الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

اليمن وعودة الأمل

الجمعة 22/أبريل/2022 - 01:39 م
اللواء عيدروس الزبيدي
اللواء عيدروس الزبيدي

تلوح في الأفق بوادر لتخفيف حدة المأساة في اليمن، وحلحلة الأزمة بعد إعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تشكيل مجلس قيادة رئاسي في أبريل الجاري، وأسند إليه صلاحيات رئيس الجمهورية، في خطوة ينظر لها على نطاق واسعٍ أنها لإعادة ترتيب مؤسسات الدولة الهشة بسبب الفساد وضعف المؤسسات الحكومية.   

مجلس القيادة الرئاسي الذي يترأسه رشاد العليمي، ضم شخصيات وازنة تملك رصيدً شعبيًا وعسكريًا كبيرا، ويمكن التعويل عليها في فكفكه العقد التي فاقمت المعاناة في اليمن بسبب انعدام الخدمات وغياب مؤسسات الدولة، كاللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والعميد طارق محمد عبدالله صالح قائد المقاومة الوطنية.

لعب الزبيدي وطارق صالح دورًا محوريًا في مواجهة الحوثيين في أعقاب الانقلاب الذي نفذته الجماعة المدعومة من إيران على السلطات الشرعية في البلاد. وقاد اللواء الزبيدي المواجهات ضد الحوثيين في المحافظات الجنوبية اليمنية حتى تحرير هذه المحافظات بينما قاد العميد طارق صالح إلى جانب ما يعرف بـ"ألوية العمالقة الجنوبية" المواجهات في الساحل الغربي اليمني حتى تحريره من الحوثيين.

أكسبت هذه المعارك المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقوده الزبيدي والمقاومة الوطنية التي يقودها طارق صالح ثقة الشارع اليمني، وتصدرتا المشهد السياسي اليمني كقوتين فاعلتين على الأرض. وجاء تشكيل مجلس الرئاسة اليمني لاستيعاب القوى الفاعلة على الأرض، حيث يراهن عليها، بعد وصولها إلى سلطة القرار العليا أن ينجح في مواجهة التحديات التي تعيشها البلاد.

وقال نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزبيدي، إن الوضع صعب والمرحلة حساسة، وإن أولويات المجلس ترتيب الجهود الأمنية والعسكرية وإنعاش الاقتصاد اليمني. وتعهد بمعالجة انهيار العملة وتوفير الخدمات وإعادة إعمار مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.

وأضاف الزبيدي، إن المرحلة تتطلب مضاعفة الجهود من قبل الحكومة لتنفيذ إصلاحات عميقة يلمس أثرها المواطن الذي طحنته الحرب والأزمات المتلاحقة. وأبلغ محافظ البنك المركزي اليمني ’’محمد المعبقي‘‘، بتقنين الانفاق والعمل على معالجة الاختلالات التي أدت إلى الانهيار المتسارع في سعر الصرف. 

وذكر، أن المجلس سيعمل على معالجات سريعة للجانب الاقتصادي. كان الزبيدي يتحدث بهذه التصريحات في لقاءات متعددة جمعته برئيس ووزراء في الحكومة اليمنية وقادة القوى السياسية والقبلية والاجتماعية في اليمن، بهدف حشد جميع القوى اليمنية المناهضة للحوثيين، حد تعبير المصدر السياسي.

وينتظر مجلس القيادة الرئاسي ملفات اقتصادية وخدمية وعسكرية عديدة في اليمن، إذ تعيش البلاد في دوامة من الأزمات المعيشية، وتدهورت قيمة العملة الوطنية، ومعالجة الأخطاء التي رافقت العمل العسكري في وزارة الدفاع اليمنية بسبب الفساد والمحسوبية التي شلت قدرة الوزارة على مواجهة الحوثيين، وفق أكثر من مصدر عسكري.

بينما حث نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح الجميع على تجاوز الماضي والعمل على استعادة الدولة، وقال، إن توجهات مجلس القيادة تلبي "تطلعات كل أبناء الشعب اليمني.. المجلس يجسد وحدة الإرادة الوطنية".

وقال مصدران سياسيان، "الرهان على اللواء الزبيدي وطارق صالح في إحداث فارق.. هما يتزاعمان أهم قوتين عسكريتين شمال وجنوب اليمن، وأعاد مؤسسات الدولة للعمل في المحافظات التي تواجدت فيها قواتهما". 

وفي وقت سابق، كان الزبيدي حث القوى السياسية والقبلية على التلاحم والتقارب.. لمواجهة ميليشيات الحوثي، وكثف من لقاءاته مع هذه القوى. وأضاف المصدران "الزبيدي وطارق صالح يتجهان إلى استعادة ثقة المواطن بالدولة بتوفير الخدمات الأساسية وحلحلة الأزمات وإصلاح مؤسسات الدولة، ثم حشد الجميع صوب المليشيات الحوثية حال فشل المفاوضات السياسية والهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة لمدة شهرين، وتترافق مع إجراءات إنسانية تشمل إعادة فتح مطار صنعاء، وفتح الحصار الذي يفرضه الحوثيين عن مدينة تعز منذ سبع سنوات.