السيسي يشهد جلسة حوارية بعنوان "تحديات وظائف المستقبل من منظور عالمي"
الأربعاء 08/ديسمبر/2021 - 02:52 م
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، اليوم الأربعاء، جلسة علمية حوارية بعنوان "تحديات وظائف المستقبل من منظور عالمي" ، وذلك خلال فعاليات النسخة الثانية من المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي، المقام في العاصمة الإدارية الجديدة.
أدار الجلسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار وقال: "إن عودة الإنسان والأيدي والعقول البشرية بأهميتها إلى الإطار الصناعي كان له دور كبير في تحقيق مبادئ الثورة الصناعية الرابعة التي قيل إنها عهد للمصالحة بين الإنسان والآلة وتطويع للتكنولوجيات الحديثة لخدمة البشرية بطريقة أكثر استدامة وصديقة للبيئة".
وأضاف الوزير: لقد بدأنا في سماع مصطلحات جديدة مثل "الذكاء المعزز" و"الإنسان المعزز" و"الآثار الفضائية" و"البرين نت" مثل الإنترنت، لافتا إلى أن الثورات الصناعية كانت دائما في خدمة الإنسان وفي تقدم الأمم، ولكن الثورة الصناعية الخامسة هي ربط لكل الثورات السابقة لخدمة الإنسانية والبشرية، حيث أن هناك دائما صراعا بين الذكاء الإنساني والذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة من مميزات القدرات الإنسانية في الذكاء وقدرات الآلة في الذكاء، ومن هنا جاء لفظ "الذكاء المعزز" الذي يمزج بين الذكاء الإنساني والذكاء الصناعي ويتميز أيضا بالذكاء العاطفي.
وتابع: إننا سنرى قريبا من خلال المرحلة الحالية من الثورة الصناعية الخامسة ومن خلال تطور العلوم والتكنولوجيا في مجالات كثيرة على رأسها الاتصالات الـ5G و6G وستكون الأجهزة التي نستخدمها الآن من الماضي وستظهر أجهزة أخرى بتكنولوجيات حديثة، حيث أنه من الممكن أن يقوم الدكتور مجدي يعقوب بعملية من مركز القلب بأسوان ويجري عملية في نفس التوقيت من خلال إنسان آلي وذلك بالتقنيات الحديثة، كما من الممكن أن نرى الكثير من زرع شرائح دقيقة في الإنسان حتى يستطيع من خلال هذه التقنيات أن يتصفح محركات البحث وتحصيل الكثير من المعلومات برمشة عين، وهذا ما سيغير من فكر التعليم الذي اعتمد في فترات طويلة على التذكر والحفظ لأن المعلومات ستصبح متاحة بشكل ميسر جدا.
وأكد أننا سنحتاج إلى الكثير من المهارات الخاصة بالمستقبل مثل التفكير النقدي والتحليلي وحل المشكلات المنطقية والقيادة والتأثير الاجتماعي وسنستعد إلى وظائف جديدة حتى يستطيع الإنسان أن يتواكب مع متطلبات المستقبل لذلك فإن المنافسة في وظائف العالم ستكون بين الموهبة والإبداع، لافتا إلى أنه كان من السائد والمتبع منذ وقت قريب التعليم التطبيقي والعلمي ولكن الآن الفنون والبحوث هو الذي سيكون سائدا في المرحلة القادمة من العلوم التي هي مزيج ما بين العلوم والتكنولوجيا والابتكار وأيضا الفنون والأبحاث.
وقال وزير التعليم العالي: إنه عندما فكرنا في التنمية المستدامة كنا نفكر في مصر ما بعد 100 و200 عام من الآن ولم يكن هناك من يفكر في المستقبل الذي لن نكون متواجدين فيه ولكننا مسئولون عنه، لذلك فإن حلقة نقاش اليوم تدور حول كيفية التعليم ومناقشة كيف للدول والحكومات أن تهتم بالأجيال القادمة حتى تستطيع أن تكون مستعدة للثورة الصناعية الرابعة والخامسة والثورات الصناعية المتوقعة أن تحدث في القريب".
من جانبه، قال الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" - ردا على سؤال حول كيفية التعامل من خلال المنظمة لأن تعود الدول الإسلامية والعربية كسابق عهدها في الحضارة الإسلامية وأن تلعب دورا كبيرا في بناء الحضارات وتأسيس العلوم، إن المنظمة اعتمدت منطلقات أساسية خلال رؤيتها الجديدة وخطط وبرامج باعتبار أن المنظمة تعبر عن موقف حضاري له شواهد كثيرة سواء ثقافية، وتاريخية،وعلمية، وتطبيقية، وتسعى مع الدول الأعضاء إلى تبني قائمة من الطموحات في هذا المسار سواء بالتذكير الدائم بحضارة الأجداد، أو بالاهتمام بالمناهج الناشئة والشباب في العلوم والرياضيات، وجميع ما يتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي .
