منتدى شباب العالم يناقش الأمن الغذائي في ظل التحديات العالمية
الخميس 13/يناير/2022 - 12:00 ص
شارك عدد من المتحدثين والشباب المشاركين في الجلسة الرئيسية بعنوان "الأمن الغذائي في ظل التحديات العالمية"، خلال فعاليات اليوم الثالث من النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
جاء ذلك بمشاركة قائمة تضمن نخبة من المتحدثين وهم، كورين فليشر، مدير سلاسل التوريد ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجيرمي هوبكنز، ممثل منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "اليونيسف" في جنوب السودان، وريتشارد جيه هوبكنز، أستاذ علم الحشرات السلوكية ورئيس قسم الزراعة والصحة والبيئة في معهد الموارد الطبيعية بجامعة غرينتش، وتريسترام ستيوارت، كاتب ومؤلف دولي، وشو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وماكسيمو توريرو، كبير الخبراء الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وجيوتسنا بوري، مساعد نائب رئيس قسم الاستراتيجية والمعرفة في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد".
ألقي المتحدثون الضوء على عدة محاور بارزة فيما يخص قضايا البيئة في ظل جائحة كورونا، أولها قضية تدهور الأمن الغذائي، التأثيرات المناخية على الأمن الغذائي، جهود الدول والمنظمات لمحاربة الجوع، استهلت الجلسة بكلمة شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، التي أشاد من خلالها بتضمين موضوع الأمن الغذائي بأجندة منتدى شباب العالم لأنه أصبح موضوع هام في ظل زيادة أعداد الجياع وعدم حصولهم على الغذاء خاصة بعد تغييرات المناخ وجائحة كورونا، وأوضح وجود خطط كاملة لتمكين الشباب في كل مكان لحل مشكلة الغذاء، مثل منتدى الغذاء العالمي الذي تم انعقاده في أكتوبر 2020، مضيفًا أن الشباب متحمسون للتغيير ومستعدون لتحمل المسؤولية، وأن ابتكارهم وطاقتهم في منتدى شباب العالم هي أكبر دليل على قدرتهم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في 2030.
ووجه ماكسيمو توريرو، كبير الخبراء الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، الشكر والتقدير للحضور، وتابع لدينا أعداد ضخمة من البشر يعانون من سوء التغذية والرقم في زيادة بعد جائحة كورونا، كما ذكر أن أعداد من يُعانون في المنطقة العربية من سوء التغذية رقم كبير جداً مقارنةً بإجمالي سكان المنطقة، وأوضح أن سبب ذلك يرجع إلى التغيرات المناخية والصراعات في المنطقة العربية، فضلًا عن عدم الاستجابة لحل المشكلات وعدم المساواه التي أظهرتها جائحة الكورونا وأدت إلى تسريع آثار مشكلة الغذاء.
قالت كورين فليشر، مدير سلاسل التوريد ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال كلمتها أنها ذهبت إلى سوريا وقابلت امرأة في إحدى مناطق الصراع هناك، والتي لم تكن ترتدي قناع واقي ولم يكن لديها أي غذاء، وعندما سألتها عن عدم ارتدائها للقناع أجابت بأنها تفضل الموت جراء الجائحة بدلًا عن الموت جوعًا.
وتابعت "فليشر" أن اليوم بعد الجائحة زاد عدد الذين انزلقوا إلى حد المجاعة بنسبة كبيرة، حيث يصطف الأشخاص يصطفون في طابور طويل ومزدحم للغاية، وأكدت على أهمية دور الحكومات في عمل برامج انقاذ وبرامج تكافل اجتماعي في دعم الذين فقدوا وظائفهم، كما تحدثت عن دور الشباب وأهمية تمكينهم في اتخاذ الإجراءات في مشاركة الحكومات المحلية لعمل برامج الاصلاح وتعزيز برامج التكافل الاجتماعي، مشيدةً بدور الشباب في المُبادرة الرئاسية حياة كريمة.
أكدت جيوتسنا بوري، مساعد نائب رئيس قسم الاستراتيجية والمعرفة في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد"، على أهمية جعل الأنظمة الغذائية أكثر استمرارية بهدف تخطي مشاكل تغير المناخ التي تؤثر على أزمة الغذاء، وزيادة انتاج الغذاء والدخول للمنتجين الزراعيين في المناطق الريفية وتحسين سلاسل المحاصيل الزراعية لتحسين جودة الغذاء، مشيرةً إلى أهمية دور الشباب في الانخراط في السياسات المُنظمة، كما ذكرت أن المنظمة تتعاون مع الشباب من خلال عمل مبادرات مع مصارف التنمية الدولية وبالشراكة مع المؤسسات التمويلية، لتوفير المساعدات عبر إقراض المزارعين مثل برامج إدارة المخاطر التي قامت بها المنظمة في كل من بوركينا فاسو والسنغال.
