقيقة الشعر الجاهلي انه كتب بعد دخول الإسلام، وتصدى له بعض علماء الأدب والفلسفة، منهم: مصطفى صادق الرافعي والشيخ محمد الخضري، وأتهم حسين بتوجيه انتقاد صريح ونشر خرافات عن القرآن الكريم والكتب السماوية، إلا أن المحكمة برأته، وتم إثبات عدم تعمده الإساءة إلى النصوص القرآنية أو الكتب السماوية، وعدل طه حسين أسم الكتاب من "في الشعر الجاهلي" إلى "في الأدب الجاهلي".
وإتهم أيضًا في عهد سعد زغلول، بـ"إهانة صاحب الدولة"، حيث كان حسين من معارضين لسياسة سعد زغلول، وكتب عدة مقالات هاجم من خلالها السياسات الوزارية، وهو ما أثار غضب سعد، وتقدم ببلاغ للنائب العام ضد طه حسين، إلا أن النيابة برأت طه حسين من التهمة الموجهة إليه، ولكنه منع من الكتابة في الموضوعات السياسية.
وانهال عليه هجوم في العديد من الأمور، وكان من بينها أنه دعا إلى العديد من مظاهر الفساد والتحلل، وقوله بأن هناك تناقض بين نصوص الكتب السماوية، إضافة إلى إثارته الشبهات بشأن القرآن المدني والقرآن المكي.
وتعرض طه حسين إلى تهمة نشر غزل صريح يحوي ألفاظًا خادشة للحياء، بلإضافة إلى الشعر الممتلئ بالإيحاءات الجنسية المنافية للأخلاق، ووصلت إلى أن الرافعي نشر كتابين للرد على طه حسين، وهما "تحت راية الإسلام" و"بين القديم والجديد".
ويشار إلى أنه على الرغم من المعارضات والإتهامات الكثيرة التي تعرض لها عميد الأدب العربي، إلا أنها لم تقف عائق أمامه وقال عنها:"أنا مطمئن إلى أن هذا البحث وإن أسخط قوما وشق على آخرين فسيرضي هذه الطائفة القليلة من المستنيرين الذين هم في حقيقة الأمر عدة المستقبل وقوام النهضة الحديثة، وزخر الأدب الجديد."