في ذكري نصر أكتوبر.. "إعلام القاهرة" تنظم احتفالية بعنوان استراتيجية النصر والعبور إلى المستقبل

نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة، احتفالية بعنوان استراتيجية النصر والعبور إلى المستقبل، بقاعة مؤتمرات الكلية، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، ودعم من الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الدكتورة حنان جنيد القائم بأعمال عميد الكلية ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنسيق الدكتورة نشوى عقل الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون.

وفي مستهل فعاليات  الاحتفالية، التي حضرها  كل من اللواء محمد أنور الهمشري نائب رئيس أكاديمية ناصر العسكرية سابقا،والدكتور سامى عبد العزيز  الاستاذ بقسم العلاقات العامة والعميد الأسبق للكلية، والدكتور محمود يوسف الأستاذ بقسم العلاقات العامة ووكيل الكلية الأسبق، والشاعر جمال بخيت، والفنان سامح الصريطي.

والقت الدكتورة حنان جنيد القائم بأعمال عميد كلية الإعلام كلمة ترحيبية قالت فيها إن حرب أكتوبر ونصره أكدا على حتمية الحفاظ على مصر وترابها ومدى بسالة وحرص رجال الجيش والمواطن المصري على ديمومة حضارته فأضحى نصر أكتوبر نبراسا لاستلهام تجربة البناء والعبور إلى المستقبل.

وأشارت القائم بأعمال عميد كلية الإعلام إلى أن مصر تمر الآن أيضا بمرحلة عبور جديدة يقودها  الرئيس عبد الفتاح السيسي ،تماثل  ملحمة العبور إلى سيناء وتحقيق نصر أكتوبر، منوهة إلى أن مصر تخوض حربا لتحقيق التنمية وأننا جميعا نساند فيها قيادة وشعبا وجيشا لأجل العبور إلى تحقيق رؤية مصر  2030 وأن مصر تحتاج من كل أفراد شعبها إلى استلهام دروس حرب أكتوبر وتطبيقها فيما تخوضه مصر لأجل التغلب على تحديات ملف التنمية.

وقال الدكتور محمود يوسف وكيل كلية الإعلام الأسبق واستاذ العلاقات العامة إن ندوة اليوم تأتي في اطار دور كلية الإعلام مصريا وعربيا وإقليميا معبرا عن سعادته بمشاركة ضيوف المنصة موضحا بأن نصر أكتوبر وأحداثها المعاصرة تشوق له كل مصري بأن يرى مصر المنتصرة في حرب العزة والكرامة لاستعادة تراب سيناء، منوها إلى أن العقيدة الوطنية التي تلازم معها الحس الديني كان دافعا لتحقيق النصر في حرب أكتوبر.

وتعرض أستاذ العلاقات العامة إلى تناول كيف أن العقيدة الدينية المصرية المتمسكة بقيم التضحية والفداء كانت دافعا وراء تحقيق نصر أكتوبر، فأشار إلى أن العسكرية المصرية استلهمت من ملحمة الأمة الإسلامية وقتالها لأجل تحقيق النصر واسترداد الحقوق أيضا في موقعة بدر.

وأضاف أن صيحات الجنود بالتكبير لحظة العبور ووقت حرب أكتوبر الذي تلازم مع شهر رمضان يؤكد على أن حرب أكتوبر كانت تقوم على عقيدة دينية تساعد في دفع الملحمة الوطنية للجنود للدفاع عن أرضهم وللإقدام والتضحية بالنفس دون تردد وهو ما ثبت من شهادات المعاصرين للحرب عن روح المقاتل المصري وإرادته لتحقيق النصر.

وفي كلمته استعرض اللواء محمد أنور الهمشري نائب رئيس أكاديمية ناصر العسكرية سابقا تاريخ العسكرية المصرية وكيف أن الجندى المصري على مر تاريخه متميز في نواحي الصبر والتفوق العسكري وعقيدته في الدفاع عن ارضه، وأن مصر على مر تاريخها تسعى دوما لعدم الهجوم على دول الجوار وحفظها للسلام والمعاهدات السلمية والتعاون بين باقي الدول، مشيرا إلى أن حرب أكتوبر صنعت تاريخا ولا يزال متصلا بالجانب الحضاري في الشعب المصري والجيش المصري وأن مصر الفرعونية تأصلت فيها تلك القيم العسكرية المصرية والتي لا تزال ممتدة على تاريخ مصر المعاصر.

