"لا مش مجنون".. القصة الكاملة لمقتل زوجة على يد زوجها بسوهاج (فيديو)
من داخل مشرحة مستشفى أخميم المركزي، وأمام مكتب وكيل النائب العام، يرتفع ضجيج شقيقة ضحية القتل على يد زوجها، بمنزل الزوجية الكائن بقرية الكولة بدائرة مركز أخميم، مؤكدة أن الجاني بكامل قواه العقلية والنفسية.
"لا مش مجنون".. أول جملة ذكرتها السيدة "هناء.ا" شقيقة المجني عليها "مني.ا" التي لقيت مصرعها على يد زوجها بعدما أصابته حالة من الهلع والغضب فجأة، إذ تقول: "لا مش مجنون ومش مريض نفسي، كان عندنا امبارح بالليل شرب الشاي وبيضحك، أهله بيقولوا أنه مريض نفسي بس أنا أختي متجوزة من 7 سنين مظهرش عليه حاجة".
وسط ضجيج مشرحة المستشفى وصوت الحارس يكرر اسم المجني عليها "مني السيد مصطفي .. مني السيد مصطفي"، تقول شقيقتها: "امبارح بالليل اتصلت بيا تقولي ماسك سكين وسبحة فضل يقول كلام غريب عليا كأنه ملبوس، جريت روحت بيت خاله من الخوف ومش عارفة أرجع البيت، قولتلها تعالي بيت أبوكي متخافيش بس ملحقتش تيجي".
شعرها منكوش ورأسها مهشمة.. اتصال من مركز شرطة أخميم
واستكملت السيدة "احنا هنا من 7 الصبح، اتصل بيا امبارح بالليل اخو الجاني بيقولي دا قتل اختك قولتله هاتها البيت، مصدقتش أنه فعلًا قتلها لحد ما جه اتصال من مركز شرطة أخميم للتعرف على الجثة، دخلت المشرحة لقيتها بكامل هدومها بس شعرها منكوش ورأسها مهشمة وغرقانة دم، جسمها مليان جروح وسحجات وآثار لحبل في ايديها ورجليها".
وقالت بعيون مليئة بالندم والحسرة "ياريتها مرجعتش من عنده خاله ياريتها فضلت عنده، اختي أم لطفلين ولد 3 سنين وبنت سنتين وحامل في الشهر الرابع، مصعبش عليه يقتلها وهي حامل في ابنه".
"جسمها كله متشرح".. لحظات من الهلع بحياة الضحية
ورغم صغر سن الضحية التي لم تبلغ 22 عامًا بعد، إلا أنها عاشت من الآلام والأمراض ما يكفي ليجعل الموت راحة لها من كل شر، ولكن أي شر هذا الذي يحرم طفل من ولادته أو أم من تربية أبنائها؟!
عاصرت الفتاة سنوات من الآلام تشكي حالها حينما خضعت لعملية قلب مفتوح منذ أشهر، ودخولها المستشفي مرات عديدة بين المتابعة والكشف والجراحة، فتقول شقيقتها "اختي مريضة قلب مفتوح جوفها اتفتح وعملت عملية جراحية عشان تقدر تعيش، اخدت نص عمرها في المستشفيات وحتي لما بدأت تخف ماتت، قتلها بدم بارد، جسمها كله متشرح مسابش فيها حتة سليمة".
من المتهم بقتلها؟!
تجيب السيدة هناء على هذا السؤال قائلة "لحد دلوقتي معرفش مين، اللي اعرفه انها اتقتلت وشها وجسمها بيقولوا انها اتعذبت، والإسعاف لما أخدتها لقيتها مربوطة بحبل في ايديها ورجليها ودمها على الأرض، حماتها كويسة معاها واخواته كويسين، انا مش شاكة فيهم بس هي قبل ما تموت قالتلي أن حسام متجنن وماسك سكين".
وبرغم صعوبة الحديث وضيق السيدة من الوضع الذي تمر به، تقف أمام مكتب وكيل النائب العام ترجو أن يصرح لها بدفن جثة شقيقتها التي قاربت على يوم بداخل ثلاجة الموتى وتطلب من المارة الدعاء لها، "يمكن يكون مش هو اللي قتلها بس مين غيره، أنا نفسي أسأله لية ويرد عليا، عمومًا أنا هدفن اختي في مقابر بلدي مش هقلل من كرامتها تاني حقها راجع راجع، لكن أنا عاوزة سيادة وكيل النيابة يصرح ليها بالدفن قلبي واجعني عليها وهي جوا ثلاجة الموتى من ساعات طويلة".
