السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

بايدن على مسافة قصيرة من البيت الأبيض

الجمعة 06/نوفمبر/2020 - 10:19 م
مصر تايمز

يعتزم جو بايدن التوجه بكلمة للأميركيين مساء الجمعة، في مؤشر على تصاعد ثقة المعسكر الديموقراطي في الفوز على دونالد ترامب الذي تبنى نبرة أقل حدة من اليوم السابق وتحدث عن انتخابات "مسروقة".

وسط عدم إعلان أي من وسائل الإعلام الأميركية البارزة فوز أحد المرشحين، قالت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي أنّه "من الواضح" أنّ جو بايدن يتجه "للفوز بالبيت الابيض" حسب ما ذكرته وكالة الأنباء "الفرنسية".

وتابعت أنّ "الرئيس المنتخب بايدن يتمتع بتفويض قوي ليحكم"، مستخدمة العبارة التي تطلق على الفائز في الانتخابات حتى توليه مهامه في كانون يناير.

ويتوجه نائب الرئيس السابق بكلمة للأميركيين مساء الجمعة وفق ما أفاد مصدر من حملته وكالة فرانس برس، وأصدر ترامب بيانا هادئا قطع مع كلامه الغاضب مساء الخميس، التزم فيه بعض المبادئ الكبرى ودعا إلى احترام الشفافية.

ووسط تقدّم عمليات فرز الأصوات ببطء شديد، انقلب منحى التنافس بين الرجلين وصار بايدن خلال النهار متقدّماً على ترامب للمرة الأولى منذ الثلاثاء في ولاية بنسلفانيا بأكثر من 12 ألف صوت.

وبالنظر إلى تقارب النتائج، لم تعلن اي وسيلة إعلام أميركية بارزة فوز أحد المرشحين في هذه الولاية الواقعة في الشمال الاميركي الصناعي والتي تمنح 20 ناخباً كبيراً وكان ترامب فاز فيها في 2016، وكان من المتوقع اتساع الفارق بين المرشحين مع تقدّم الفرز للأصوات المرسلة عبر البريد إذ إنّ 80% تأتي لصالح بايدن.

وفي حال فوز نائب الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما في بنسلفانيا، فإنّه سيكون الرئيس ال46 للولايات المتحدة أياً تكن النتيجة في بقية الولايات.

كما أنّ نتائج فرز الأصوات في ولاية جورجيا التي لم يفز فيها اي مرشح أو رئيس ديموقراطي منذ 1992، بدأت صباحاً تميل صوب جو بايدن، إلى ان ابتعد عن منافسه بأكثر من 1500 صوت.

إلا أنّ الوزير في الولاية براد رافنسبرجر قال انّه "في ظل هامش ضيق إلى هذا الحد، ستتم إعادة فرز الأصوات في جورجيا".

ويحتاج المرشح في السباق إلى البيت الابيض إلى غالبية من 270 صوتا في الهيئة الناخبة، فيما يحوز بايدن حاليا على ما بين 253 إلى 264 صوتا إذا ما جرى احتساب ولاية اريزونا لصالحه، في مقابل 214 صوتا لترامب.

وبعكس المسار في بنسلفانيا وجورجيا، كان دونالد ترامب يستفيد بشكل مباشر في ولاية اريزونا من تمديد عمليات الفرز، إذ كان يلاحق بايدن المتصدر فيها، بما يتهدد المرشح الديموقراطي بخسارة ال11 ناخبا كبيرا الذين تتيحهم هذه الولاية، وكان الرئيس الأميركي جدد الاتهامات بحصول عمليات تزوير من دون أن يقدم أي دليل عليها.

وقال أمام الصحافيين في البيت الأبيض "إذا أحصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة. إذا أحصيت الأصوات غير القانونية يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منا".

وأكد فريق حملته الجمعة أن الانتخابات الرئاسية "لم تنته بعد"، مشيرا إلى أن "التقديرات الخاطئة التي تعلن فوز جو بايدن تستند إلى نتائج بعيدة عن أن تكون نهائية في أربع ولايات"، وبدا الرئيس ال45 للولايات المتحدة معزولا ضمن حزبه، الجمهوري، في ظل ما أطلقه من اتهامات بأنه سيكون ضحية "سرقة" الانتخابات.

وقال حاكم نيوجيرزي السابق وحليف الرئيس كريس كريستي عبر محطة "ايه بي سي"، "لم نسمع الحديث عن أي دليل" محذرا من خطر تأجيج التوتر من دون عناصر ملموسة.

وقال السناتور ميت رومني الذي كثيرا ما ينتقد ترامب، إنه "من الخطأ القول أن الانتخابات مزورة وفاسدة ومسروقة".

إلا أنّ ترامب حظي بدعم سناتورين بارزين، هما ليندسي غراهام وتيد كروز. وقال الاخير عبر "فوكس نيوز"، "يمكنني أن أقول لكم إنّ الرئيس غاضب، أنا كذلك، والناخبون أيضاً على ما أعتقد".

بدوره، دعا جو بادين مجددا إلى الهدوء والصبر، وكتب في تغريدة "لن يسلب أحد منا ديموقراطيتنا لا اليوم ولا مطلقا"، وقبل ساعات من ذلك، أبدى المرشح الديموقراطي ثقته بفوزه القريب خلال كلمة اتسمت بلهجة رئاسية.

وقال بايدن للصحافيين في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير "أطلب من الجميع التزام الهدوء. العملية تسير كما يجب والفرز جارٍ وسنعرف النتيجة قريباً جداً ليس لدينا أدنى شك بأنّه مع انتهاء تعداد الأصوات، سيُعلن فوزنا".

كان ترامب أعلن في ليلة الانتخابات أنه فاز بالانتخابات وأنه سيحتكم إلى المحكمة الأميركية العليا لكنه بقي مبهما حول الدوافع.

في الواقع باشر محاموه عدة إجراءات قضائية على مستوى الولايات مطالبين مثلا بإعادة احتساب الأصوات في ويسكونسن.

ويرى الديموقراطيون أن هذه الشكاوى لا أساس لها إلا أنها قد تؤخر تأكيد النتائج أياما عدة لا بل أسابيع، في الوقت نفسه، أوقفت شرطة فيلادلفيا رجلين بعدما علمت أنه كان يجري الإعداد لهجوم مسلح على مركز لفرز الأصوات ما يعكس التوتر الشديد في بلد منقسم للغاية.