ذكر جيرمي هوبكنز، ممثل منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "اليونيسف" في جنوب السودان، أن انعدام الأمن الغذائي يتوازى مع الفقر خاصًة بعد جائحة كورونا، وأضاف أن هناك ثلاث أنواع من سوء التغذية وهي، مشكلة التقزم عند الأطفال، ومشكلة الهدر، ومشكلة السمنة التي تصيب الأطفال في جميع أنحاء العالم، كما أوضح "هوبكنز" أن هناك 45% من الأطفال حول العالم يموتون دون سن الخامسة بسبب وفاتهم إلى سوء التغذية، مناشدًا بالاستثمار في القضاء على سوء التغذية.
وأضاف ريتشارد جيه هوبكنز، أستاذ علم الحشرات السلوكية ورئيس قسم الزراعة والصحة والبيئة في معهد الموارد الطبيعية بجامعة غرينتش، أن التغيرات المناخية أثرت على أزمة الغذاء عبر تفاقم مشاكل ري المحاصيل، والتي ظهرت بسبب تغير أماكن سقوط الأمطار، وبالتالي أثرت على كمية تنوع المحاصيل مما انعكس على سوء النظام الغذائي، مضيفًا أنه يجب ابتكار طرق ري جديدة، فضلًا عن أهمية مواجهة عدة مشكلات مناخية تؤثر بشكل مباشر على الغذاء مثل، انتشار الجراد، وافتقار التربة للمغذيات، ومشكلة التلوث، وزيادة نسبة الكربون.
أضاف تريسترام ستيوارت، كاتب ومؤلف دولي، أن مشكلة الهدر الغذائي تعد أحد أكبر مُشكلات الغذاء العالمية وفي نفس الوقت الأسهل حلًا، كما دعا إلى تقليل هدر المواد الغذائية وتقليل استهلاك الطعام خاصة اللحوم والألبان، وأوصى بأن هناك حاجة لسياسات حكومية وسلوكية للأفراد من خلال تغيير الثقافة المجتمعية.
واختتمت الجلسة بإصدار عدد من التوصيات المقترحة لحل تلك الأزمة ومنها؛ العمل على تغيير سلوكيات الأفراد وسياسات الحكومات وحل بعض المشكلات التي تؤثر على أزمة الغذاء مثل مشكلة عدم المساواة التي نراها متمثلة في نقص اللقاحات في بعض الدول مع تبني خطط للتعافي للدول النامية، والاستعانة بالقطاع الخاص في حل تلك الأزمة وتعزيز التعامل مع رواد الأعمال والتكنولوجيا الحديثة، وتحسين البنية التحتية ووسائل الاتصالات للوصول للمنتاجات عالية الجودة والمهمة للتمتع بأنظمة غذائية صحية، والتوسع في أنظمة التأمين والحماية الإجتماعية وزيادة الطلب على الغذاء الصحي خاصة بين الشباب والمرأة.
هذا بالإضافة إلى الاستخدام الأفضل للمياه والتأكد من أنها نظيفة وآمنة لأنها تؤثر على التغذية خاصة عند الأطفال، ومراعاة تعليم الطفل السلوكيات الصحية من قبل الأبوين للحفاظ على الصحة، وتفعيل المشاركة المجتمعية لتقليل هدر الطعام بهدف حل المشكلة قبل حلول 2030 عبر التطبيقات الإلكترونية الجديدة لمشاركة فائض الطعام مع الجيران والمحتاجين، تبني سياسات حكومية دولية لتقليل الهدر بالتعاون مع الرأي العام العالمي.
علاوة على ذلك، أوصت الجلسة بزيادة الاستثمار في العلاج الايكولوجي لتحسين التربة وزيادة الخصوبة وزيادة الاحتفاظ بالمياه لتحسين جودة المنتج الغذائي، وتكريس الشباب من خلال وظائفهم لحل الأزمة، بالإضافة إلى إطلاق المبادرات المجتمعية في الدول النامية للمساعدة في القضاء على تلك الأزمة مثل المبادرة الرئاسية حياة كريمة في مصر، وفتح قنوات اتصال مع المجتمع وتوفير المعلومات والعلم الإكاديمي لمشاركتة مع الجميع