الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

طارق فهمي في حوار لـ"مصرتايمز": التشريعات الاقتصادية والسياسات المالية يجب ان تكون أولوية بجلسات الحوار الوطني .. ولا مكان لجماعة الإخوان الإرهابية في الحوار

السبت 10/سبتمبر/2022 - 04:33 م
د. طارق فهمي- استاذ
د. طارق فهمي- استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة

- أستاذ العلوم السياسية : نحتاج لصياغة دستور جديد يؤسس لمرحلة جديدة

- طارق فهمي: نجاح الحوار الوطني يرتبط بجدية القوي السياسية

- أستاذ العلوم السياسية : القوي السياسية عليها أن تخلص النوايا لإنجاح الحوار الوطني
-طارق فهمي:عمل لجنة العفو الرئاسي يساهم في نجاح جلسات الحوار الوطني

 

خاطبت الأكاديمية الوطنية للتدريب مختلف القوى السياسية والمدنية، ودعتهم للمشاركة في الحوار الوطنى، وإرسال رؤيتهم لآليات وأجندة العمل لإدارة الحوار، للخروج باستراتيجية أولويات عمل الدولة المصرية، "مصر تايمز" تحاور الدكتور طارق فهمي، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لمعرفة أهمية انطلاق جلسات الحوار الوطني، وأهم القضايا والقوانين التي يجب طرحها خلال جلسات الحوار واليكم نص الحوار:- 


بداية.. ما رأيك فى الدعوة للحوار الوطنى وما وصلت إليه الجلسات حتى الأن؟


الدعوة للحوار الوطني جيدة وتبني علي أسس عديدة وجاءت في توقيت له دلالاته من حيث الأهمية وأيضا دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهي تمت في سياقين وهما الدعوة فيما حققته الدولة المصرية من إنجازات فهي تبني علي هذا الأساس من الثقة، وما تم من مشروعات وإنجازات بعد 8 سنوات فرئيس الدولة يدعوا الى هذا لاحداث مزيد من التوازن.

 

_ كيف ترى سير عمل مجلس أمناء الحوار الوطني حتى الأن؟

 


في البداية  الدعوة للحوار جاءت لأن الدولة تحتاج للجلوس مع القوي السياسية كي  تستطيع مناقشة ومفاوضة وطرح الرؤي تحت مظلة الوطن وبمشاركة كافة أطراف القوي السياسية وأيضا قرب إعلان الجمهورية الجديدة، فهي تحتاج إلى رؤية ومقاربة وطنية وجمعية وطنية تحت مظلة الوطن بكل ما فيه ونحن في أمس الحاجة إلى حوار وطني بهذه الصورة وفي هذا التوقيت لأن الاسماء التي طرحت جيدة ومنهم نقيب الصحفيين ضياء رشوان والمستشار محمود فوزي، فهما شخصيات وطنية تستطيع إدارة الحوار تحت مظلة الوطن، وسيكون هناك قضايا عديدة خلال الحوار.

 

_ ما هي أبرز القضايا التى يجب طرحها على أجندة الحوار خلال الجلسات المقبلة؟


القضايا الاقتصادية تستبق السياسية لأن الوطن في حاجه لقضايا اقتصادية حقيقية يمكن أن تناقش في ظل الظروف الراهنة التي تواجه الوطن فهي مرتبطة بالازمات العالمية وأيضا أزمة فيروس كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، فكل القضايا ستكون مطروحة للنقاش في الحوار الوطني، ولكن أهم القضايا هي أننا نحتاج الى قضايا ترتبط بالتشريعات الاقتصادية وإصلاح اقتصادي شامل وأيضا السياسات المالية والنقدية وإعادة هيكلة بعض التشريعات فلا مانع من تعديل الدستور، مع صياغة دستور جديد يحتوي على فكرة جديدة مع إضافة تشريعات وقوانين تلائم الجمهورية الجديدة وتكون أكثر واقعية وتنقي عشرات من التشريعات القديمة التي لم يعد لديها وجود ولدينا قانون ولائحة جيدة للاستثمار ولكن نحتاج الي تشريعات تلائم الأوضاع الاقتصادية والسياسية الموجودة.


