السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

في عيد ميلادها الـ 73.. ولا تزال نيللي فراشة صُغنططة

الإثنين 03/يناير/2022 - 06:59 م

الفراشة التي أحبها الكبير والصغير..أيقونة أجمل ذكريات مرت في حياة الكثير من أجيال و أجيال.. من منا لم يستمتع بما قدمته من فوازير رمضان التي ارتبط بها كل بيت في مصر منذ منتصف السبعينات وحتي أوائل الثمانينات ثم عودتها بقوة في مطلع التسعينات حتي نهايتها



الشوارع تقف على قدم وساق من أجل فوازير نيللي في رمضان.. بل أصبحت فوازير نيللي في رمضان مثلها مثل ياميش رمضان وزينة رمضان وبهجة رمضان.. وعندما غابت عن فوازير رمضان كتب الناقد الفني سامي السلاموني.. "مافيش نيللي في رمضان"



وكان صدمة كبيرة في الرأي العام والجماهير التي ظلت تعترض علي كل من قدموا فوازير رمضان حتي وإن كانوا سمير غانم وشيريهان برغم نجاحهما الساحق إلا أن لنيللي مذاق خاص وشكل مختلف ولم يستطيع أحد ملء مكان نيللي في الفوازير.. عشنا معها أجمل الأيام والسنوات التي كانت ولازالت في الوجدان



وبعيداً عن الفوازير فقد قدمت أعمالاً تعد أيقونات في تاريخ السينما المصرية فهي الطفلة ذات الثلاث أعوام التي ظهرت لأول مرة في فيلم " الحرمان " ١٩٥٢.. وظلت تقدم أعمال خفيفة و جميلة حتي برعت في هذا اللون حتي أثبتت للجميع أنها ممثلة عظيمة في أدوار "طائر الليل الحزين، العذاب إمرأة، الوهم، الغول، كلمة شرف، الإعتراف الأخير"



قدمت "نيلي" ما يزيد عن 75 فيلم كوميدي ودرامي واستعراضي وعاصرت أكثر من أربعة أجيال متعاقبة، حتي عندما قدمت دراما في التليفزيون لم تكن بعيدة فقد أبدعت في مسلسل مبروك جالك ولد مع محمود عبد العزيز وقدمت فيه أغنية كان فيه فراشة صغنططه تلك الأغنية التي تأخذنا لعالم آخر بعيد عن عالمنا عالم كله براءة ونعيش طفولتنا مع هذه الأغنية العبقرية للموسيقار الكبير عمار الشريعي .



ولم تكن نيللي مجرد أيقونة في عالم الفوازير فقط بل هي أيقونة في السينما والتلفزيون والمسرح فقد قدمت منذ بداياتها مسرح ومسرح من أنه مسرح الريحاني نفسه فقد وقفت أول ما وقفت علي المسرح في مسرحية الدلوعة مع فريد شوقي عندما أعادوا مسرحيات الريحاني من جديد ودخلت هذا الصرح الفني الكبير وابدعت فيه وقدمت أول تجربة مسرحية استعراضية ضخمة في مسرح جلال الشرقاوي مسرحية إنقلاب مع إيمان البحر درويش وكانت أحد أهم المسرحيات الاستعراضية في تاريخ المسرح العربي.



حتي في الإذاعة أبدعت وأبهرت فمن يصدق أن نيللي هذه تقف بطلة في مسلسل إذاعي بطولة موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب في أول وآخر تجاربه الإذاعية بل ويختارها الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب لتعيد رائعته رصاصة في القلب كمسلسل إذاعي ويكون معها النجم أحمد زكي .



ونكاد نري نيللي حتي وإن غابت فهي الفنانة التي عرفناها وأحببناها منذ بدأت في فيلمي "الحرمان" وعمرها ثلاثة سنوات وفيلم عصافير الجنة وهي طفلة عمرها ستة سنوات مع اختيها فيروز وميرفت، ثم في فيلم "توبه" مع صباح وعماد حمدي ثم في فيلم "حتى نلتقي" مع فاتن حمامة، ثم تعود بعد أعوام قليلة لتقدم أدوار البطولة في أفلام خفيفة ومرحه.



فقد عشنا معها طفولتها وشبابها ونضجها ولم نري لها شيخوخه فهي الوجه الذي لم تلوثه الحياة ولم يستطع أن يؤثر عليه العمر فقد ظلت نيللي وهي تكمل عامها الثالث والسبعين في نضارة وحيوية وشباب وإشراقة فتاة في عمر العشرين،  وعند ظهورها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير وتكريم خاص لها كان له وقع جميل علي كل محبي الفن بصفة عامة.