لأول مرة في الشرق الأوسط.. طبيب مصري يجري جراحة البروستاتا بـ"الروبوت": اعتمدت على خبرتي وكابينة التحكم (خاص)
الأحد 13/مارس/2022 - 03:21 م
بدقة متناهية وحركات محكمة يُجري الروبوت بعض العمليات الجراحية في أثناء تواجد الأطباء لمتابعة الوضع والتحكم به عن بعد، حتى إنه يطلق عليه مستقبل الجراحات خلال السنوات المقبلة؛ وذلك مع تزايد الاعتماد عليه في الجراحات النسائية والمسالك البولية والبروستات وعمليات القلب والقسطرة والشرايين وجراحات الدماغ.
منذ سنوات مضت يعتمد الأطباء في دول الغرب على الروبوتات في إجراء العمليات جراحية، لكن خلال الأيام القليلة الماضية تمكن الدكتور محمود عمرو عبد الحكيم، أستاذ جراحة المسالك البولية بجامعة القاهرة من إتمام عملية إزالة للبروستاتا عن طريق "روبوت" ليصبح أول طبيب في الشرق الأوسط يجري تلك العملية بأسلوب جديد "retzius sparing" ويعد الأحدث.
أجرى أستاذ جراحة المسالك البولية بجامعة القاهرة، العملية الجراحية بجانب مساعده، داخل كابينة تحكم متواجدة بالقرب من "الروبوت" الذي يقف في وضع الطبيب أثناء إجرائه للجراحة، وتشبه تلك الكابينة التحكم في الطائرة بحسب حديث الطبيب لـ"مصر تايمز" "أشبه بالتحكم في الطائرة، وبيكون التحكم بشكل غير مباشر، عن طريق توصيل المنظار لأحد أطراف الروبوت".
"الروبوت ليه أربع أطراف، بيجري عن طريقهم مختلف الجراحات بشكل دقيق، وبتنقسم الحركة على 20، لو اتحركت أنا 20 مللي الروبوت بتحرك داخل جسم المريض مللي واحد"، بتلك الكلمات وصف "عبد الحكيم" طريقة تحكمه في "الروبوت"، مشيرا إلى أن مستشفى الكلى والمسالك بأكتوبر احضرته في شهر نوفمبر من العام الماضي لبدء الاعتماد عليه في بعض الجراحات، ويعد ذلك فرصة أكبر لإجراء جراحات معقدة بدقة عالية.
وليتمكن من التعامل مع "الروبوت" بشكل محترف، حصل أستاذ المسالك البولية على كورس تدريبي بجامعة الشارقة رفقة عدد من الأطباء المصريين، واستطاعوا بعده إجراء حوالي 30 عملية جراحية لإزالة البروستاتا وتكميم المعدة "تدربنا على الروبوتات حتى أصبحنا متمكنين من التعامل معها استعدادا لأن تصبح جزءا من عملنا".
ساعدت الطبيب خبرته وباعه الطويل في جراحات المسالك البولية على إتمام الجراحة بوجود "الروبوت" معتمدا على تخصصه منذ العام 2008 في سرطان البروستاتا الحميد والخبيث، بالإضافة إلى أن ذلك كان موضوع الدكتوراة التي حصل عليها.
"عبد الحكيم"، يشرح بداية الروبوت الجراحي في العالم قائلا "الروبوت الجراحي ابتدى في العالم من حوالي سنة 2008 وكان في جهاز بيصنع في أمريكا ومكنش متواجد في الشرق الأوسط"، إلى أن أحضرت مستشفى الكلى والمسالك بأكتوبر "الروبوت" وأصبح متاح لكل المرضى على حد سواء.
وعن العمليات التي يمكن إتمامها باستخدام "الروبوت" أضاف شارحا "البروستاتا وأورام الكلى وتكميم المعدة وأورام البنكرياس"، أي أنه كل ما يخص جراحات المناظير، التي تتطلب دقة عالية؛ لأنها تعتمد على فتحة صغيرة في جسد المريض، لذا يتم توصيله بالروبوت ويتعامل الطبيب مع أذرع التحكم وعددهم أربعة وتترجم حركته لحركة داخل جسم المريض".
لم يشعر الطبيب بالقلق أثناء إجراء العملية الجراحية بواسطة "الروبوت"؛ لأنه قد تدرب عليها لسنوات طوال عن طريق نموذج بدائي متواجد في معهد الأورام، بالإضافة إلى "الكورسات" التي حصل عليها طوال تلك السنوات.
كنا يعتبر استخدام الروبوت في العمليات الجراحية بداية لعدد من الإيجابيات وعلى رأسها حماية الأطباء من الأمراض المعدية، أما عن الأطباء الذين لا يتعرضون بشكل مباشر للمريض مثل جراحات المناظير فيسهل إجراء العمليات عليهم، نظرا لما يشعر به الطبيب عقب إنهائها من إنهاك بجميع أجزاء جسده، وألم في العضلات بسبب دقتها".
"العملية بعد ما بتنتهي بتتعب عضلاتي، ولو طبيب مبتدأ هيحس أنها أثرت على تفكيره، مش هيكون بنفس الكفاءة، لكن الروبوت بيقلل من وقت العلمية، بالإضافة إلى عدد الطاقم الطبي، مش هيحتاج الطبيب لأكثر من مساعد للتعقيم، ودا بيمكن الطبيب من إجراء عدد أكبر من العمليات لأنه مبيشعرش بإنهاك جسمه وعضلاته".. هكذا عدد "عبد الحكيم" مكاسب الاعتماد على الروبوتات خلال الفترة المقبلة.