كل ما تريد معرفته عن تبريد الملاعب المستضيفة لمباريات كأس العالم
سيقام بطولة كأس العالم 2022 التي تنطلق في قطر يوم 20 نوفمبر الجاري على 8 استادات، سبعة منها بُنيت خصيصاً للحدث المقام مرّة كل أربع سنوات، بالاضافة الى استاد خليفة الدولي الذي أعيد تجديده، وأكبرها استاد لوسيل الذي يستضيف النهائي.
كل ما تريد معرفته عن تبريد الملاعب المستضيفة لمباريات كأس العالم
وذكر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أنه مع الابتكار والاستدامة في قلب الاستعدادات لبطولة كأس العالم تعد تقنية التبريد واحدة من قصص النجاح الرئيسية للبطولة. وكان استاد خليفة الدولي أول الاستادات التي شهدت تشغيل نظام التبريد الجديد خلال افتتاحه في مايو 2017، ثم جرى تضمين التقنية المبتكرة في بناء ستة استادات أخرى، إلى جانب استخدامها في تبريد مجموعة من المرافق في أنحاء البلاد.
مع إقامة بطولة كأس العالم في قطر في شهري نوفمبر ديسمبر سيكون استخدام أنظمة التبريد محدودة، حيث تقدر درجات الحرارة الخارجية بما يتراوح بين 18 و 24 درجة مئوية. ومع ذلك، ستسمح هذه التكنولوجيا بإقامة الأحداث الرياضية على مدار العام، بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى.
وتأتي التقنية المتطورة الموفرة للطاقة ثمرة لعلاقة وثيقة بين اللجنة العليا للمشاريع والإرث وجامعة قطر، حيث نجح فريق من كلية الهندسة بالجامعة بقيادة أستاذ الهندسة الدكتور سعود عبد الغني في ابتكار تقنية التبريد، بعد إعلان فوز قطر بحق استضافة كأس العالم .
وقال الدكتور سعود عبد الغني مهندس تقنية تبريد استادات كأس العالم، أن دراسته لنيل درجة الدكتوراه تناولت تكييف الهواء في السيارة، ومنها انطلق في مشروعه لابتكار نظام تبريد يعمل على نطاق أوسع مصمم خصيصاً لاستادات البطولة.
ويعتمد تبريد استاد الجنوب على تقنية توزيع الهواء، حيث يجري سحب بعض الهواء المبرّد من قبل، ليعاد تبريده مرة أخرى ثم تنقيته، قبل دفعه مجدداً إلى المشجعين واللاعبين في الاستاد، عبر فوهات في جوانب أرضية الاستاد، وأسفل مقاعده.
وأوضح عبد الغني أن جميع استادات البطولة جرى تزويدها بالتقنية المتطورة باستثناء وحيد لاستاد 974 الذي يمكن تفكيكه بالكامل، ويمتاز بتهوية طبيعية نظراً لإطلالته على مياه الخليج العربي. وتختلف آلية عمل تقنية التبريد في الاستادات السبعة عن بعضها البعض وفقاً لتصميم كل استاد، حيث جرى تعديها بما يتلاءم مع المواصفات الخاصة بالتصميم والمزايا الفريدة التي يتصف بها.
وأضاف: "تُستخدم الطاقة الشمسية في توليد الطاقة اللازمة لتبريد الهواء، ثم دفع الهواء البارد إلى داخل الاستاد، ثم سحب الهواء المبرّد من قبل، ليعاد تبريده مرة أخرى ثم تنقيته، قبل دفعه مجدداً في اتجاه المشجعين واللاعبين، عبر فوهات في جوانب أرضية الاستاد، وأسفل مقاعد الجمهور. كما تستخدم أنظمة العزل والتبريد الذي يستهدف نقاط محددة في الاستاد، لجعل التقنية صديقة للبيئة قدر الإمكان.
وتابع الدكتور عبد الغني: "نعني بتبريد نقاط محددة استهداف المناطق التي يتواجد فيها الأفراد فقط، مثل أرضية الملعب والمدرجات. ويتميز كل استاد بهيكل أشبه ما يكون بحاجز يضم في داخله فقاعة باردة. وتعمل تقنية تدوير الهواء على تبريد الهواء وتنقيته ومن ثم دفعه نحو اللاعبين والمشجعين. ويجري تبريد كل استاد للوصول إلى درجة حرارة تبلغ حوالي 20 درجة مئوية، مع تبريد في مواضع محددة يعزز التزامنا بالاستدامة والمحافظة على البيئة".
وفي ضوء عدم إصدار براءة اختراع لحماية حقوق ابتكار التقنية؛ يمكن الاستفادة من تصميمها وتعديلها بما يناسب مختلف احتياجات قطاع الأعمال والدول وتطوير نظم تبريد مماثلة في أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، أضاف مبتكر تقنية التبريد: "تشكل هذه التقنية نقلة نوعية من شأنها إحداث تغيير ملموس في الدول ذات الطقس الحار، ولهذا السبب حرصنا على إتاحتها للجميع لتحقيق الفائدة العامة بدون أن يترتب على ذلك أي كلفة. وأشعر بالاعتزاز لابتكار هذه التقنية في قطر والتي يمكن تكييفها وتعديلها وفقاً لاحتياجات قطاع الأعمال والدول من حول العالم، وتعد إحدى الإنجازات الهامة التي تفخر قطر بتقديمها إلى العالم".
وتستخدم التقنية التي ابتكرها الدكتور عبد الغني في أنظمة تبريد مماثلة في عدد من الأماكن في قطر، بما فيها كتارا بلازا، ومزرعة في منطقة الخور لإنتاج الخضروات والفاكهة للاستهلاك المحلي.
كما يشعر الدكتور سعود بالفخر بتنفيذ أنظمة تبريد مماثلة في أماكن أخرى، بما في ذلك ساحة تسوق في كتارا ومزرعة في الخور تزرع الفاكهة والخضروات للمستهلكين المحليين، وقال: "استخدمنا نظم التبريد القائمة على هذه التقنية في المزارع في قطر، وتمكّنا من تطوير طرق تبريد موفرة للطاقة لزراعة المحاصيل خلال أشهر الصيف، ما يعود بفائدة كبيرة على أفراد المجتمع".
واختتم مهندس تقنية تبريد استادات كأس العالم: "شكّل تحفيز الابتكار القائم على التكنولوجيا أحد الوعود التي التزمت بها قطر، وبذلت في سبيل تحقيقها جهوداً هائلة ضمن الاستعدادات لاستضافة البطولة، ونشهد حالياً تقنية التبريد المستخدمة في الاستادات وفي العديد من المرافق والمناطق في أنحاء الدولة. وأتطلع إلى المرحلة المقبلة التي يجري فيها تطوير هذه التقنية لإفادة المجتمعات الأخرى حول العالم."