_ هل تري أن هناك قوانين يجب طرحها على اجندة  الحوار الوطني؟


نحتاج إلى تعديل عشرات التشريعات لكي تلائم الدستور الموجود لانه اخطر ما فيه فهو يجب أن يكون دستورا جديدا يليق بالدولة المصرية فلا مانع من عمل تعديلات لمواجهة الظروف القادمة في المجتمع فمجلس النواب عليه التعامل مع تلك التشريعات فهناك فرصة جيدة لهذا في ظل المناخ الجديد التي يتشكل ويقوم على فكرة الديمقراطية والتوفقات الوطنية تحت مظلة الوطن وأيضا التركيز على هذا الأمر سيكسب الدولة المصرية واقعية ومصداقية وأيضا القدرة على الحركة والانجاز لأن هناك وقائع لهذا الأمر.

_ ما رأيك فى موقف الأحزاب والقوى السياسية والاستجابة الكبيرة لجلسات الحوار؟


القوي السياسية مدعوة للمشاركة في الحوار الوطني ولكن لا يوجد مكان لجماعة الأخوان الإرهابية للمشاركة في الحوار الوطني وأيضا لا مشاركة من جماعات الخارج أو اللذين استتبوا فهذا كلام عبثي ولا يمكن طرحه فهما ليس لهم مكان فيما يجري، فهؤلاء لم يتم دعوتهم نهائيا في الحوار الوطني وبالتالي الجميع مشارك في الحوار الوطني ويبقي الجماعة الإرهابية خارج هذا السياق وليس لها مكان في أي مشاركة.

 

_ ما الذي يحتاجه الحوار الوطني حتي يحقق نجاح؟


نجاح الحوار الوطني يرتبط بجدية القوي السياسية، واستثمار المشهد الراهن فهو يحتاج إلى الاستثمار والتوظيف لانه هاما للغاية لأن رئيس الدولة، هو من دعي وقال إنه سيحضر بعض الجلسات وقال إن التوافقات لبناء الوطن في الجمهورية الجديدة، إذا شروط نجاح الحوار الوطني أن تكون هناك مقاربات وطنية جيدة مع التنوع في الأفكار، ويكون هناك رؤية تحت مظلة الوطن وهناك أفكار عبثية طرحتها بعض رموز المعارضة وهي إجراء انتخابات مبكرة فهذه أفكار غير صحيحة ولا يحب التطرق  لها خلال الحوار الوطنى، لأن الحوار يجب أن يكون تحت مظلة وطنية في هذا التوقيت.

 

_ما رأيك فى تولى الأكاديمية الوطنية للتدريب مسألة إدارة وتنظيم الحوار الوطنى؟


الأكاديمية الوطنية للتدريب مؤهلة وتمتلك العديد من القدرات وقامت بدور كبير للغاية في البرنامج الرئاسي من خلال تدريب كوادر الدولة والتنفيذين فالأكاديمية تقوم بمجهودات كبيرة للغاية وفي النهاية سيحال الأمر إلى المؤتمر الوطني للشباب فهو فكرة جيدة لتنفيذها في هذا التوقيت ولتأكيدها علي حضور الدولة وأن هناك رؤية شاملة في هذا الإطار.


_كيف تري  عمل لجنة العفو الرئاسي خلال الفترة الماضية؟


لا يجب اختزال الحوار الوطني في العفو الرئاسي لأننا نتحدث عن حوار شامل يضم كافة أطراف الوطن، وهذا يتطلب أن نكون علي قدر كبير من الدعم والموافقة فهذا يساهم في بناء الجمهورية الجديدة، وكان يتم خلال الفترات السابقة الافراج عن المحبوسين وعلي أعلي مستوي لدعم فكرة حضور الدولة في المشهد السياسي.

 

_ وما هو تقييمك للجان النوعية للحوار الوطني خاصة المحور الاجتماعى؟


تقسيم لجان المحور الاجتماعى إلى 5 جان التعليم، الصحة، الزيادة السكانية، الثقافة، والأسرة والتماسك المجتمعى يؤكد أن الحوار الوطنى دخل فى مرحلة جادة فهذا التقسيم يشير إلى خبرة وحنكة مجلس أمناء الحوار الوطنى، وقدرته على طرح الموضوعات الأكثر أهمية وجعلها أولوية، مع عدم تشعب الحوار وتحوله لمكلمة دون نتائج فعلية، أيضا لابد للمشاركين فى الحوار الوطنى أن يتقدموا بأوراق سياسات تتضمن مقترحات وتوصيات وتعليقات على القضايا محل النقاش؛ بأن يقدم مثلًا كل حزب مشارك ورقة عمل لسياسات إصلاح التعليم من منظوره، أو تحسين الرعاية الصحية وغيرها من القضايا، خلال جلسات اللجان النوعية، حتى تخرج ورقة عمل متفق عليها من جميع الأطراف في كل لجنة.