وتناول نائب رئيس الأكاديمية العسكرية تاريخ مصر منذ فترة حكم أسرة محمد علي منوها إلى أن مصر تأسس فيها الوعي لدى الجمهور وفي داخل الجيش المصري للثورة على ضعف الأسرة العلوية في فترة حكام ما بعد محمد علي مؤسس مصر الحديثة إلى أن وقعت الثورة العرابية وسقوط مصر في قبضة الاحتلال البريطاني، موضحا بأن الوعي المصري للشعب ليس وليد اللحظة التاريخية المعاصرة فقط، مؤكدا  أن مصر استردت على يد  الضباط الأحرار فى ثورة يوليو1952 حكمها لنفسها واسترداد مصر من الاحتلال،كما قاتلت الكيان الصهيوني كممثل في حرب أكتوبر عن دول العالم الثالث في حين قاتلت إسرائيل كممثلها عن دول العالم الأول.

ونوه اللواء المهمشري إلى أن مصر لم تستسلم كما كان يظن البعض إلى الهزيمة في يونيو 1967 حيث استطاعت في يوليو من العام نفسه التصدي للعدو في شرق بورسعيد وتدمير المدمرة ايلات في شهر أكتوبر من العام نفسه، مستعرضا عددا من العمليات الحربية في معركة الاستنزاف التي قادها المقاتل المصري.

وقال الدكتور سامي عبد العزيز العميد الأسبق لكلية الإعلام إن ملحمة نصر أكتوبر حتى الآن لم يستطيع عمل درامي الالمام بكافة تفاصيلها التاريخية والوطنية المجيدة، موضحا بأن وثائقيات حرب أكتوبر من الكنوز التي نحتاج إلى صناعة الدراما والإنتاج الإعلامي حولها وفي اطار محتواها الذي لم يتم كشف النقاب عنه كاملا حتى الآن، موضحا خلال كلمته بأن نصر أكتوبر كان الملحمة التي نعيش في آثارها وفي أمجادها إلى الآن.

وفي كلمته عبر الشاعر جمال بخيت (خريج كلية الإعلام دفعة 1979)عن احتفائه بمشاركته في ندوة اليوم بكلية الإعلام جامعة القاهرة موضحا بأن الأشعار والقصائد الشعرية تعد من أسس تأريخ الأحداث الوطنية وتوثيقها، موضحا بأن النشيد الوطني المصري بلادي بلادي علامة على أن الحس الوطني في الشعب المصري له جذور متأصلة وهو ما يؤسس للإبداع في مجال انتاج الإبداع الفني والذي لا ينفصم عن تاريخ الوطن ويؤسس الوعي الشعبي الجمعي ويصنعه قوى المجتمع من فن وعلم وتعليم في كافة المجالات.
وأشار الشاعر جمال بخيت إلى أن ما يجسد عظمة ما حدث في حرب أكتوبر لم يقدم حتى الآن بشكل كاف في الإعلام ولم يستوعبه أي عمل درامي أو فني وأن الوعي الشعبي المصري وتنميته يعد الهدف الذي نجتاج جميعا إلى التكاتف لأجله.

وتخللت كلمة الشاعر الغنائي عرض مقتطفات من أشعاره ألقاها أحد طلاب الكلية، وأعقبها إلقاء الشاعر بعض قصائده الشعرية، مختمما حديثه معربا عن سعادته الكبيرة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة وبندوة كلية الإعلام في إطار الاحتفالية الوطنية.

وتحدث  الفنان سامح الصريطي فقال: إن حرب أكتوبر نصر تاريخي وأنها تاريخ متصل من التضحية والفداء منذ حرب الاستنزاف وعلميات الجيش المصري التي قادت إلى حرب أكتوبر، مستعرضا عددا من الأحداث التاريخية التي تلازمت في التاريخ الشعبي للحرب ومنذ عام 1967 ودور المقاتل المصري في الوصول لملحمة العبور الوطني.

وأشار إلى أن معركة أكتوبر هي ممتدة إلى الآن في مرحلة البناء والتعمير والبناء وهي مستمرة في اطار ما يسمى بحرب الجيل الرابع التي يتم فيها استهداف المواطن من خلال السوشيال ميديا ويتم خلالها الإساءة للوطن وفي إنجازاته وضرب تاريخه وهدم أسس بناء المجتمع وأن العبور في معركة الوعي والاعلام الجيد هي المرحلة التي نخوض حربها الآن، منوها إلى أن بطولات حرب أكتوبر ستظل عبر الأجيال جسورا للتواصل الحضاري والتاريخي المجيد للمواطن المصري.

وعقب كلمة ضيف المنصة تم عرض أغنية عن تاريخ الحرب وملحمة النصر للفنان سامح الصريطي وتفاعل الحاضرون من الطلبة معها.
وخلال الندوة تم عرض فيلم عن تاريخ ملحمة حرب أكتوبر والعبور المجيد أعده فريق التنظيم للندوة في كلية الإعلام، وفي ختام الندوة كرمت د.حنان جنيد القائم بأعمال عميدة الكلية ضيوف المنصة من المتحدثين وكذلك فريق التنظيم للندوة.