الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
منوعات ومرأة

حصاد 2021.. أبرز الأعطال التي ضربت "فيسبوك" خلال عام الـ ميتا

الجمعة 31/ديسمبر/2021 - 06:24 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ تأسيسها عام 2004 مرت شركة فيسبوك، التي بدأها مارك زوكربيرج، بعدد من الأزمات التي ضربتها من جهة أو أخرى، بدأت عام 2004، عندما قامت شركة "كونكت يو" التي أسسها مجموعة من أصدقاء زوكربيرج برفع دعوى قضائية ضد موقع فيسبوك، بدعوى أنه قام بسرقة أفكارهم، واستخدم الكود الرئيسي الخاص بهم، وقد انتهت هذه الأزمة عام 2008، عندما تمت تسوية النزاع بين الشركتين، بقيمة بلغت 65 مليون دولار.

كما تعرض موقع فيسبوك للكثير من الانتقادات، خاصة بعد أن أثيرت العديد من المخاوف بشأن استخدام موقع فيسبوك كوسيلة للمراقبة واستخراج البيانات، كما أثيرت كذلك بعض المخاوف بشأن صعوبة قيام المستخدمين بحذف حقوق الدخول أو الحسابات الخاصة بهم عند الرغبة في ذلك، ليقوم الموقع بإتاحة خيارات إلغاء تنشيط الحسابات، أو حذفها تمامًا.





لكن مع هذا، كانت "فيسبوك"، تحقق نجاحًا غير مسبوق بالنسبة لمثيلاتها، حيث احتل موقع فيسبوك المرتبة 34 في قائمة فورتشين 500 لعام 2020، لأكبر الشركات في الولايات المتحدة من حيث الإيرادات، بإيرادات تقارب 86 مليار دولار، يأتي معظمها من الإعلانات، كما حددت تحليلات بيانات عام 2017 أن الشركة كسبت 20.21 دولارًا أمريكيًا لكل مستخدم من الإعلانات.

 - عام العطل الكبير :

وقد كانت أكبر الأزمات التي ضربت الموقع هي الأعطال، وعدم تمكن المستخدمين من الوصول إلى موقع فيسبوك أو إلى المواقع الأخرى التابعة للشركة، مثل إنستجرام وواتس آب، والتي تكررت بشكل كبير خلال 2021، حتى أزمة العطل الكبير، الذي ضرب خدمات شركة فيسبوك بالكامل يوم الإثنين 4 أكتوبر.

لم يكن هذا التوقف هو الأول من نوعه، حيث تعرضت هذه التطبيقات لأعطال وتوقف لأكثر من مرة على مدار العام، لتتسبب في حرمان أكثر من 3.5 مليار مستخدم لمدة نحو 6 ساعات من دخول مواقع فيسبوك وإنستجرام وواتس آب.

قالت شركة فيسبوك في بيان رسمي، إن سبب توقف تطبيقاتها كان التعديلات الخاطئة في الإعدادات، مضيفةً أن التعديلات الخاطئة هي السبب الرئيسي وراء العطل، معلقة: "اكتشفت فرقنا الهندسية أن تعديلات على أجهزة التوجيه (الراوتر) الرئيسية التي تنسق الحركة بين مراكز البيانات تسببت في مشاكل أدت إلى توقف الاتصال".

وخلال عام 2021 تعطلت تطبيقات فيسبوك بشكل مؤقت، أكثر من 20 مرة، لكن الأعطال لم تكن تدوم كل هذا الوقت، باستثناء عطل عام 2019، الذي منع حوالي 500 مليون مستخدم من الوصول إلى تطبيقات فيسبوك.

وبينما كانت فرق الدعم الفني لشركة فيسبوك، تعمل بكافة إمكانياتها التقنية والبشرية، لإنهاء هذا العطل، كانت أسهم الشركة على الجانب الآخر، تهوى في أعلى انخفاض لها منذ تأسيس الشركة عام 2004.

بلغت نسبة بيع أسهم الشركة حوالي 20%، مما أدى إلى محو ما يقرب من 230 مليار دولار من القيمة السوقية، كما خسرت الشركة أكثر من 15% من قيمتها التسويقية، وخسرت أكثر من 50 مليون مستخدم، بسبب العطل الذي أجبر شركة فيسبوك نفسها، على اللجوء إلى منصة "تويتر" لإصدار البيانات للمستخدمين.

واستمر هذا الوضع الذي يُعد الأصعب في تاريخ فيسبوك، حتى يوم الخميس 28 أكتوبر 2021، حين أعلن مارك زوكربيرج، عن تغييّر اسم شركة فيسبوك، إلى Meta فى خطوة جديدة، لبناء عالم افتراضى مملوء بالشخصيات الرقمية يُعرف باسم metaverse.




 - بداية الاعلان عن "ميتافيرس"

قالت الشركة كذلك إنها ستستثمر 50 مليون دولار فى شراكة مع منظمات لبناء ميتافيرس، وهو عالم رقمى يمكن للناس فيه استخدام أجهزة مختلفة مثل نظارات الواقع الافتراضى للتنقل والتواصل فى بيئة افتراضية.

