عم "رضوان" بائع بطاطا متجول بسوهاج: نفسي في وظيفة لابني وأموت مستور
في كل صباح يستيقظ العم "رضوان" تاركًا على الله همومه، مقبلًا على يومه بعمل حي، مستعينًا بالله على قضاء حوائجه، يمضي في شوارع مدينة سوهاج يبيع البطاطا للمشتري والسائل دون مال، قائلًا "اللي فيها لله مبتغرقش يا بنتي".
وصل العم "رضوان" من العمر ما يكفي ليجعله زاهدًا في حياته، لا يتعدي مطلبه سوا العيش الكريم والموت مستورًا، يسعي للكسب الحلال من خلال عربة شوي البطاطا التي يعرفها كل سكان منطقة الشهيد بمدينة سوهاج، به من الآلام الكثير الذي يجعله يهرب من منزله بالعمل في الشوارع.
ابني مات في حادثة والتاني عنده إعاقة
يجلس العم "رضوان" بجوار عربته على كرسي خشب، غير قادرًا على الوقوف وتظهر عليه علامات الشيخوخة والكبر، فضلًا عن علامات الحزن الشديد ونظرة الانكسار التي تسكن عينيه الزرقاوتين، يعامل الجميع ببشاشة رغم ضيق حاله وظروفه المأساوية.
استمع "مصر تايمز"، لحكاية صاحب العينين الزرقاوتين، الذي بدأ حديثه بالدعاء للمراسلة التي تقف أمامه، قائلًا: "الله يرضي عليكي يا بنتي ويرزقك الزوج الصالح، أنا حكايتي بدأت من 30 سنة لما كنت موظف في الوحدة المحلية لحي شرق، الحياة صعبة وأنا عندي 8 عيال، قررت أشتغل على عربة بطاطا متجول في الشوارع عشان اربي ولادي، وضهري اتكسر لما ابني مات في حادثة والتاني بقي عنده إعاقة".
نور عيوني راح ونفسي أموت مستور
ودمعت العينين الزرقاوتين فجأة محاولًا صاحبهما إخفاء ما بهما، لتزرف دمعة تحمل كل مشاعر الآسي والحزن، ويستكمل حديثه: "نور عيني راح في الحادثة، كبرت وربيت عيالي أخدوا الدبلوم قولت الولد الكبير يساعدني بعد ما خلص تعليم عمل حادثة عربية مات هو وصاحبه، نور عين من عيوني راحت لما سمعت خبره، قولت عندي أربعة غيره ربنا يبارك فيهم الناس حسدتهم، الواد الصغير لما عرف بحادثة أخوه حصله إعاقة بصرية مبقاش يشوف واضطر يلبس نضارة، دا غير أنه عور أيده في الشغل، دي عيني التانية اللي راحت".
وتمنى هم "رضوان"، أن يموت مستورا: "اتبهدلت في الدنيا وشوفت كتير مش عاوز أشوف اكتر، لو ليا أمنية أنا نفسي في وظيفة لابني واموت مستور، قلبي اتكسر في الدنيا وعاوز ربنا يقر عيني باللي عايشين".