"فحوصات ما قبل الزواج".. عصا الدولة السحرية للقضاء على الأمراض الوراثية (خاص)
الثلاثاء 15/مارس/2022 - 10:12 م
تعد فحوصات ما قبل الزواج من أهم الإجراءات التي يتأكد من خلالها المقبلون على تلك الخطوة من عدم انتقال مرض وراثي إلى أبنائهم في حالة وجود صلة قرابة، أو مرضي معدي في بعض الحالات الآخرى، حيث تكلف تلك الأمراض المنظومة الصحية ملايين الجنيهات سنويا لتوفير الدعم للمصابين بها، خاصة وأنها أمراض مزمنة تبقى رفقة المصاب بها طوال سنوات حياته، طالت أم قصرت بسببها في أغلب الأحيان.
لذا قدمت مجلس النواب تقديم النائبة أمال رزق الله، عضو مجلس النواب، اقتراح برغبة بشأن تفعيل تحاليل الفحص قبل الزواج، بحسب ما يتصل عليه قانون الأحوال الشخصية، والتعليمات الوزارية الصادرة بخصوص ذلك، على أن يتقدم المقبل على الزواج بطلب إلى وزارة العدل يفيد الرغبة فى الزواج ويكتب بياناته الأساسية، وتصدر الوزارة عقب ذلك طلب لوزارة الصحة؛ لإجراء الفحص الطبى لراغبى الزواج؛ لإجراء تحاليل شاملة لمعرفة ما إذا كان هناك ما يحول صحيا دون إتمام الزيجة بشكل رسمي.
وأشارت إلى أن الفحص الطبي قبل الزواج قد تحول إلى مجرد إجراء روتيني، أو ورق يتم استيفائها؛ لذلك ينتج من بعض تلك الزيجات أطفال مشوهة أو مصابة بأمراض وراثية أو ما شابه، واقترحت عضو مجلس النواب تفعيل الفحص الطبي قبل الزواج" لتحقيق غرضها وخضوعها لرقابة وإشراف القطاع الرقابي بوزارة الصحة للتأكد من إجراءها بشكل سليم و وكذا نسبة إلى صحة نتائجها، فهل تقضي تلك الفحوصات على الأمراض الوراثية؟
تعاني آلاف الأسر في مصر من صعوبات بسبب الأمراض الوراثية التي تنقل إلى أطفالهم نتيجة زيجات الأقارب، حيث تعد الأمراض الوراثية تلك التي تحدث نتيجة للتغير في تسلسل الحمض النووي للفرد ويتم توارثها لأنها تتواجد في الخلايا الجرثومية من الجسم وهي الخلايا المسؤولة عن نقل المعلومات الوراثية من الآباء إلى الأبناء.
قالت الدكتورة عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، والمتخصصة في طب الأطفال، إنه هناك عددا من المبادرات التي تم الإعلان عنها منذ عام 2015، والتي تقدم النصح والمشورة للمقبلين على الزواج، وما يجب أن تراعي الأم في أثناء الآلف يوم الذهبية من حياة الطفل.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" أن فحوصات المقبلين على الزواج لا تمنع فقط نقل الأمراض الوراثية، ولكنها تمنع تقل بعض الأمراض التي يتسبب بها نقص في عنصر معين داخل جسم الأم مثل نقص الحديد الذي يتسبب في الأنيميا، وقد ينتقل للطفل في صورة تأخر في الأداء الذهني.
وتابعت: "لذا يجب خلال 6 أشهر على الأقل قبل الحمل أن تتلقى السيدة ما يعوض ذلك النقص داخل جسدها، ولا يتم الحمل إلا بعد التأكد بالتحاليل من استقرار مستويات الحديد، كما أن نقص حمض الفوليك يؤدي إلى تشوهات خلقية في القلب وفي المخ وله علاقة بالتوحد".
وأوضحت أنه لو اكتشفت السيدة ذلك النقص وبدأت تعالجه قبل الحمل عن طريق تناول حبوب حمض الفوليك سوف يساعدها ذلك في منع إصابة الطفل بتلك الأمراض، كما أن التهابات المجاري المهبلية قد تؤدي للولادة مبكرة وإدخال الطفل إلى الحضانات وإصابته بالالتهاب الرئوي.
أما عن المصابات بالضغط أو السكر فيجب أن يتم علاجهن قبل الحمل والولادة؛ نظرًا لما ينتجه من تشوهات في القلب وفي المخ وحدوث قصور في بعض أجهزة الجسم، ذلك بجانب الأمراض الوراثية وعلى رأسها الـ"pku"، الذي تتزايد حالات الإصابة به في مصر، باعتباره من أكثر الأمراض الوراثية انتشارا بين الأطفال، لذلك تم ضمه إلى قائمة الأمراض الوراثية في مبادرة الكشف المبكر عنها.
وأشارت إلى ضرورة إجراء تحاليل الدم والبول والعوامل الوراثية لمنع انتقال الأمراض المتنحية "في كل حمل فيه نسبة 25 في المائة أنه الطفل يكون مصاب بالمرض الوراثي، فلازم الأهالي يعملوا التحليل ويكونوا مستعدين، أو ميتمموش الزيجة خوفا على أبنائهم في المستقبل".
وبحسب والدة أحد أطفال مرضى الـ "pku" وهو مرض الفينيل آلانين الوراثي الذي يتسبب في عدم قدرة جسد المصاب به على هضم البروتينات؛ لذا يمنع من تناولها؛ لأنها تمثل سموم متراكمة في جسده، فإن تلك المبادرة يجب أن يسعد بها المقبلون على الزواج خاصة الأقارب.
فبحسب حديث السيدة، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، فإنها خاضت رحلة معاناة رفقة نجلها صاحب الـ13 عاما، عقب زواجها من أحد أقاربها، بالإضافة إلى أن تكلفة الطعام للمصابين بذلك المرض مرتفعة، ويحتاجون إلى الألبان الخاصة بهم طوال سنوات حياتهم.
تتخطى تكلفة الفحوصات والطعام وزيارات الأطباء الشهرية للطفل حوالي 3000 آلاف جنيها، بجانب احتمال تعرضه للتخلف العقلي، أو مضاعفات آخرى تخص عدم قدرته على الحركة بشكل سليم.