"قلب واحد".. 50 عاما علي العلاقات المصرية الإماراتية.. سياسيون: الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون المشترك في الملفات العربية.. والبلدين يمثلان حائط صد قوي ضد الجماعات الإرهابية
تحتفل مصر والإمارات بمرور 50 عاما على تاريخ العلاقات بينهما، التي تعد علاقات عميقة الجذور قائمة على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، حيث يحظى البلدان بحضور ومكانة دولية، خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة.
وترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اجتماع مجلس الوزراء في قصر الوطن في أبوظبي، وقال: "استعرضنا 50 عاماً من العلاقات الإماراتية المصرية المتميزة والمستقرة، والتي يرعاها أخي رئيس الدولة والرئيس المصري".
ومضى قائلا: "ووجهنا بتنظيم احتفاليات خاصة احتفاءً وترسيخاً لهذه العلاقات الأخوية العربية الاستثنائية الممتدة عبر 50 عاماً.. حفظ الله الإمارات ومصر"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
من جانبه قال الكاتب الصحفي جمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، تعليقا على علاقات الأخوة والشراكة بين مصر والإمارات، منذ أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة مصر في النصف الثاني من العام 2014، كان حريصاً كل الحرص على توطيد وتعميق الشراكة مع شقيقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فالعلاقة بين القيادتين باتت نقطة انطلاق للعلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين لتؤكد الإرادة السياسية بينهما نحو تعزيز وتعميق العلاقات سواء على المستوى الثنائي أم التنسيق المشترك، حيال القضايا العربية والشرق أوسطية والدولية كافة.
وأشار الكشكي، في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز" الي أن صفحات التاريخ مليئة بالعناوين الوطنية التي تضيء أمامنا المستقبل، انطلاقاً من ثوابت مشتركة بين البلدين، عبر نصف قرن مضى، فالدولتان تفضلان الحلول السياسية والسلمية بعيداً عن اللغات الخشنة القائمة على الابتزاز والتهديد في حل الصراعات الإقليمية والدولية، ويشكل الصوت المصري- الإماراتي صوت العقل والحكمة في الشرق الأوسط، في ظل تداعي الكثيرين نحو الحلول العسكرية ودعم المتطرفين والإرهابيين، فإيمان البلدين بالسياسة والدبلوماسية وطاولة النقاش والتفاوض أمر واضح للجميع في المنطقة وخارجها.
وأكد رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، أن البلدين يمثلان حائط صد قوياً ضد الجماعات الإرهابية والفكر المتشدد، فكلاهما يؤمنان بأن الإرهاب العابر للحدود يحتاج أيضاً إلى تعاون عابر للحدود بين الدول، كما أن الدولتين تؤمنان بحتمية العمل العربي المشترك، وضرورة أن تقف الدول العربية بجانب بعضها البعض، لمواجهة التحديات القائمة أوالمستحدثة.
وقال الدكتور طارق فهمي، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العلاقات المصرية الإماراتية متميزة وتقوم علي التفاهم المشترك بين أبو ظبي والقاهرة وهي علاقات متعددة جزء منها سياسي وعسكري واستراتيجي وهناك تطبق في كثير من المجالات بعد مرور 50 عاما من العلاقات نستطيع أن نضع لها معالم محددة بدعم الامارات لمصر اقتصاديا منذ ثورة 30 يونيو بجانب التوافقات في الملفات العربية.
وأشار فهمي، في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز" الي ان حجم الاستثمار العربية في مصر كبير ومقدر ويأتي في إطار حرص البلدين علي مستوي العلاقة بين البلدين وهي نموذج للعلاقات العربية بجانب حرص القاهرة علي الانفتاح لكافة المصادر الخليجية بما يمكن بتطوير وتنمية العلاقات في المستوي الكبير.
وأكد استاذ العلوم السياسية، إن العلاقات ستشهد المزيد من التعاون المشترك في الملفات العربية منها ملفات سوريا وليبيا وأمن الخليج بالإضافة إلى تنمية العلاقات المصرية العسكرية والثنائية والإستراتيجية من خلال التدريبات العسكرية المشتركة وأيضا النفوذ المشتركة بين مصر والإمارات ومنها منطقة شرق المتوسط.
وأوضح فهمي، نحن أمام نموذج جيد للعلاقات وبعد مرور 50 عاما على العلاقات منذ عهد الشيخ زايد والعلاقات جيدة ومصر حاضرة بقوة في قلب الخليج، وتسعي مصر لتطوير علاقتها مع الأشقاء في منطقة الخليج العربي سواء كان في السعودية والعراق والإمارات والكويت وسلطنة عمان وترسم مصر مقاربة جديدة لتنمية علاقتها مع الأشقاء في منطقة الخليج العربي.
وأشار إلى أن مصر قامت بالعديد من المناورات والتدريبات مع دولة الإمارات والسعودية والبحرين فالحضور المصري في إطار العلاقات مع دول الخليج والإمارات يقوم علي فكرة العلاقات المشتركة والعلاقات المتبادلة.
وفي سياق متصل صرح النائب محمد البدري، عضو مجلس الشيوخ، إن العلاقات بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تاريخية واستراتيجية وشهدت الفترة الماضية العديد من الاستثمارات الإماراتية في مصر في كافة المجالات ،فكل هذا يأتي في إطار حرص الإمارات على تعزيز أطر التعاون الاستراتيجي بين البلدين على مختلف الأصعدة.
وأشار البدري، في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز" أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون بين القاهرة وأبو ظبى فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها بما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين متميزة وتعد نموذجًا يجب أن يسود بين جميع الدول العربية.
وأكد عضو مجلس الشيوخ، علي أن الإمارات دائما تقف بجانب مصر في كافة الأزمات وتقدم لها كافة الدعم والمساعدة فكل هذا يصب في صالح دعم العلاقات الثنائية والأخوية المشتركة بين مصر والإمارات، وتميزت العلاقات المصرية الإماراتية منذ نشأتها بالخصوصية والاحترام المتبادل، لا سيما تحت مظلة أواصر الصداقة التي تربط بين قادة البلدين.
وأكدت الدكتورة جيهان مديح رئيس حزب مصر أكتوبر، أن العلاقات المصرية الإماراتية هى نموذج للعلاقات التى نسجتها روابط الأخوة بين البلدين قيادة وشعبا، انعكس صداها وأثرها فى مختلف المجالات، وشعار احتفالية هذا العام لمرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية هو " مصر والإمارات قلب واحد" وهى رسالة محبة واعتزاز لعلاقات التعاون والشراكة التى سبقتها روابط الأخوة بين الأشقاء.
وأضافت مديح، في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز" أن احتفالية مرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية المزمع إقامتها فى الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجارى وتضم الكثير من الفعاليات بحضور 1800 شخصية من كبار المسئولين والوزراء ورجال الأعمال والمثقفين والمبدعين، يعكس عمق العلاقات و المحبة والقيم المشتركة والمتبادلة بين البلدين على المستوى الشعبى والحكومى .
وأوضحت رئيس حزب مصر أكتوبر، أن علاقات البلدين تعود إلى ما قبل إعلان الاتحاد فى عام 1971 بين الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك إيمانا بالدور المحورى لمصر على الصعيد الأقليمى ومكانتها ودورها الرائد، واستمرت هذه العلاقات وازدهرت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ تولية الحكم، مع الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، فمصر حريصة على استمرار الشراكة الاقتصادية وفتح أفاقا جديدة للاستثمار بين البلدين.