أنا جاية أشهد ضد ابني.. والدة الجاني تدلي بأقوالها للنيابة العامة
وسط مرور كل من له مصلحة بنيابة أخميم الجزئية يقطع حديث شقيقة المجني عليها صوت أقدام قادم لا تريد رؤيته بعدما مزق جسد شقيقتها، فتقوم صارخة تحاول الانتقام منه إلا أن يسيطر عليها ضباط الشرطة والعاملين بالمبني، وهي تردد "حسبي الله ونعم الوكيل فيك..لية لية عملت ليك اية".
تظهر فجأة والدة الجاني وعلى وجهها علامات الكبر وكأن عمرها زاد أعمارًا تقول "انا جاية أقول الحق، الواد ابني قتلها بدم بارد، أنا جاية أشهد ضد ابني، كانت نعم البنت والزوجة الصالحة بس ابني ربنا يصلح حاله".
عنده صرع وبتحصله نوبات عصبية
وبين أقوال أسرة المجني عليها التي تؤكد أن المتهم بكامل قواه العقلية والنفسية، تأتي السيدة "نورا.ع" والدة الجاني تؤكد أن نجلها يعاني من نوبات هلع تأتي له على مدار فترات طويلة وتفقده الوعي بما حوله، "الواد بيبقي كويس لما ياخد العلاج ولما يبطله يتحول واحد تاني، من كام يوم صحيت على صراخ مراته وهي بتقولي الحقي شوفي ابنك، جريت اشوفه لقيته خالع كل هدومه وماسك شوما كبيرة عاوز يقتل الناس، بقوله ناس مين يقولي اهو واقف وراكي بيضايقني، طلع الشارع من غير هدوم والناس تبص عليه محدش متدخل، اخوه حاول يدخله فضل ضرب فيه لحد ما كان هيموته، الجيران بالعافية سيطروا عليه".
وأمام مكتب وكيل النائب العام، تقف شقيقة المجني عليها توجه حديثها لوالدة الجاني، قائلة "عندك بنات قولي اللي حصل وحق ربنا بالظبط، اختي استحملت منكم كتير قولي اللي يرضي ضميرك".
وتجيب السيدة "مني كانت نعم البنت والزوجة خدمتني سبع سنين مشوفتش منها وحش، هقول اللي يرضي ربنا هقول اللي حصل، انا قلبي واجعني على ابني بس هقول".
جرجرها من شعرها.. تفاصيل ليلة الحادث على لسان والدة الجاني
واستشهدت والدة الجاني بالله في صدق ما تقوله حتي عندما حركتها غريزة الأمومة رفعت صوت الحق وقالت: "ليلة الحادثة دخل على البنت ماسك سكين فضلت تصرخ وهو بيقول كلام غريب، مسكت التليفون اتصلت بشيخ يقولي حل يمكن ملبوس وطلعت من البيت، اتصلت بيها قولتلها امشي انتي وبنتك يعمل فيكي حاجة، وهي مكدبتش خبر مشيت راحت عند قريبنا، رجعت الواد أخد مني خط التليفون وفضل يزعق معايا ومني رجعت البيت، جه من بره يقول والله هموتها".
وقالت بحسرة والدموع تزرف من عينيها "جرجرها من شعرها برة، ربطها من ايديها ورجليها، نزل ضرب فيها لحد ما سكتت ولقيت الدم نازل من ودانها، خليت ابني الصغير يتصل بأهلها يقولهم الحقو البنت، وراح الكبير بلغ مركز الشرطة شوية لقيت الشرطة قدامي".
"قتلتها اه".. اعترفات على سلم مبني النيابة العامة الجزئية
على سلم مبني النيابة العامة الجزئية بأخميم، يجلس الجاني "حسام أسعد"، مكبل اليدين والرجلين، وهو يصرخ "قتلتها اه.. حسبي الله ونعم الوكيل".
يصرخ عاليًا ويثري صوته بمبني النيابة العامة يتجمع حوله كل من في المبني، حتي أنهم قاموا بإعطاءه إبرة مهدئ عصبي فما لبث أن هدأ ساعات قليلة، حتي قام يصرخ مرة أخري بعبارات غير مفهومة وواضحة.
شاهد عيان يروي التفاصيل
والتقي "مصر تايمز" بأحد شهود العيان، والذي أكد على صحة أقوال أسرة المجني عليها، قائلًا: "حسام متجوزها من سبع سنين، عمرها ما قالت أنه مريض نفسي أو تعبان ومتخانقتش معاه، اللي بيعمله دا عشان يخرج من الجريمة بأقل خسارة ممكن، لكن هو كويس وزي الفل".