وأضاف أنه لابد من الحث على بناء الشراكات من أجل اعتماد سياسات ضرورة علمية تستوعب عالم الذكاء الاصطناعي، وكل ما يتعلق بالعلوم الجديدة، فضلا عن الاستثمار في علوم الفضاء، وحث الجامعات على استيعاب علوم الغد التي تحتوي على مهن الغد.
بدورها، قالت كاثرين ثورنتون رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفضاء والمتخصصة في الفيزياء وعلوم الفضاء وأبحاثها، والتي لها دور كبير في وكالة ناسا الأمريكية وأحد المتخصصين في رحلات فضائية تمت ما بين عام 1989 وحتى عام 1995، ردا على سؤال حول كيف تعظيم فكرة العلوم الطبيعية مع الأجيال القادمة من خلال علوم الفضاء، إننا :"نتطور لنستخدم أنواعا جديدة من الطاقات ولا أعلم إن كانت طاقة الاندماج ستكون إحدى الطاقات في المستقبل القريب، ولكن بالنسبة للسفر إلى الفضاء لابد أن نحاول أن نصل إلى طاقات جديدة، فلقد ذهبنا إلى المريخ، وأعتقد أنه يمكننا أن نتوجه لأي كوكب آخر، وذلك يستوجب أن نصل إلى طاقات جديدة تمكننا من الوصول إلى الكواكب الأخرى في فترة تمكن الإنسان من فعل ذلك".
وأضافت: "لم نطور هذا الأمر ولا يوجد لدينا هذا المفهوم حتى الآن، لذا أعتقد أنه فيما يتعلق بالفضاء لابد أن نعتمد على طاقة جديدة، إذا ما أردنا استكشاف النظام الشمسي"، لافتة إلى أن الأجيال الجديدة في هذا القرن، ستصنع مستقبلها ولا يمكننا أن نخبرهم بكيفية إعداده لأنه ينتمى إليهم، ونكتفي بأن نوفر لهم الأدوات الأساسية مثل الهندسة التي تمثل هذه الأدوات.
وتابعت: "إننا نشجع طلابنا الذين سيستخدمون هذه التكنولوجيات في حياتهم لأننا بالطبع نتحدث عن عمليات الديمقراطية والانتخاب الإلكتروني، ولابد أن يكون لدينا أساس للالتزام العلمي، ومن أجل إشراك طلاب العلم لابد أن نمنحهم الفرصة في الانخراط في المجتمع العلمي واجتذابهم عن طريق إعطائهم فكرة عن المستقبل الرائع الذي ينتظرهم عن طريق توفير زيارات للمعامل وتبادل الخبرات من أجل أن نظهر لهم أن هناك مسارات عمل شيقة ومثيرة للاهتمام يمكنها أن تصنع شيئا للبشرية ، كما نحتاج للنظر في دعم رواد الأعمال من الشباب".
كما أكدت استفانيا جانيني مساعد المدير العام لشؤون التعليم في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، خلال مشاركتها في جلسة "تحديات وظائف المستقبل من منظور عالمي" أن الاهتمام بالتعليم والثقافة والعلوم يعطي فرص كبيرة لإظهار المواهب اللازمة لتحقيق التنمية المطلوبة.
وقالت إن العالم يعاني الآن من مشكلة كبيرة وهي التوزيع المتساوي للمواهب بين الأغنياء والفقراء، منبهة إلى أن تلك المشكلة نتج عنها عدم توافر الفرص لبعض الشرائح لاكتشاف هذه المواهب الأمر الذي يؤدي بالتأكيد لإهدار الكثير منها مما يعطل من فرص تحقيق مستويات عالية من التنمية.
وأكدت ضرورة وضع دراسة جيدة لجعل التعليم العالي في متناول الجميع خاصة وأن الأزمات التي تعرض لها العالم مؤخرا وعلى رأسها انتشار فيروس كورونا عطل فئات كثيرة عن تلقي التعليم بشكل كبير.
وأثنت جانيني ، على استضافة مصر للمنتدى ، مؤكدة أن التعليم والثقافة هما نقطة البداية من أجل أن يكون هناك مواهب.
