حصاد 2021.. بين اتفاق إيران وعودة طالبان.. أبرز الأحداث السياسية خلال العام
الإثنين 27/ديسمبر/2021 - 09:01 م
مع نهاية العام الأول في العقد الثالث من هذا القرن، جرت العديد من الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة التي غيرت مجرى الأحداث في العديد من الدول حول العالم، وأثرت بشكل كبير على توازن القوى؛ من بين عودة منظمة طالبان وانهيار صفقة القرن، مرورًا بأزمات روسيا وحلف الناتو والعديد من القضايا العالمية الشائكة التي شهدها هذا العام.
مفاوضات إحياء اتفاق إيران النووي
بعد انتهاء فترة حكم دونالد ترامب وإمساك جو بايدن زمام أمور الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت في شهر إبريل في فيينا عاصمة النمسا، مباحثات بين الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران حول إمكانية إحيائه.
تركزت المباحثات على نقطتين أساسيتين، وهما رفع العقوبات الأمريكية عن إيران وعودة طهران للالتزام الكامل بخطة العمل الشاملة المشتركة.
"طالبان" تعود لكرسي الحكم في أفغانستان
مرت أفغانستان بعام مليء بالنزاعات المسلحة في تاريخها، حيث استطاعت حركة "طالبان" التمكن من العودة إلى حكم البلاد بعد حروب وصراعات دامت لعشرين عامًا.
ففي شهر أبريل أعلن جو بايدن مراجعة الموعد المتفق عليه بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وبين "طالبان" لإتمام سحب قوات الولايات المتحدة من أفغانستان، وتم تأجيل الموعد المتفق عليه من أول مايو حتى 11 من سبتمبر.
ومن وقت انتهاء هذا الموعد، بدأت "طالبان" بتوجيه هجومًا كبيرًا على أماكن حكومة الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني، في نفس الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة بسحب قواتها من البلاد.
تضخم الموضوع بشكل كبير، حيث زحفت "طالبان" زحفًا سريعًا في جميع أرجاء الدولة دون مقاومة ملحوظة؛ ثم فر الرئيس أشرف عبدالغني من البلاد، لتصبح العاصمة كابل خالية ومقدمة لهم على طبق من فضة، ورفض الشعب الأفغاني هذا الوضع وحاولوا الفرار مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى.
سقوط "صفقة القرن"
بدأ هذا العام بتطورات أسفرت عن تغيير جذري، حيث أقيمت الانتخابات الأمريكية وانتهت بفوز جو بايدن وتوليه مقاليد الحكم، وانتهاء فترة حكم ترامب، وعلى إثر هذا التغيير السياسي قامت حشود من مؤيدي ترامب لمنع إقرار نتيجة الانتخابات ومنع بايدن من أخذ المنصب، على الناحية الأخرى كان ترامب ينشر تغريداته على تويتر في محاولة منه لإثبات تزوير هذه الانتخابات، وتم حجب حساباته نتيجة لذلك.
بعدها بخمسة أشهر، استطاع معسكر التغيير في إسرائيل تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتفالي بينيت، وعزل بنيامين نتنياهو.
وتسبب رحيل ترامب ونتنياهو في سقوط خطة السلام في الشرق الأوسط والتي تعرف عالميًا بـ صفقة القرن التي أعدها البيت الأبيض.
وغيَّر جو بايدن نهج الولايات المتحدة إزاء الفلسطينيين، حيث استكمل الاتصال مع السلطة الفلسطينية والمساعدات الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللائجين الفلسطينيين "الأونروا" التي تم إيقافها في عهد الرئيس السابق ترامب.
أزمة المهاجرين في بيلاروسيا
تصعدت الأوضاع تصعدًا ملحوظًا في أزمة التوتر بين حلف الناتو وروسيا خصوصا فيما يحيط بالصراع الأوكراني.
ففي شهري مايو ويونيو نفذ الناتو مناورة كبيرة تعد من أكبر المناورات له في أوروبا، بعد أن قامت روسيا باختبارات مفاجئة لجاهزية قوات المنطقة العسكرية الجنوبية، وجاء ذلك على خلفية الحوادث الجوية والبحرية بالقرب من الحدود الروسية، حيث اقتحمت مدمرة بريطانية الحدود البحرية الروسية بشكل متعمد، مما دفع حرس السواحل الروسي لإطلاق عيارات باتجاهها ليتم إرغامهم على الابتعاد.
وفي شهر يونيو عقد الرئيسان الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين أول محادثات رسمية بينهما، وتم استكمال المفاوضات حول التوازن الاستراتيجي بين البلدين، لكن دوام الحال من المحال، حيث ظل التوتر بين البلدين مستمرًا في النصف الثاني من العام، واستخدمت حكومة كييف أول طائرة مسيرة تركية لتضرب جمهورية دونيتسك.
هذه التصعيدات تزامنت مع أزمة المهاجرين على الحدود البولندية البيلاروسية، حيث احتشد مئات المهاجرين من الشرق الأوسط مطالبين باللجوء للاتحاد الأوروبي، وفي نوفمبر أمر فلاديمير بوتين وزير الخارجية الروسي ببدء العمل في وضع ضمانات أمنية بين موسكو والناتو لتخفيض التوتر الأمني، أما في ديسمبر، نشرت روسيا مسودتي اتفاقيتين بخصوص قضية الضمانات واقترحت على الولايات المتحدة عقدها.
المصالحة الخليجية - القطرية
توجهت قمة مجلس التعاون الخليجي في الخامس من يناير، بمشاركة مصر، والتي تم انعقادها في محافظة العلا بالمملكة السعودية، وأعلن رسميًا عن انتهاء الأزمة الدبلوماسية بين قطر ومصر والسعودية والإمارات والبحرين.
ومن الضيوف الذين شاركوا في القمة أمير قطر تميم بن محمد بن خليفة، وتم استكمال الاتصالات بين أطراف الأزمة الخليجية.
الأزمة الخليجية اللبنانية
وبعد انتهاء الأزمة الخليجية القطرية لم يلبث العرب كثيرًا حتى علت أصداء أزمة أخرى بين لبنان وبين دول الخليج، حيث بدأت هذه المشكلة بعد أسابيع من تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بسبب تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي السابقة عن النزاعات في اليمن قبل أن يتولى منصبه هذا؛ وشدد في تصريحاته على أن جماعة الحوثيين تدافع عن النفس؛ مما أدى إلى ظهور موجة غاضبة من جهة الدول الخليجية، والتي قد بادرت باتخاذ إجراءات دبلوماسية تجاه لبنان.
وبعد مرور شهرين، أعلن جورج قرداحي في شهر ديسمبر عن تركه لمنصب وزير الإعلام، مؤكدًا أن هذا القرار تم طوعًا.