في ذكرى إنشاءها.. الدكتورة هاجر سعد الدين: إذاعة القرآن الكريم أسهمت في إثراء ثقافة مستميعها الدينية (خاص)
الجمعة 25/مارس/2022 - 08:01 م
"إذاعة القرأن الكريم من القاهرة".. جملة يتردد صداها داخل أركان المنازل في مختلف ربوع مصر، حيث تتربع إذاعة القرآن الكريم على عرش الإذاعات في قلوب الجماهير، ويرتبط مستمعيها ارتباطا وثيقا بصوت الدكتور هاجر سعد الدين التي تعد من أبرز رموزها.
يحل علينا اليوم الموافق الـ 25 من شهر مارس ذكرى إنشاء إذاعة القرآن الكريم المصرية، التي ترعرعت أجيال كاملة على أصوات مقرئيها ومنشديها، الذين لمسوا الأرواح بعذوبتها، لذا كان لـ"مصر تايمز" حوارا مع الدكتور هاجر سعد الدين، أول امرأة تتولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم المصرية، وأول من قدم برامج شاملة عن فقه المرأة.
"سعد الدين"، حصلت على لقب "رسول السلام" عام 1996، حيث أثرت ثقافة المرأة العربية والمسلمة من خلال برامجها الإذاعية المميزة "فقه المرأة،رأى الدين، والموسوعة الفقهية"، فكانت لها بصمة مميزة عبر الآثير الإذاعي، وإلى نص الحوار..
إذاعة القرآن الكريم والحفاظ على رونقها
قالت الدكتورة هاجر سعد الدين، إن سبب احتفاظ إذاعة القرآن الكريم برونقها على مر السنين هو حب الناس السماع عن الدين والمعتقدات، لأن موضوعات الدين والعقيدة والسنة والتفسير تلمس قلوب المتابعين، باعتبار أن الدين دين الفطرة، ولو كان الإنسان سعيدا تزداد سعادته بمجرد استماعه إلى إذاعة القرآن الكريم.
وأضافت أن الاستماع للموضوعات الدينية من شأنه أن يتسبب في راحة نفسية للمستمع، فقد سمعت في إحدى المؤتمرات العلمية من طبيب مصري أجرى اختبارات على مجموعة من الصقور في مراحل نموها، وكان أحدهم يستمع للقرآن، والثاني يستمع للموسيقى، والثالث لا يستمع لأي منهما، وحدا أن من يستمع للقرآن ينمو بمعدل أسرع من الباقيين، لذا فإن حاسة السمع وما ينتقيه الإنسان يؤثر عليه بشكل مباشر.
بالإضافة إلى أن الإذاعة تمكنت من كذب اهتمامات المتابعين بفتحها للملفات التي تهم كل منهم، ومقدمي البرامج الذين يمتازون بالعلم والتقدم والرقي وحبهم للمادة التي يقدموها، فكلما أحبوا المادة وصلت سريعا إلى قلوب المستمعين.
الإذاعة واستمرار دورها
وأكدت على أنه وسط الزخم الإعلامي الذي نشاهده على القنوات الدينية التي تقدم مختلف البرامج يجب أن تظل الإذاعة ثابتة وقادرة على التعامل مع كل المتغيرات التي تطرأ من حداثة لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المستمعين دون البحث عن ما يوازي احتياجاتهم ويقدمها لهم.
وتابعت أن الابتكار هو أساس بقاءه ضمن المنافسة، وأنه هناك افكار بسيطة للغاية تصل سريعا إلى المستمع ويتابع الإذاعة بسببها، مشيرا إلى "في خلال فترة رئاستي ختمت الاذان بصوت الشيخ الشعراوي وكنت اول من اتخذ ذلك القرار، لكن كل القنوات نقلت تلك الفكرة بعد ذلك عن إذاعة القرآن الكريم".
اليسر عنوان التألق
أكدت "سعد الدين" على أنه بالرغم من تقديم الإذاعة لبرامج دينية باللغة العربية إلا أنها وصلت إلى كل المستمعين عن طريق تبسيط اللغة بما يتماشي في كل الجمهور، وعدم تقعير اللغة أو الاستغناء عن اللغة العربية حتى لا يتأثر وقع الكلام الذي يصل إلى المستمع.
كما نوهت إلى أن الإذاعة عليها أن تواكب المستمع وتقدم البرامج بما يتشابه من يسر لغوي وكذلك في شرح الأمور، ثم تصعد به بعد ذلك إلى مستويات أعلى قليلا من اللغة، ومن هنا تصبح ذات تأثير قوي.
وعن فترة رئاستها للإذاعة تقول: "الحمدلله كانت من أقوى الفترات على مدار ال9 سنين اللي كنت موجودة فيهم، ودا مش كلامي دا كلام بحوث المستمعين ودا كلام المذيعين وفترة كانت رائعة".
ونوهت إلى أنه كانت حريصة على حضور كافة المسابقات المقامة في العالم الإسلامي بجانب محاولتها لجذب المستمع عن طريق تقديم احتياجاته من المعلومات، ففي أثناء الحرب الأمريكية على العراق قررت أن تقدم موجز أنباء على رأس كل ساعة حتى يرتبط المستمع بها ولا يذهب إلى مصدر آخر ليتلقى الأخبار.
الشباب وطريقة جذبهم
وذكرت إحدى طرقها لجذب الشباب للاستماع إلى الإذاعة عن طريق تقل صلاة التراويح من الجامعات وبيوت الطلبة الجامعيين، على الرغم من مخاوف الدكتور أحمد عمر هاشم الذي كان يتولى رئاسة جامعة الأزهر وقتها، من أن لا تلقى الفكرة رواجا، إلا أنها لاقت استحسان الطلبة وجعلتهم يقبلون على سماع الإذاعة.
وأردفت: "أهم شئ أن يهبط المقدم إلى مستوى الشباب ثم يرفعهم معه صعودا، بتقديم كل ما يهمهم بطريقة بسيطة وجذابة، بجانب التجديد واستحداث الأفكار للاستحواذ على وجدان المستمع".
وأكملت أن نسبة مقدمات البرامج على الإذاعة زادت خلال الفترة الماضية، فهناك مقدمات برامج للأطفال والمرأة، والأطفال هم أساس المجتمع بجانب ما تقدمه إذاعة القرآن من قرآن مرتل.
كما أكدت أنه لا يجوز إذلعة القرآن بصوت سيدة في حين أن القرآن فيه تمايل وارتفاعات في الأصوات سوف يكون صعب عليها أن تؤديها.