وحيد سيف الكوميديان الذي نافس الزعيم و صنع نجومية سمير غانم
كثيراً ما نراه في الدور الثاني لكنه برع و تألق اكثر من بطل الفيلم وهذا دأب الكوميديان علي مدار تاريخ السينما المصرية.
هو مصطفي سيد احمد سيف مواليد إسكندرية في 20 مارس عام 1939، تخرج من كلية الآداب قسم تاريخ، و لكنه تألق في مسرح الجامعة الذي تخرج منه معظم جيله فالتحق بفرقة الريحاني التي كانت في أواخر عهدها الذهبي، و قدم ادوار صغيرة في بادئ حياته سواء علي المسرح أو السينما، وهو النواه الأولي لفرقة ثلاثي أضواء المسرح فكانت في البداية فرقة “ إخوان غانم” مع سمير غانم
كانت البداية الحقيقية والمؤثرة لوحيد سيف، عندما رآه مخرج الراوئع حسن الامام و قدمه في دور صغير في فيلم “ خللي بالك من زوزو” وهذا الدور كان بداية انطلاقه في عالم السينما التي صنع فيها إسمه و تاريخه فقال له حسن الامام “ابقي قول للناس لما تكبر ان حسن الامام هو اللي خلاك نجم”.
انطلق وحيد سيف بسرعة البرق في السينما المصرية و أصبح علامة مسجلة في معظم افلام السينما منذ منتصف السبعينات، و حتي منتصف الثمانينات فقدم خلال هذا الفترة ما يقرب من 100 فيلم سينمائي.
ومن أهم أفلام وحيد سيف “ ليلة بكي فيها القمر، و المتسول، و تجيبها كده تجيلك كده هي كده، و أخواته البنات، و مخيمر دايماً جاهز، و غريب ولد عجيب، و غريب في بيتي، و اريد حلا، و سواق الاتوبيس، و امرأة في السجن، و بص شوف سكر بتعمل، ايه و مطاردة في الممنوع، و زوجتي و الكلب، و الرجل الصعيدي، و ليلة القبض على بكيزة و زغلول، و حكاية في كلمتين، و التخشيبة”
تميز وحيد سيف عن غيره من نجوم الكوميديا، بأداء خاص به لا يقلد القديم و لا الحالي فكانت ضحكته و طريقة ادائه بسيطة تلقائية الي جانب خفة دمه و حضوره الطاغي .
وتنوعت ادواره بين الشرير الشريف المقهور الطيب و الرومانسي وتفوق في كل الادوار و الشخصيات، و الأنماط حتي لا يقع فريسة تكرار الشخصية.
قدم في التليفزيون مسلسلات عديدة اكد فيها نجاحه و تألقه،فقد قدم اعمالا خالدة في تاريخ الدراما المصرية من اهمها “ رحلة السيد ابو العلا البشري و المال و البنون و انا و انت و بابا في المشمش و النوة”
ويحسب له انه ادخل الكوميديا في مسلسلات درامية دسمة، ويكفي مشهده التاريخي و المؤثر في مسلسل المال و البنون الذي جسد فيه شخصية مختلفة مليئة بالتنقادات.
وفي المسرح كان نجم شباك له جمهوره العريض الذي ينزل خصيصاً ليراه فقدم اروع مسرحيات الكوميديا في فترة الثمانينات مثل “ شارع محمد علي و مجانين فوق العادة و هاللو كايرو و ربنا يخلي جمعة و باللو و عسل و سكر”.
وصل نجم الكوميديا وحيد سيف في افلامه لدرجة جعلت المنتجين تشترط علي اي مخرج ان يكون في الفيلم دور لوحيد سيف خاصة في الافلام الغير كوميدية.
لكن في افلام نجوم الكوميديا كان وحيد سيف يتألق ليثبت حضوره في الفيلم، مما اثار غضب الزعيم عادل إمام الذي اشترك معه في افلام قليلة.
ويرجع السبب لإشتراط المنتج ايضاً ان يكون وحيد سيف موجود في الفيلم فما كان يكفيهم شهرة و إسم عادل إمام، وعندما علم عادل إمام بهذا الامر بدأ يختار بنفسه طاقم الممثلين معه في اي فيلم فاستعاض عنه بأحمد راتب، الذي رافقه في نصف افلامه حتي لا ينسب نجاح اي فيلم من افلامه لوحيد سيف، فبرغم كم الافلام الهائل الذي اشترك فيه وحيد سيف والذي تجاوز 200 فيلم نجده عمل مع عادل إمام في اقل من خمسة افلام منها “ المتسول و رمضان فوق البركان و ممنوع في ليلة الدخلة”.
تزوج وحيد سيف ثلاث مرات اشهرهم زواجه من الفنانة المعتزلة ألفت سكر و أنجب
أشرف و ناصر و إيمان و إيناس.
ظل وحيد سيف يعطي الفن بسخاء ظل واقفاً علي قدميه دون كلل او ملل حتي ان في اواخر ايامه اشترك في افلام حديثة مع الجيل الجديد انذاك مع هاني رمزي في " محامي خلع و ابو العربي و عايز حقي ".
رحل وحيد سيف في 19 يناير 2013 في صمت ودون ضجيج حتي ان الكثير تفاجأ برحيله و مرضه فلم يكن رحمه الله من هواة الصحافة و الاحاديث التليفزيونية او الدعاية لنفسه
ظل وفيا لفنه و جمهوره لآخر لحظات عمره التي كان فيها يبكي لعدم اهتمام الدولة بتكريمه او اهتمام اصدقائه به في ايامه الاخيرة حتي ان تليفونه كان لا يقف من كثرة الاتصالات به ولكن في ايامه الاخيرة لم يسمع جرس تليفونه الا قليلاً .
رحم الله الفنان الذي اضحك الجميع و بكي وحده.