الأربعاء 27 نوفمبر 2024 الموافق 25 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

ست بـ100 راجل.."سهير أبو المجد" سيدة بقنا أوقفت سلسال الدم بالصلح بعد وفاة زوجها بسبب ثمن "بقرة".. وشيخ الأزهر يهديها رحلة حج وبناء منزلها

الخميس 05/مايو/2022 - 09:50 م
خلال اتمام الصلح
خلال اتمام الصلح

لم يكن سهل عليها الحرمان من زوجها وهي في العشرين من عمرها وتحمل بين يديها 4 بنات الصغرى كان عمرها 5 أيام فقط، صدمة عاشتها منذ وقوع الجريمة حتى الآن، لكن الله ألهمها الصبر والسماحة في أن توقف سلسال الدم والثأر داخل قريتها بقبولها الصلح وإنهاء الخصومة، وكان رد فعلها ذاك سببًا في لفت النظر إليها من قبل شيخ الأزهر الذي أهداها رحلة حج ووجه ببناء منزلها الآيل للسقوط.

السيدة "سهير سيد أبوالمجد" ، التى تبلغ من العمر 23 عامًا، تقيم بالدير الغربي بقرية المحروسة في قنا، تلك المرأة التي فقدت زوجها في 4 أبريل من عام 2019، عندما قُتل أثناء محاولته لفض الاشتباكات بين عائلتين بقريته والتي وقعت بينهما بسبب خلاف على مبلغ 500 جنيهًا من ثمن بقرة، فخرج لعمل الخير وعاد لمنزله وأطفاله جثة هامدة متأثرًا بإصابته الذي لحقته دون قصد من قبل أطراف المشاجرة.

عاشت ابنة المحروسة حياة مريرة صعبة لم تتحملها سيدة، بعد الحرمان من زوجها، وتولي المسئولية الكبرى بتربية 4 بنات أكبرهم في الصف الثالث الإبتدائي والصغرى حاليًا أكملت عامها الثالث، وهي مازالت في مقتبل العشرينات من العمر، فقد تزوجت مبكرًا وحزنت مبكرًا، وما زالت الصدمة تسيطر عليها وحالة الانهيار لم تبعد عنها وزيارة الأطباء أصبحت شئ أساسي في حياتها لحزنها الشديد على فراق زوجها وحرمان أطفاله منه قبل رؤيته.

رغم كل تلك التفاصيل الصعبة إلا أن قلبها لم يقبل أن تعيش سيدة أخرى حالتها فقررت وقف سلسال الدم وإنهاء الخصومة الثأرية بقبولها الصلح في مقتل زوجها وأن حقه سوف يؤخذ بالقانون، كان سلوكها الحضاري سببًا في تداول قصتها على مواقع السوشيال ميديًا بأنها من النماذج المشرفة لسيدات الصعيد خاصة بعد إهداء الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر لها رحلة حج وإعادة بناء منزلها الآيل للسقوط.

وكانت قد أتمت اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر الشريف بالتعاون مع مديرية أمن قنا ومحافظة قنا وعدد من حكماء وعواقل وعمد قنا- الصلح في قرية الدير الغربي، حيث تسلم الحاج أحمد محمود أحمد عثمان، القودة من شرقاوي محمد أبو المجد وأنور محمد عبد المعطي، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية.

ونقل الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق ورئيس لجنة المصالحات بالأزهر- تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتهنئة فضيلته للعائلات على إتمام هذا الصلح، وبين فضيلته أن الصلح سلوك إنساني حضاري أمرت به شريعة الإسلام وأوصانا به رسولنا الكريم ﷺ، وهو فضيلة تنشر الأمن والسلام والطمأنينة بين الناس ويرسخ لمبادئ التسامح والتعايش بين الناس، ولا بد من أن يتبع الصلح زيارات وتآلف ومودة بين العائلات وتآلف ومودة لتطيب وتطمئن النفوس وتنتشر المحبة بين أبناء الوطن.

وقال أعضاء لجنة المصالحات بالأزهر إن زوجة فقيد عائلة جوهر الحاجة سهير سيد أبو المجد، قد التقت فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في وقت سابق في ساحة الطيب بالأقصر، وطلب منها الصلح وأن قبول الصلح أجره عظيم عند الله، فقبلت بالصلح في مقتل زوجها، ووجه فضيلة الإمام الأكبر المختصين بالأزهر بمنحها رحلة حج، ولما عرف فضيلته بحالة منزلها الآيل السقوط أمر ببناء بيت جديد لها من طابقين في المكان ذاته وتم بناء المنزل.

وتقوم اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر الشريف بجهود كبيرة في عقد المصالحات وفض النزاعات بالتعاون مع مؤسسات الدولة في إطار مؤسسي، مع الاستفادة من خبرات علماء الأزهر وحكماء وعمد المناطق التي تشهد خصومات، للقيام بدور فعال مع الجهات المعنية في نشر الأمن والاستقرار في ربوع الوطن ونشر القيم والمبادئ التي ترسخ المودة والتآخي والسلام بين الناس.