الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

أزمةُ اليمن ودور الأشقاء

الأربعاء 25/مايو/2022 - 06:29 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعادت التحذيرات الأممية الأخيرة من احتمال تدهور الوضع الإنساني في اليمن إلى مستويات قياسية غير مسبوقة مسألة الوضع الكارثي في البلاد إلى واجهة النقاش العام، ومعه برزت جملة من التساؤلات حول التزامات المانحين لليمن، وتراجع زخم التدخلات الإنسانية الطارئة في ظل المُتغيرات التي طرأت على وجه الساحة العالمية بسبب الحالة الأوكرانية الروسية.

أغلبُ رهان اليمنيين لتجاوز محنة الحرب وآثارها المدمرة تركز على جيران اليمن الخليجيين في السنوات الماضية، على وجه الخصوص الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية اللتين أنفقتا أمولًا طائلةً في الجانب الإنساني بحسب بيانات الأمم المتحدة، عوضًا عن مشاريع إنسانية مستقلة نفذتها هيئات إنسانية حكومية مثل الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان.

كان لرئيس دولة الإمارات الحالي الشيخ محمد بن زايد الدور الأبرز في دعم اليمن في مختلف المجالات طوال السنوات الماضية، حيث كل الكؤشرات تقول أن للرجل اهتمام خاص باليمن وأهله، وهو ما يجعل منسو بالتفاؤل يرتفع لدى كثير من اليمنيين وقد أصبح الرجل رئيسا لدولة الإمارات.
معظمُ التدخلات الإنسانية للإمارات في اليمن، طوال العقد الماضي على الاقل كانت بتوجيهات محمد بن زايد، وهي بعشرات مليارات الدولارات، وفي مقدمتها المشاريع الإنمائية التي استهدفت قطاعات المياه والكهرباء والتعليم والصحة والبنية التحتية.

أواخر مارس الماضي، أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن محمد بن زايد، وكان حينها يشغل منصب ولي عهد أبو ظبي، وجه بحملةٍ إنسانية لـ6 محافظات يمنية تشمل 7 ملايين و35 ألف شخص، وكانت هذه الحملة التي نُفذت بداية شهر رمضان الفائت الأكبر على الاطلاق في اليمن من حيث عدد المستفيدين دفعةً واحدةً.

ينظر محمد بن زايد إلى "الحفاظ على أمن اليمن واستقراره ودعم شعبه" على أنه "من الثوابت الراسخة لدولة الإمارات"، كان هذا التصريح لمحمد بن زايد في 2019 أثناء استقباله رئيس مجلس النواب اليمني، ولمراتٍ عديدةٍ تحدث الرئيس الإماراتي الذي تشارك بلاده في "تحالف دعم الشرعية" باليمن باهتمام بالغٍ تجاه البلد العربي المجاور لدول الخليج والذي أنفقت فيه الإمارات 23 مليار درهم على المساعدات الإنسانية في الفترة الممتدة بين أبريل 2015 وحتى فبراير 2020؛ وفقا للتقارير الرسمية الإماراتية.

في العام 2019 قالت الأمم المتحدة إن الإمارات "أكبر مانح إنساني لليمن"، وتتصدر أبوظبي قوائم الدول المانحة من حيث الدعم المقدم لوكالات الإغاثة الدولية خلال مؤتمرات المانحين التي كانت تعقدها الأمم المتحدة لحشد الدعم لليمن.

من الواضح أن اليمن لن يكون بمعزلٍ عن التداعيات الكارثية الإنسانية الا من خلال الوصول إلى حل سياسي، وهذه القناعة التي وصلت إليها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تدعمها أيضًا القوى الإقليمية المؤثرة في اليمن، بما فيها دولة الإمارات التي كانت إلى جانب المملكة العربية السعودية راعيةً لاتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي، ومن أوائل المؤيدن لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي شُكل بتوافق القوى السياسية اليمنية للدفع قُدمًا باتجاه السلام.

في الوقت الحالي، يمثل اليمن أحد أسوأ بؤر الأزمات في العالم، في ظل ما يعانيه من شح في المساعدات الإنسانية، في وقتٍ يحتاج 17 مليون شخص من أصل 30 مليون يمني إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، وهذه الأرقام المفزعة تجعل مساعدات جيرانه الخليجيين بالغة الأهمية، على الأقل، لتقليص فارق الأزمة المُستفحلة على مدى ثمان سنوات منذ اندلاع النزاع عام 2015م.