اليوم.. الإسماعيلية تحتفل بعيدها القومي
![محافظة الإسماعيلية]( /UploadCache/libfiles/21/6/600x338o/811.jpg)
يُوافق اليوم السادس عشر من شهر أكتوبر، العيد القوميِّ لمحافظة الإسماعيلية.
تعود حكاية ذلك اليوم المُخلَّد في تاريخ المحافظة لعام 1951 الذي كان بداية جديدة في قصة كفاح الشعب المصريِّ ضد المستعمر البريطاني وكانت البداية الأولى للمقاومة من أبناء الإسماعيلية و التي استمرت بعد ذلك و امتدت لباقي ربوع الوطن في احداث متتالية.
اليوم.. الإسماعيلية تحتفل بعيدها القومي
في يوم 8 أكتوبر1951 قام مصطفى باشا النحاس بإلغاء معاهدة 1936 وفي أعقاب ذلك تطورت الأحداث بشكل متسارع لتصل إلى ذروتها يوم16 أكتوبر 1951، حيث اندلعت المظاهرات في الإسماعيلية؛ للمطالبة برحيل الاحتلال الإنجليزي، فخرج طلاب المدرسة الثانوية، وانضم إليهم العمال بشركة الكوكاكولا وبعض العاملين في الشركات الأجنبية وانضم إليهم المواطنون وهم يرددون الهتافات التي تَدين المستعمر وتطالبهم بالخروج من المدينة، واتجهوا إلى "النافي" وهو الجمعية التعاونية البحرية للإنجليز؛ تعبيرًا عن الغضب الشعبي.
تقدم المسيرة (كمال محمد إبراهيم) أحد عمال السكة الحديد، وآخرون من رؤساء الوِرش والعمال الذين أخذوا يلقون بالشعلات الملتهبة إلى داخل المبنى، كما قامت مجموعة أخرى ضمت (فاروق سالم، فاروق فؤاد، محمد السمري، كمال إبراهيم) و آخرين.
وقاموا بإنزال العلم البريطاني من فوق مبنى "النافي" ورفع العلم المصري، لتخرج أول صورة لانتصار الطلبة والعمال في الإسماعيلية وتصدرت صحف العالم أنذاك.
كذلك خرج وفد من عمال شركة قناة السويس البحرية في مُظاهرة سلمية؛ تأيدًا لحكومة الوفد في قرار إلغاء المعاهدة.
وأصبح ذلك اليوم عطلة في جميع الأقسام ابتهاجًا بهذه المناسبة التي انتفض فيها الشعب ضد الإحتلال.
ونتيجة لأحداث 16 أكتوبر و زيادة قوة المواجهة ببن الفدائين و قوات بريطانيا العظمي.. لم يجد الإنجليز أمامهم سوي اقتحام منازل الأهالي بحثا عن السلاح و أذيع بيان من القيادة البريطانية بمنع التجول في مدينة الإسماعيلية من غرب الشمس حتي شروقها.
وفي صباح يوم17 أكتوبر وزعت القيادة البريطانية في منطقة القناة نشرة تطلب فيها مضاعفة الحراسة و المحافظة علي الذخائر و الأسلحة و حفظها في أماكن بعيدة عن أعين الفدائيين.
وكانت مدرسة البنات (صفية زغلول حاليا) لم تكن قد تم الإنتهاء من بنائها و تسليمها لوزارة المعارف فقامت القوات البريطانية باحتلالها و جعلت منها ثكنة عسكرية و مقرا لقيادة القوات الموجودة داخل الإسماعيلية.. كما حاصرت الدبابات و المدرعات البريطانية مدرسة الإسماعيلية الثانوية(السادات حاليا) مما دعا حكومة الوفد لوقف الدراسة بمدينة الإسماعيلية، فقام الأهالي بالهجرة لإلحاق أبنائهم بمدارس المحافظات المجاورة.
ويقع "النافي" في ميدان عرابي أو ميدان محطة سكة حديد الإسماعيلية وكان يطلق عليه قديمًا ميدان الملكة نازلي، بعد حفر قناة السويس وبعد ثورة ٥٢ ثم تغير اسمه إلى ميدان عرابي.
وكلمة نافي تعني البحرية، حيث كان جنود البحرية الملكية البريطانية في قاعدة قناة السويس يتوافدون على المكان هم وعائلاتهم للتسوق والترفية، وكانت هذه المنشأة ضخمة وتضم العشرات من المحال التجارية والترفيهية التي يباع فيها كل شيء من الاحتياجات اليومية للجنود الإنجليز وكانت تحتوي على بار وكافيتيريا.
وتحتفل محافظة الإسماعيلية اليوم الأحد 16 أكتوبر بعيدها القوميِّ الذي يحمل في أعماقه عدة دلالات عاشها أبناء المحافظة وانتقلت إلى سائر المحافظات؛ رفضًا وغضبًا من الاحتلال البريطانيِّ.