تلقوا تهديدات بنشر صورهم عراة.. اعترافات أطفال تعرضوا للابتزاز الجنسى على الإنترنت
الإثنين 28/مارس/2022 - 01:52 م
التنمر مصطلح علمى أطلقته المنظمات العالمية على من يقومون بتهديد غيرهم من الأطفال عبر الإنترنت بعد إيهامهم بفضحهم بصور عارية لهم وابتزازهم جنسيًا، مستغلين صغر سن الأطفال الذين يقومون بفتح حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
هذا الخطر دفع المجلس القومى للأمومة والطفولة ويونيسيف مصر لتدشين حملة بدأت منذ سنوات للتوعية ولتعريف الآباء بمعنى التنمر الإلكترونى على الإنترنت، خصوصًا بعد انتشار الألعاب الإلكترونية التى تستهدف الأطفال والمراهقين.
يُعرف التنمر الإلكترونى للأطفال، بأنه التهديد بنشر صور أو معلومات أو رسائل تخص شخص دون إذنه بغرض السخرية أو التشهير، أو سرقة حساب إلكترونى لشخص واستخدامه فى إرسال رسائل مسيئة لأصحابه، وأى طفل أو مراهق تعرف على شخص عن طريق الإنترنت أقنعه بإرسال صورة أو معلومات عنه لكى يستغلها بشكل سيئ.
تقول أم سلمى، إن ابنتها ذات الاثنى عشرة سنة تعرضت للتنمر على الإنترنت، فالطفلة وصديقتها فاطمة-اسم مستعار-فى المدرسة، أرسل لهم أحد الأشخاص على الإنترنت طلب صداقة، وهذا الشخص لم يضع أى صور له على حسابه، وبدأ التعرف على الطفلة، وبعد عدة أسابيع بدأ يبعث لها كلمات إباحية، ويطلب من الفتاة صورًا عارية فى أوضاع معينة، وإلا سيفضحها فى مدرستها، وبعد عدة أيام من الخوف مرت على الفتاة قررت الإفصاح والاعتراف لوالدتها التى طالبت المعلمين بالمدرسة بتنبيه بقية الطالبات من خطر هذا الحساب الزائف.
منار- اسم مستعار- تبلغ من العمر 12 عامًا فى الصف الثانى الإعدادى، تقول إنها تعرضت للتنمر الإلكترونى من قبل، فهى فتاة تحب الأنشطة وتشارك فى فريق الكشافة فى مدرستها وكانت تشارك صورها بالفريق من خلال صفحة المدرسة وصفحتها الشخصية، وفى إحدى المرات فوجئت بشخص غريب يبعث لها بعض الكلمات الإباحية، تجاهلته وظلت فترة خائفة لا تفتح حسابها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك لفترة، وحين فتحته مرة أخرى فوجئت بملاحقة الشخص نفسه لها، بل هددها بصورها فى فريق الكشافة، ولصغر سنها لم تعرف منار ماذا تفعل سوى أن تغلق حسابها مرة أخرى، ولم تقص لأحد من أسرتها المشكلة إلا بعد فترة كبيرة من الوقت.
حكاية أخرى من حكايات التنمر على الفيس بوك، بطلها محمود، طفل يبلغ من العمر 15عاما فى الصف الأول الثانوى، بدأت حينما كان جالسًا فى "سايبر" بجانب مدرسته دون علم أهله خاصة أن والده صعب الطباع، ففوجئ بشخص على الفيس بوك يبتزه ماديًا مقابل عدم إخبار والده بهروبه من المدرسة والدروس إلى "السايبر"، لم يتعرف محمود على هوية مهدده لكنه وقع فى الفخ وأرسل له المال عن طريق كروت شحن، حتى اعترف لوالدته التى تدخلت وأنهت الأمر.
روشتة الحل
أكد المجلس القومى للأمومة والطفولة وفقًا للأبحاث الحديثة أن الذين يشاهدون التنمر على زملائهم عندهم قدرة كبيرة وفعالة على التدخل ووقف التنمر، وحث الآباء على تشجيع أطفالهم بالحديث معهم إذا تعرضوا للابتزاز على الإنترنت.
وينبه المجلس القومى للآباء على اتباع السلوكيات الصحيحة للتعامل مع الأبناء إذا اعترفوا لهم بتعرضهم للتنمر، وهى تجنب الانفعال أو اللوم أو حرمانهم من الكمبيوتر أو الموبايل، لأن ذلك يشجعهم على عدم مشاركتهم بأى شيء يحدث لهم فيما بعد، ويفضل نصحهم بهدوء بعدم الرد على أى شخص يهددهم أو يكتب لعم تعليقات تسيء لهم، وأن يحظروهم من على حساباتهم الإلكترونية.
كما ينصح المجلس الأطفال إذا تعرضوا للتنمر من زملاء بالمدرسة أو التمرين بالنادى بأن يتحدثوا إلى المدرس أو المدرب لحل الموقف وتوعية بقية الأطفال، أما لو كان التنمر من شخص غريب وكان فيه تهديد لسلامة الطفل، فيفضل التواصل مع خط نجدة الطفل للمشورة.
ينبه المجلس الآباء بضرورة توعية الأطفال قبل السماح لهم باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، ووضع أساسيات للاستعمال من قبل الأطفال، أهمها عدم قبول طلبات صداقة من أشخاص لا يعرفهم الطفل، وعدم إرسال طلبات صداقة لأشخاص غريبة، وعدم تبادل معلومات شخصية أو صور، وإذا شعر الطفل بأن أحد أصدقائه يتكلم معه بطريقة غير معتادة أو يطلب طلبات غريبة فى الرسائل فيجب أن يضع احتمال أن حسابه قد سُرق ويبلغ زميله فورًا، فضلا عن إرشاد الطفل لكيفية إبلاغ إدارة الفيس بوك عن الحساب الذى يصله منه تهديد أو صور إباحية.
ووفقا لدراسة أعدتها اليونيسيف فإن واحدة من كل خمس فتيات يتعرضن للتنمر وواحد من كل عشرة أولاد يتعرضون للتنمر على الإنترنت، وتقول دعاء عباس المحامية ورئيس الجمعية القانونية لحقوق الطفل، إنه توجد المادة 96 منقانون الطفل المصرى التى تنص على أنه يعد الطفل معرضًا للخطر إذا وجد فى أى من الأحوال الآتية: إذا تعرض أمنه أو أخلاقه أو صحته أو حياته للخطر، والمادة 16مكرر من القانون نفسه التى تعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تتجاوز خمسين ألف جنيه كل من استورد أو صدر أو أنتج أو أعد أو عرض أو طبع أو روج أو حاز أو بث أى أعمال إباحية يشارك فيها أطفال أو تتعلق بالاستغلال الجنسى للطفل، ويحكم بمصادرة الأدوات والآلات المستخدمة فى ارتكابها، مدة لا تقل عن ستة أشهر، وذلك كله مع عدم الإخلال بحقوق الغير.
ووفقًا لليونيسيف لعام 2020، فإن أكثر من 175ألف طفل يستخدمون شبكة الإنترنت للمرة الأولى فى كل يوم يمر، أى بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية، وثلث مستخدمى الإنترنت فى العالم من الأطفال.