وقفزت أسهم شركة فيسبوك "ميتا" في بورصة نيويورك بنحو 3%، بعد ساعات من تغيير اسمها إلى "ميتا بلاتفورم"، كما قفز هذا المؤشر بنسبة 2.75% (8.6 دولار أمريكي) فور إعلان زوكربيرج عن تغيير اسم الشركة، لتعود الشركة بذلك إلى تحقيق التعافي، بعد عطلها الكبير.

"ميتافيرس" هو مصطلح يتكون من جزئين الأول "meta" بمعنى ما وراء أو الأكثر وصفًا، والثاني "Verse" مُصَاغ من "الكون"، حيث يستخدم المصطلح عادةً لوصف الإصدارات المستقبلية المفترضة للإنترنت، المكون من مساحات ثلاثية الأبعاد متصلة بشكل دائم يمكن الوصول لها عبر نظارات الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز والجوالات والحواسب المكتبية ومنصات الألعاب.

وظهر مصطلح ميتافيرس لأول مرة من خلال رواية الخيال العلمي Snow Crash والتي ألفها الكاتب نيل ستيفنسون عام 1992، وتدور أحداثها حول تفاعل البشر، من خلال الشبيه الافتراضي (أفاتار)، ويحتضن هذه التفاعلات والتعاملات فضاء افتراضي ثلاثي الأبعاد مدعوم بتقنيات الواقع المعزز، فيما يشبه إلى حد كبير العالم الحقيقي.

ويمكن تصوّر ميتافيرس بأكثر من شكل، لكن الوصف البسيط له هو أنه عالم متكامل يعتمد على الشبكة، وهو عالم افتراضي بطبيعة الحال. أي أن اللاعب قد يكون قادرًا على التواجد في عالم فورتنايت على سبيل المثال وفي نفس الوقت يكون قادرًا على مطالعة مستجدات فيسبوك عبر نظارة الواقع المعزز.

وأعلن زوكربيرج، أن الأمر أشبه بتحويل الإنترنت إلى بيئة ثلاثية الأبعاد لا يقتصر دور المستخدم على النظر إليها أمام شاشته، بل الدخول في هذه البيئة بنفسه حتى يصبح أحد عناصرها، ولتنفصل حواسه عن عالمه الحقيقي فترة بقائه في العالم الافتراضي.

ويدخل المستخدم إلى هذا العالم ليجد نفسه داخل سلسلة من المجتمعات الافتراضية التي لا نهاية لها، يمكنه من خلالها التقاء عدد كبير من الناس المتاح التعامل معهم إما للعمل أو اللعب، ولن تقتصر على ممارسة الألعاب أو حتى عقد الاجتماعات، بل ستتأثر جميع الأنشطة التي يمارسها المستخدم بهذا العالم، فعلى سبيل المثال سيشهد التسوق الإلكتروني نقلة نوعية داخل هذا العالم، حيث يكون المستخدم قادرًا على معاينة أي شيء يريد شراءه عن قرب بدلًا من مجرد معاينة على المتاجر الإلكترونية.

ومن المقرر أن يشمل عالم "ميتا فيرس"، كل نشاط إنساني في الواقع الحقيقي، الأمر الذي يعني أن الإنسان ربما سيكون قادرًا على البقاء في العالم الافتراضي لفترات أطول، حيث أطلقت شركة فيسبوك "ميتا حاليًا" تطبيقًا للاجتماعات الافتراضية للشركات، يسمى Horizon Workrooms، يحتاج مستخدميه لنظارات الواقع الافتراضي Oculus VR، وحتى الآن لم تحظ هذه النظارات بالرضا الكامل من المستخدمين، فضلًا عن ارتفاع سعرها الذي يبلغ 300 دولار أو أكثر، مما يجعل معظم تجارب ميتافيرس المتطورة بعيدة عن المتناول بالنسبة للعامة، وبشكل خاصة في الدول النامية والفقيرة.

أما بالنسبة لمن يمكنه تحمل التكلفة، فلن يحتاج إلا إلى اختيار الأفاتار الخاص به، ليتمكن من التنقل بين تلك العوالم الافتراضية، كما يتوقف جزء كبير من النجاح المنتظر لعوالم متيافيرس على قدرة شركات التكنولوجيا على التعاون فيما بينها، لربط المنصات عبر الإنترنت في كيان الموحد.





ومع كل هذا التطور الذي أعلنت عنه الشركة، فقد أثيرت بعض الشكوك والمخاوف، بشأن نوايا زوكربيرج، من وراء حماسه للدخول في عالم ميتافيرس، خاصة أن الاتهامات الموجهة إليه باستخدام البيانات الشخصية لبيع الإعلانات المستهدفة عبر فيسبوك لاتزال قائمة، حيث كان مارك قد أكد أن الإعلانات ستبقى جزءًا مهمًا من الاستراتيجية، عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومن المحتمل أن تكون جزءًا مفيدًا من ميتافيرس.

ولاتزال المخاوف موجودة، خاصة مع إمكانية أن تكون إمكانية الدخول إلى العالم الافتراضي تتطلب المزيد من البيانات الشخصية ويسمح بإمكانية أكبر لاستخدام المعلومات.