2.45 مليون حضروا مباريات الدور الأول بكأس العالم
حققت النسخة الأولى من بطولة كأس العالم التي تقام في الشرق الأوسط لأول مرة وبقطر علي وجه التحديد أرقاماً ووقائع بارزة، بدءاً بعدد الحضور الذي وصل إلى 2.45 مليون مشجع، أي ما يصل إلى 96% من سعة الملاعب، والذي تخطى أرقام النسخة الماضية من البطولة التي وصلت 2.17 مليون. واستضاف استاد لوسيل العدد الأكبر من الجماهير في تاريخ البطولة منذ نسخة 1994، وقد وصل هذا العدد إلى 88،966 مشجعاً في مباراة الأرجنتين والمكسيك.
عكست بطولة كأس العالم الصورة الجميلة للتنافسية في كرة القدم
وعلى أرض الملعب أيضاً، عكست بطولة كأس العالم الصورة الجميلة للتنافسية في كرة القدم، فللمرة الأولى، تتأهل منتخبات من جميع القارات إلى دور ثمن النهائي، ثلاثة منها تابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم أستراليا، اليابان وكوريا الشمالية، وهو رقم قياسي للاتحاد بعدما وصل منتخبان فقط في نسخة 2002 و2010. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ هذه المرة الثانية التي يتأهل بها منتخبان أفريقيان السنغال والمغرب إلى دور الـ 16، بعد المرة الأولى في نسخة 2014.
ونستكمل كتابة التاريخ مع الحكمة الفرنسية ستيفاني فرابار، التي لم تكن المرأة الأولى التي تتولى التحكيم في بطولة كأس العالم فحسب، بل شكّلت إلى جانب نوزا باك وكارن دياز، الثلاثي النسائي الأول الذي يتولى إدارة المباراة. كذلك سجّل البرتغالي كريستيانو رونالدو رقماً قياسياً جديداً في مباراته ضدّ غانا، وأصبح اللاعب الأول الذي يسجّل في خمس نسخ مختلفة من بطولة كأس العالم. وأيضاً سجّلت الكثير من المباريات أرقاماً قياسية من حيث عدد المشاهدات في بلادها، وأصبحت المواجهة بين إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية مباراة كرة القدم للرجال الأكثر مشاهدة على الشاشات الأمريكية.
وقال أرسين فينجر رئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية: "تظهر نتيجة دور المجموعات المدى الذي وصلت إليه الدول للحصول على ما يلزم لتصبح قادرة على التنافس بأعلى المستويات. وهذا يعود إلى التحضير بشكل أفضل وتحليل المنافسين، ما يعكس القدرة على الوصول إلى التكنولوجيا بصورة متساوية، وهو ما يتماشى مع جهود فيفا لتحسين التنافسية في كرة القدم على الصعيد العالمي."
وفي إتجاه مهرجان المشجعين ، حظي ال الزائر رقم مليون بحفاوة بالغة، وتزامن هذا الإنجاز مع اختتام دور المجموعات، وإضافة إلى باقي الأماكن الرسمية للبطولة، استطاع كورنيش الدوحة أن يستقطب لوحده أكثر من مليوني زائر منذ انطلاق أكبر حدث كروي في العالم، وأصبح سوق واقف التقليدي وجهة لا تفوِّتها الجماهير الحاضرة من جميع أنحاء العالم.
ومن الأرقام المسجلة شدة صوت مشجعي أوروجواي وجمهورية كوريا، إذ بلغت هتافاتهم 131 ديسيبل في مباراتهم على استاد المدينة التعليمية، وهو صوت يضاهي ضجيج حفلة حية لموسيقى الروك.
وأثبتت كأس العالم الأكثر تقاربا بين استاداتها منذ النسخة الافتتاحية سنة 1930 نجاعتها في خدمة المشجعين والمنتخبات وممثلي وسائل الإعلام، إذ يمكن لكل الحاضرين الجمع بين التمتع بالمباريات والعديد من النشاطات الترفيهية يوميا، بينما جرت باقي العمليات بسلاسة كبيرة خلال دور المجموعات، واستطاع مترو الدوحة وشبكة ترام الوسيل أن يقدِّما خلال الـ 12 يوما الأولى 8.38 مليون رحلة، واستقبلا خلالها حوالي 707.32 راكبا يوميا.
وقال كولين سميث مدير العمليات بكأس العالم: "إننا نشهد أياما رائعة في كأس العالم هذه بأرقامها الرائدة ولحظاتها الخالدة داخل وخارج استادات البطولة، كما نرى تمتع المشجعين بأوقات مذهلة في الدوحة، ومتابعة العالم بأسره لمجريات المباريات بحماس أمام شاشات التلفزيون ليشهد هو الآخر الأرقام القياسية التي تُسجّل كل يوم، وما اعتبره غيرنا تحديا، رأيناه فرصة، فهنا تستمتع المنتخبات ووسائل الإعلام والمشجعون بمزيد من المباريات والمهرجانات والمرح بعد أن ساهمت الطبيعة المدمجة للمدينة في تدفق الزوار بشكل مريح من خلال البنية التحتية الحديثة والخطط التشغيلية الشاملة".
وأضاف كولين: "إننا نتابع كل التطورات عن كثب مع البلد المضيف، ونراقب باستمرار ما قد ينشأ من مواقف لنتعامل معها بسرعة وفعالية، ولحد الساعة تتكلم الأرقام المُحقَّقَة عن نفسها، كما أن لسان حال المشجعين واحتفالاتهم البهيجة والآمنة طيلة دور المجموعات خير دليل على أننا في الطريق الصواب لتحقيق نجاح مبهر وكأس عالم لا تنسى".
فيما قال ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لشراكة كأس العالم: "رأينا بهجة الجماهير التي زارتنا في قطر وهي تتمتع بالأجواء الاحتفالية، كما كان التبادل الثقافي من خلال كرة القدم ممتعا للجميع، ونتطلع الآن إلى إثارة دور خروج المغلوب وسعة الترحيب بآلاف المشجعين الوافدين من مختلف أنحاء العالم لمناصرة أفضل منتخباتهم وهي تسعى إلى المباراة النهائية على أرضية استاد لوسيل في 18 ديسمبر".