الأربعاء 13 نوفمبر 2024 الموافق 11 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

الحكومة الفرنسية تنتهي من صياغة قانون لمكافحة "التطرف الديني"

الأربعاء 18/نوفمبر/2020 - 09:40 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وضعت الحكومة الفرنسية اللمسات الأخيرة على مشروع قانون ضد التطرف الديني أعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب اغتيال المعلم المدرسي سامويل باتي، ويشمل المشروع تشديد الرقابة على تمويل الجمعيات ومعاقبة المحرضين على الكراهية عبر الانترنت.

ولا يوجد في النص العبارات التي استعملها ماكرون خلال خطابه في 2 أكتوبر حين دعا إلى "محاربة الانعزالية الدينية"، ويحمل بدل ذلك اسم "مشروع قانون تعزيز القيم الجمهورية"، يجرم مشروع القانون الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، كل من يشارك معلومات حول شخص تتسبب في كشف هويته أو مكانه لأشخاص يريدون إيذاءه، كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأطلقت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون حملة ضد التطرف الديني إثر الاغتيال المروع لباتي الذي كان هدفا لحملة تشهير على الانترنت عقب عرضه على تلامذته رسوما كاريكاتورية للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" خلال حصة حول حرية التعبير.

وخلف اغتيال باتي صدمة في فرنسا التي استهدفها متطرفون إسلاميون، أغلبهم مواطنون فرنسيون، بشكل متكرر منذ 2015، نشر والد تلميذة اسم باتي على الانترنت، ووصفه بأنه "مجرم" في فيديو دعا فيه إلى تسريحه من وظيفته بسبب الرسوم.

تبادل هذا الأب أيضا رسائل مع قاتل باتي، اللاجئ الشيشاني البالغ 18 عاما الذي تنقل مسافة تزيد عن 80 كلم من منزله في النورماندي للاعتداء على الأستاذ في ضاحية كونفلان سانت أونورين بباريس وقد أعطى هناك مالا لبعض التلاميذ ليدلوه على باتي.

قبل بضعة أسابيع من مقتل المعلم، وضع ماكرون خطة لمواجهة ما أطلق عليه "الانعزالية الإسلامية" في الأحياء الفرنسية الفقيرة التي تهدف إلى إنشاء "مجتمع مضاد" تسوده الشريعة، وقدم الرئيس الفرنسي أمثلة على تنامي النزعة الطائفية، منها مثال أطفال من عائلات مسلمة شديدة المحافظة أُخرجوا من المدرسة، وجمعيات رياضية وثقافية تستعمل لتلقين الشباب أفكارا متطرفة.

يورد النص أنه "في مواجهة التطرف الديني، وفي مواجهة كل "النزعات" الانعزالية، علينا الإقرار بأن ترسانتنا القانونية عاجزة جزئيا"، وينص مشروع القانون الذي وضعه وزير الداخلية جيرالد دارمانان ووزير العدل إيريك ديبون-موريتي على منح كل طفل رقم تعريف لضمان ذهابه إلى المدرسة.

وقال دارمانان لصحيفة "لوفيغارو" الأربعاء إنه "يجب أن ننقذ أطفالنا من قبضة المتطرفين"، ويهدف مشروع القانون أيضا إلى مكافحة الكراهية على الانترنت المشابهة لتلك التي تعرض لها باتي، وضمان "المثول الفوري" للمتهمين أمام القضاء، وفق ما صرح ديبون-موريتي لإذاعة "إر تي إل" الأربعاء.

ويضع مشروع القانون عقوبات محددة على من يتعرض لموظفي الدولة أو مسؤولين منتخبين على أساس ديني "تهديد أو عنف أو تحرش"، وقال وزير العدل الفرنسي للإذاعة إن "هذا القانون يقول: "ارفعوا أيديكم عن أستاذي، ارفعوا أيديكم عن الجمهورية".

وجاء في المشروع أنه يجب على كل جمعية تتلقى دعما ماليا أن "تحترم مبادئ وقيم الجمهورية"، كما سيتم اعتبار التبرعات الأجنبية التي تتجاوز 10 آلاف يورو موارد يجب التصريح بها لجهاز الضرائب، ويحرص النص على "ضمان شفافية ظروف ممارسة الديانة" عبر تغيير قانون 1905 حول الفصل بين الكنيسة والدولة في شق تمويل الجمعيات الثقافية لناحية تعزيز الشفافية.

ويوجد فصل "ضد الانقلاب" ويهدف إلى تجنب سيطرة متشددين على المساجد، ومنع أشخاص من ارتياد أماكن العبادة "في حال الإدانة بالتحريض على أفعال إرهابية أو التحريض على التمييز أو الكراهية أو العنف".

وشرح دارمانان لصحيفة "لوفيغارو" أنه "سنعرف من يمول من على أراضينا وسنعطي إمكانيات أكبر لوكالة تراكفين "الحكومية لتعقب الأموال" لصد كل التدفقات غير المرغوب فيها".

وتوجد في الشقّ التعليمي إشارة إلى مكافحة مدارس الجمعيات غير القانونية وإنهاء التعليم في المنزل لجميع الأطفال اعتبارا من سن الثالثة "إلا لدواعي محدودة جدا تتعلق بوضع الطفل أو عائلته"، وتوجد فصول أخرى حول منع شهادات العذرية وتعزيز الترسانة القانونية ضد تعدد الزوجات والزواج بالإكراه.