 

_ما هي مقترحاتك في قضية التعليم والصحة؟


فيما يتعلق بقضية التعليم يجب وضع وثيقة عمل جادة لتطوير الملف، وتحديد إطارها الزمنى، على ألا تقتصر فقط على الثانوية العامة، والعمل على تنقية مناهج الجامعات، فحتى الآن تدرس مناهج الوهابية بكليات دار العلوم ولا تراجع كتب الجامعات وفى مجال الصحة، نحتاج وضع بروتوكول للمواطن المصرى بحيث يتمكن من العلاج فى أى مستشفى بضوابط محددة، وعدم الانتظار لحين تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، والعمل على تطوير التأمين الصحى وأيضا ملف الأسرة والتماسك المجتمعى لإحداث نوع من التكامل فى المجتمع وتحقيق تنمية مستدامة، فلا يمكن نقل المواطنين من مجتمعات عشوائية إلى أماكن جديدة دون تطوير، وضرورة أن تكون هناك مبادرات تطوعية لتنمية وتطوير هذه المجتمعات الجديدة.

 

 

_ كيف تري سير جلسات الحوار الوطني التي تمت؟


جلسات الحوار الوطني تمضي في إطار محدد وفقا لجدول الأعمال المجموعة المنظمة والقائمين عليها، وأيضا قرارت مجلس الأمناء مدروسة وجيدة وتمضي في إطار منهجي وليس متأخرة كما يشاع أو يتردد لأن مقرري اللجان شخصيات متخصصة كلا في مجالها سواء في المحور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولكن القضية ترتبط بأمرين وهما كيفية نجاح الحوار الوطني وهو تحويل الرؤي التي تقدم من القوي السياسية الي إجراءات وتدابير مباشرة بالإضافة إلي تحديد الأولويات التي يجب أن يعمل عليها الحوار، ويجب أن الملفات الاقتصادية تسبق اي ملفات أخري بما فيها السياسية لأن هناك حديث حول ضروري الإتفاق في بعض الملفات الاقتصادية المهمة في هذا السياق وتأتي السياسة في فترة لاحقة مع وضع اطار زمني لما يتم الاتفاق عليه بهدف تقريب وجهات النظر ومحاولة تقديم مقاربات حقيقية قابلة أنها تعرض في إطار مباشر وتخلو من المبالغات في الطرح، مع وجود نقاط رئيسية لأن القضية تكون مرتبطة بأعمال اللجان المختلفة والتفاؤل الكبير بإمكانية أن تحدث خطوات إيجابية، فخطوة الحوار جيدة يمكن البناء عليها تحت مسمي شراكة الوطن واتفاق الجميع علي هذا إضافة إلى ترتيب الأجواء والسياسات المتعلقة بالحوار مع خروج مخرجات تليق بالحوار الوطني والدولة المصرية خصوصا مع دعم القيادة السياسية لفكرة الحوار والدعوة لإقراره بهدف شراكة كل القوي السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هذا التوقيت.

 

 

 

_وما هي أهم  مقترحاتك للحوار الوطني؟


فكرة الحوار الوطني جيدة، وجاءت من رئيس الدولة، وعلي القوي السياسية التعامل مع هذه الفكرة بجدية والا نفكر في بدائل الحوار والدخول في منحنيات ومنعطفات المعارضة، والا نقسم أنفسنا ، فالاحزاب السياسية عليها دورا كبيرا خلال الفترة المقبلة، ولكن القوي السياسية الممنوعة والمحظورة من العمل السياسي، لا مكان لها في الحوار الوطني.

 نحن أمام واقع سياسي يتشكل ومناخ جديد لصالح الجمهورية الجديدة، والحوار خطوة جيدة يجب البناء عليها  اذا خلصت النوايا وتوحدت الآراء .

ويجب أن تتسابق القوي السياسية لإنجاح الحوار الوطني وان يكون أمام الجميع هدف واحد، هو مصر، فالأن لدينا نظام سياسيي كامل، رئيس وغرفتي تشريع وحكومة، وعبرناا المرحلة الانقتالية، فلا مانع من كتابة دستور جديد يليق بالدولة المصرية، وسيساعد على بناء أسس جديدة لمصر.