مصر والإمارات قلب واحد.. خبراء: العلاقات المصرية الإماراتية تاريخية قائمة على المصالح المشتركة.. والإمارات تحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية والأجنبية المستثمرة في مصر

تحتفل مصر والإمارات بمرور 50 عاما على تاريخ العلاقات بينهما، التي تعد علاقات عميقة الجذور قائمة على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، حيث يحظى البلدان بحضور ومكانة دولية، خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة.

 ويسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووصيته التي قال فيها: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم، إنّ مصر بالنسبة إلى العرب هي القلب، وإذا توقف القلب، فلن تكتب للعرب الحياة"، حسبما أوردت صحيفة العين الإخبارية في تقرير لها في هذه المناسبة.

وتعد دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر والثالثة عالمياً على الصعيد العالمي، برصيد استثمارات تراكمي يزيد عن 28 مليار دولار أمريكي (102 مليار درهم)، منها استثمارات مباشرة بقيمة 9 مليار دولار ، وبعدد أكثر من 1300 شركة إماراتية في مصر ضمن مشاريع واستثمارات تشمل مختلف قطاعات الجملة والتجزئة، والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية، والقطاع المالي وأنشطة التأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعقارات والبناء، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائي، فيما تستثمر الشركات المصرية أكثر من 4 مليارات درهم في الإمارات  (ما يعادل نحو 1.1 مليار دولار)، وتشمل مشاريعها كذلك القطاع العقاري والمالي والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة.

من جانبه قال الدكتور حامد فارس، خبير الشئون العربية، إن العلاقات المصرية الإماراتية هي علاقات نموذجية بامتياز في ظل ما يربط البلدين من أواصر تاريخية عميقة تعكس وجود ارادة سياسية مشتركة لجعل هذه العلاقات في أبهى صورها في ظل التطابق في المواقف بين البلدين سواء على المستوى العربي أو الدولي وأيضا السياسية الثابتة والواضحة القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة التي تكون دائما على أفضل المستويات وتتطور بمعدل غير مسبوق.

وأشار فارس، في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز" الي أن مصر ومنذ انشاء اتحاد الامارات العربية المتحدة عام 1971 بقيادة الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله كانت من أوائل الدول التي أيدت ودعمت وحده أراضي الامارات سواء على المستوى الدولي أو الاقليمي باعتبار الامارات هي أضافه كبيرة للامة العربية وحجر الزاوية للحفاظ على الامن القومي العربي فكل هذه المعطيات السابقة انعكست ايجابيا على مختلف جوانب العلاقات سياسياً واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا في اطار تحقيق الاهداف المشتركه لكلا البلديين القائمة على المصالح الاستراتيجية المشتركه.

وأضاف خبير الشئون العربية، أن أهم هذه الاهداف السعي لوحده الصف العربي وتعزيز وتعظيم العمل العربي المشترك وهو ما جعل الامارات تحتل المرتبة الاولى بين الدول العربية والأجنبية المستثمرة في مصر. وبعد أيام قليله تحتفل حكومة مصر والامارات بمرور 50 عاما على تاسيس على العلاقات المصريه الاماراتيه وهذا له دلالة واضحة على عمق ومتانه على العلاقات المصرية الإماراتية باعتبارهما ركائز رئيسيه للحفاظ على الامن القومي العربي وترسيخ لمبدأ تم ارساؤه على مدار العقود والاعوام الماضيه وهو أن مصر والامارات قلب واحد.

وأكد محمد خالد، الصحفي بجريدة البيان الاماراتية، إن العلاقات المصرية الإماراتية تشكل نموذجاً إيجابيا فريداً للعلاقات العربية، المبنية على أسس صلبة من التوافقات حول الرؤى والأهداف المشتركة نحو إرساء الأمن والاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة.

وأشار خالد، في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز" الي أن وسائل الإعلام تلعب في كل من البلدين دوراً رئيسياً في تأكيد تلك التوجهات، ومساندة القضايا المشتركة ونشر الوعي، ذلك بما تتمتع به من إمكانات مختلفة، وانطلاقا من المكانة التي يحظى بها إعلام البلدين، وما يمتلكه من خبرات طويلة، وفي ضوء التنسيق المشترك وتبادل الخبرات.

وأوضح محمد خالد، أنه على مدى نصف قرن من العلاقات الثنائية المتميزة، برز دور الإعلام في مصر والإمارات في دعم القضايا الخاصة بكل بلد، الإعلام المصري بعراقته ومؤسساته وخبراته الطويلة، ونظيره الإماراتي الذي شهد طفرة قوية خلال العقود الماضية حتى صار علامة فارقة في المشهد الإعلامي العربي عموماً.

وتابع: أن دولة الإمارات استفادت من الخبرات المصرية في الصحافة والإعلام، وتمكنت من البناء عليها بما لديها من إمكانات وفكر متطور ووسائل تكنولوجية حديثة، لتصبح الإمارات ركنا أساسيا في الإعلام العربي، وتصبح منصة مهمة لتشجيع الإبداع، عبر عديد من الأدوات؛ من بينها علي سبيل المثال منتدى وجائزة الإعلام العربي التي صارت مناسبة سنوية متجددة ينتظرها الإعلاميون العرب في كل مكان.

وأكد الصحفي بجريدة البيان الاماراتية، علي أن نصف قرن شهد تطورات فاصلة، بدءا من حرب أكتوبر المجيدة وغزو الكويت، وصولا إلي أحداث ما يسمي بالربيع العربي، مرورا بجملة من المتغيرات التي ظلت أمامها تلك العلاقات صلبة ومتينة تشكل ركيزة أساسية للاستقرار.

وأشار إلي أن، الدور الإعلامي ظهر في محطات رئيسية، فلا يخفى علي سبيل المثال لا الحصر - تعامل الإعلام الإماراتي مع التطورات التي شهدتها مصر في أعقاب 25 يناير 2011 وكيف ساند تطلعات المصريين ونضالهم ضد التطرف والإرهاب، وقد لعب - جنبا إلي جنب رفقة الإعلام المصري - دورا توعويا واسعا في سياق المواجهات الفكرية مع الأفكار الظلامية وفضح معتقداتها المشوهة وتفنيد حججها.