الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

مفتي الجمهورية: خطبة الوداع إعلانٍ تضمن بيان لحقوق الإنسان

الأحد 24/أبريل/2022 - 06:07 م
مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إنَّ دين الإسلام جاء للعالمين: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، ومع ذلك فالله سبحانه وتعالى لم يجبر أحدًا على الدخول في دين الإسلام، فلو شاء لخلق عباده على ملَّة واحدة وسَنَنٍ واحد، ولكن جرت سنته في الخلق على التنوُّع والاختلاف، واقتضت حكمته استمرار ذلك حتى يرث الأرض ومن عليها؛ كما قال سبحانه: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۝ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ [هود: 118-119]، وقال جل شأنه: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 99]. 

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا فضيلته أنَّ الرسول حجَّ مرَّةً واحدة، وخطب خطبة الوداع في هذا اليوم، وهي خطبة عظيمة فيها أسس الإسلام والقواعد التي ينبغي علينا أن نتمسَّك بها، كما أنَّ فيها قضية المساواة بين البشر جميعًا، مؤكدًا أنها من أهم خطب الرسول الجامعة التي جمعت الإسلام في كل أبعاده، مشيرًا إلى أنَّ رسول الله قد عاش الحياة في أنوار إلهية وهو يرجو الخير للإنسانية جميعًا والرحمة للجميع. 


ولفت المفتي النظر إلى أنه في هذه الحجة المباركة خطب النبي خطبة من جوامع الكلم سميت بـ "خطبة الوداع"، رسَّخَ فيها مبادئ الإسلام وأصولَه، وأسَّسَ حقائق العدل والإحسان، وبيَّن دلائل المحجة البيضاء، وأظهر سمات الصراط المستقيم، حتى يقوم الناس بالقسط فلا يضلوا بعده أبدًا. 

وأضاف: وهذه الخطبة الجليلة بمنزلة إعلانٍ عالميٍّ، تضمَّن بيانًا لحقوق الإنسان، وتشريعًا حكيمًا تُعظَّم به النفس البشرية، وتُصان من المهلكات؛ حيث أكَّد النبيُّ على حرمة النفس وعصمة الدماء، بل جعل لها حرمةً وعصمةً أشدَّ من عصمة المقدسات في الأزمنة الفاضلة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس: "أي يوم هذا"؟ قالوا: يوم الحج الأكبر، قال: "فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم بينكم حرامٌ، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، ...".

وعن حكم الحج بالتقسيط قال المفتي: من المقرَّر شرعًا أن ملكية نفقة الحج أو العمرة -وهي المُعَبَّرُ عنها في الفقه بالزاد والراحلة- إنما هي شرط وجوبٍ لا شرط صحة، بمعنى أن عدم ملكية الشخص لها في وقت الحج لا يعني عدم صحة الحج، بل يعني عدم وجوبه عليه، فإذا لم يَحُجَّ حينئذٍ فلا إثم عليه، أما إذا أحرم بالحج فقد لزمه إتمامه، وحَجُّه صحيحٌ، وتسقط به عنه حجة الفريضة، ولكن لماذا يفتعل المسلم تحقيق شروط الحج، فالمسلم الذي لا يملك نفقة الحج كاملًا لن يحاسبه الله عزَّ وجلَّ على عدم قيامه بالحج، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها. 

أمَّا عن حكم تقديم العمرة أو الحج كجائزة في مسابقة أو منحة أو مكافأة من العمل أو دعوة من أحد الأشخاص فقال فضيلته: لا بأس بذلك، على أن يكون ذلك كله بطرق مشروعة ووَفق القوانين السارية. 

واختتم المفتي حديثه ببيان معنى تحرِّي ليلة القدر؛ فقال: هو الاجتهاد في العبادة والتقرب إلى الله بكافة أنواع القربات والطاعات.