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد ، أن قضية تحديات سوق العمل مع التطورات التكنولوجية وبعد جائحة كورونا أصبحت من أهم القضايا التنموية التي يتم مناقشتها على مستوى العالم ، وأيضا على المستوى المحلي.
وأضافت أن التطورات التكنولوجية المتسارعة ودرجة انتشارها أثرت بشكل كبير جدا على عملية الإنتاج وبالتالي على هيكل سوق العمل نفسه وعلى التخصصات المطلوبة في سوق العمل ، مشيرة إلى أن ذلك يختلف من دولة لدولة طبقا لدرجة انتشار التكنولوجيا وتأثيرها على القطاعات المختلفة ، كما يختلف طبقا للهيكل العمري للسكان وأيضا بمزيج المهارات التي توفرها الدول للسكان.
وأكدت أن وظائف المستقبل أصبحت تتطلب مهارات مختلفة كعلوم البيانات الضخمة ، والذكاء الاصطناعي ، وعلى مهارات أخرى سلوكية خاصة بالقيادة ، وخاصة بالتحليل النقدي ، وكل هذه المهارات أصبحت مطلوبة لوظائف المستقبل .
ونبهت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إلى أن القضية الأساسية هي كيفية تقليل الفجوة بين سوق العمل الموجود الذي أصبح متطورا وديناميكيا وأثرت عليه التكنولوجيا بشكل كبير جدا وبين العرض للعمل (الخريجون) والوظائف التي تظهر كل عام ، لأنه إذا لم يحدث تطور في المهارات ستكون هناك فجوة كبيرة بين العرض وبين الطلب على سوق العمل .
وقالت إن أهم نقاط القوة في الاقتصاد المصري هي ما يطلق عليه الميزة الديموغرافية ، حيث يوجد الشباب بين 15 إلى 29 سنة وهم يشكلون نسبة 35% من حجم السكان.
وأضافت أن هناك زيادة في الاستثمارات بنسبة 100% سنويا في الجامعات على مستوى الدولة لتوفير أماكن للأجيال القادمة في الجامعات.
وأشارت إلى أن وزارة التعليم العالي عملت على شراكة كبيرة جدا مع عدد كبير من أفضل المؤسسات التعليمية الدولية ، كما تم الاستثمار في البنية المعلوماتية في الجامعات المصرية لتطوير المنظومة التعليمية.
ولفتت إلى أن الدولة المصرية اهتمت بمنظومة التعليم الفني ، ويتم إعادة هيكلتها تحت هيكل واحد بحيث تضم كل الجهات التي تعمل على منظومة التعليم الفني.
وقالت إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب على القيادة وهي توفر عددا كبيرا من القيادات الذين يحصلون على مجموعة كبيرة جدا من المهارات لفترات زمنية طويلة لضمان أن لديهم المهارات القيادية لقيادة المؤسسات المختلفة.
وأكدت أهمية المهارات الرقمية والتكنولوجية ، مشيرة إلى أنه كان من المهم أن تستثمر الدولة في هذا النوع من البرامج ، حيث أن وظائف المستقبل تحتاج قدرا عاليا جدا من المهارات الرقمية والتكنولوجية ، موضحة أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لديها مجموعة كبيرة جدا من البرامج في هذا الصدد .
وأشارت إلى أن الدولة المصرية اهتمت بالاستثمار في مجال ريادة الأعمال ، حيث أن هناك عددا كبيرا من الوزارات تعمل في برامج ريادة الأعمال لتدريب الشباب على هذا الموضوع ، لافتة إلى أنه تم أيضا تدريب أكثر من 460 ألف طالب في المدارس على ريادة الأعمال.
وأكد جيف ماجيونكالدا الرئيس التنفيذي لشركة "كورسيرا" ، منصة التعلم عبر الإنترنت الرائدة عالمياً أهمية استمرار العملية التعليمية عن بعد في ظل انتشار الأوبئة في العالم.. قائلا إن جائحة كورونا دفعت الكثير من الطلاب للتأقلم في تلقي العملية التعليمية عن بعد، ومشيرا إلى أن نحو 30 مليون طالب من مختلف الفئات بدأوا يتلقون دراسة المواد التعليمية عن بعد من خلال منصة "كورسيرا" مع بداية جائحة كورونا عام 2020، وذلك عقب إغلاق الكثير من الجامعات والمدارس حول العالم.
ونوه إلى أن نحو 90 مليون طالب يتلقون حاليا المواد التعليمية عبر منصة "كورسيرا"، منوها إلى أنه يوجد 4 آلاف مادة تعليمية على المنصة ، مؤكدا أن المنصة ستتيح المواد بالمجان لأي مؤسسة أكاديمية في العالم، مضيفا أن المنصة تتعاون مع شركات كثيرة من بينها شركة مايكروسوفت و"آي بي إم" و"علي بابا" من جميع أنحاء العالم من أجل نشر المواد التعليمية على منصة "كورسيرا".
وشدد على أن جائحة كورونا زادت من أهمية الحصول على أهم حقوق الإنسان وهو التعلم عن بعد ، بجودة عالية، وزادت أيضا من التعاون بين المؤسسات المختلفة وأصحاب الأعمال والجامعات حول العالم.
ودعا الرئيس التنفيذي لشركة "كورسيرا" الجميع إلى ضرورة تلقي الخدمات عن طريق شبكة الإنترنت من أجل تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للفرد والمجتمع، مؤكدا أن جائحة كورونا خلقت فترة عصيبة ولكنها وفرت في الوقت نفسه فرصا رائعة .. معربا عن سعادته البالغة إزاء مشاركته في المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي وزيارة جمهورية مصر العربية.
وتحدث البروفيسور مايك ماكيرلي رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين باسكتلندا ، عن دور الكلية الملكية للأطباء والجراحين في التعامل مع وظائف المستقبل وتكنولوجيا المستقبل للأطباء قائلا :"إن التعليم العالي والبحث العلمي جزء مهم من المستقبل ، ولن يتغير دور الطبيب في المستقبل ، حيث أن هناك رابطة بين المريض والطبيب وهذه الرابطة لن تتغير".
وأضاف أنه في الواقع الإفتراضي يرتدي الطبيب سماعة رأس ويقوم بعملية جراحية في القلب مثلا وتقول هذه السماعة ما هي الأشياء التي يجب أن تقوم بها فهذا شيئ رائع ، ونستطيع الاستفادة من هذه التكنولوجيا في تدريب شباب الجراحين بدون عملية حقيقية حيث أن هذه التكنولوجيا سترشدهم أثناء العملية ، فعندما يدخل غرفة عمليات حقيقية سيكون مؤهلا ولديه المهارات ، وهذا تطور رائع للذكاء الاصطناعي ومن الممكن أن يساعد على استخدام كل هذا التعلم.
وتابع ماكيرلي" وفي مجال سرطان الثدي فإن صور أشعة الثدي التي سنجريها بالتكنولوجيا الحديثة ستكون أفضل كثيرا من صور الأشعة التي يجريها طبيب الأشعة لأنه من خلال الكمبيوتر نستطيع قراءة نتائج الأشعة في الـ 24 ساعة خلال اليوم وبالتالي نحصل على نتائج سريعة" .
وحول الطب الشخصي قال ماكيرلي :إنه عندما بدأت في تخصصي في سرطان الثدي منذ 25 عاما فإن كل أمرأة كانت تعاني من هذا المرض كان يتم علاجها بنفس الشكل سواء بالعلاج الكيميائي أو الهرموني ولكن الآن نحن فقط نأخذ عينة صغيرة نرسلها إلى المعمل حتى نتأكد ما إذا كان هذا سرطان ثدي وما هو نوعه ونستطيع أن نعرف من المريضات اللاتي سيستفدن من العلاج الهرموني أو من الكيميائي ، وهذا التطور له ميزة أخرى أنه ليس جميع المرضى في حاجة إلى العلاج الكيميائي وبالتالي أصبح هناك رعاية مُثلى تتسم بالجودة ونستطيع أن نعلم المريض بمحادثة أمينة وصريحة.
وأكد فائدة استخدام هذه المعلومات والتكنولوجيا الجديدة للبشر ، لذلك أصبح من المهم لي كطبيب وجراح ليس فقط أن أملك المعرفة ولكن أن يكون لدي الذكاء العاطفي ومهارات التواصل والتمكن من استخدام هذه المهارات لمصلحة المريض ،مضيفا "نحن في كلية الجراحين الملكية نقوم بتغيير الكثير من المواد ولكن في الماضي عندما كنت أقوم بالاختبارات كان هناك الكثير من المعلومات وكانا نعتمد على الحفظ ولكن هذا لم يعد صالحا اليوم حيث أننا الآن بحاجة لمعرفة المزيد من الحقائق ، ومن المهم أن يكون لدي المعرفة والتفكير المرتب حتى أستطيع الاستفادة من النتائج وتجميعها من أجل المريض".