في الذكرى الـ 23 لرحيله.. أسرار وكواليس في حياة شرير الشاشة الظريف "توفيق الدقن" عاش بشهادة أخيه وساعد والده على المعيشة.. وبدأ مع فريد شوقي وكون صداقة مع المليجي.. هاجمه كشك ورفضه العقاد
الخميس 26/نوفمبر/2020 - 11:29 م
تحل اليوم الذكري الـ 23 لرحيل الفنان توفيق الدقن، أحد علامات الفن المصري في السينما والمسرح وصاحب أشهر الإفيهات التي مازالت عالقة بأذهان المصريين، نظرا لخفة الظل والبساطة التي تمتع بها رغم اتقانه لتجسيد أدوار الشر.
توفيق أمين محمد أحمد الشيخ الدقن، وشهرته توفيق الدقن، ولد فى قرية هورين فى مركز بركة السبع فى محافظة المنوفية فى 3 مايو 1923.
نشأ في أسرة متدينة تتألف من 5 بنات و4 أولاد، ونال "الدقن" النصيب الأكبر من حبه والده بعد وفاة شقيقه الأكبر.
عاش بشهادة أخيه و حفظ القرآن
لم يستخرج له والده شهادة ميلاد، حيث عاش "الدقن" بشهادة ميلاد شقيقه الذي توفي صغيرًا.
جاء توفيق الدقن من قرية صغيرة بالمنوفية والتحق مثل باقي أطفال "الفلاحين" في مصر بكُتَّاب القرية لحفظ القرآن ثم حصل على الإبتدائية من مدرسة المساعى المشكورة، ثم حصل على الإعدادية والتوجيهية.
بعد مساعدة والده في المعيشة الصدفة تحوله من الكرة للسينما
أراد "الدقن" مساعدة والده على متاعب الحياة فعمل بالحسابات فى ورش السكة الحديد وكان الدقن يحب كرة القدم جدًا ولذلك لعب جناح أيسر فى فريق المنيا ولعب أيضًا بنادى السكة الحديد قبل أن تدفعه الصدفة للوقوف على خشبة المسرح أثناء إقامة أسرته فى المنيا، حيث كانت تعرض رواية على مسرح جمعية الشباب المسلم، وعندما تغيب خليل عبد العزيز لم تجد روحية خالد غير ان تمنح الدور للدقن، الذي برع فيه مما جعل روحية بإرشاده إلى زكي طليمات وعن طريقه إلتحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج منه عام 1951.
البداية مع "وحش الشاشة"
بدأ حياته الفنية عندما كان طالب فى المعهد وكان كمبارس وفى وأول عمل له قام بتجسيد دور فلاح صغير وبعدها اشترك فى فيلم ظهور الإسلام سنة 1951 مع فريد شوقي.
إلتحق بفرقة المسرح الحر بعدما تخرج لمدة 7 سنوات كما أنه اشتغل في فرقة إسماعيل ياسين من 1954 إلى 1956 وأيضًا إلتحق بالمسرح القومي من سنة 1958 الذي كان من ألمع نجومه وعمل به حتي وفاته.
نسي الكلام أمام المليجي
كانت بداية الدقن أمام الفنان محمود المليجى ومعرفته به كانت حينما طلب لأداء مشهد صغير أمامه استعد للمشهد واقام بعض البروفات قبل التصوير وعندما بدأ التصوير ألق نصف الحوار ولكن عندما نظرا إلى المليجي وجدا نظرات عينه سيطرت عليه فتوقف عن التمثيل واختفا كل ما كان فى ذهنه ولم يتذكر اى شيئ.
أكد الدقن أن المليجي شجعه وعلمه موضحًا أن ما تعلمه فى المعهد على مدار 4 سنوات تعلمه على يد المليجى فى ساعة واحدة فقط وقال أن العلاقه بينهم استمرت حتى أصبح المليجى بمثابة أخا كبيرا له وصديقا واستاذا يتعلم منه.
براعته فى الإذاعة
كانت انطلاقة الدقن فى الإذاعة مع المخرج يوسف الحطاب الذي اختاره لأداء دور سلطان فى مسلسل سماره وكان ذلك اشهر أدواره البداية ثم بعد ذلك قام بالإشتراك قى مسلسل بيت القلوب المحطمة عام 1955
هجوم الشيخ الكشك للدقن
قام الشيخ عبد الحميد كشك بمهاجمته فى إحدى خطبه وقال اللغه السيئة التى تجتاح الشارع اليوم والتى تودي في داهية اللغة بتاعة توفيق الدقن اللى بوظت العيال وفسدت الأخلاق مما ادى لصدمته وإزعاجه.
سر عدم اختياره لفيلم الرسالة
عندما بدأ المخرج العالمى مصطفى العقاد تقديم فيلم "الرسالة" رشح البعض توفيق الدقن للقيام بدور أبي لهب الإسلام منه لكنه رفض منحه هذا الدور مما أغضب الدقن فى ذلك الوقت لأنه كان يتمنى تقديم هذه الشخصية.
أهم أفلامه
"ظهور الإسلام - غرام بثينه - درب المهابيل - صراع في الميناء - ارض السلام بورسعيد - ابن حميد - ساحر النساء - هل اقتل زوجتي - امرأة رجل مهم عصابه الشيطان -الغفران -على باب الوزاره"
أهم مسرحياته
عيلة الدوغرى- بداية ونهاية - سكة السلامة- المحروسة - الفرافير - عفاريت مصر الجديدة - الفرافير - مشهد من الجسر - حسبة برما - الناس اللى تحت - خيال الظل - سليمان الحلبى - بير السلم- انتهى الدرس يا غبى - انتيجون (1958)-انا وهو وهى (1964).
إصابة الدقن بمرض السكر على المسرح
أصيب الدقن بمرض السكر بسبب تعرضه لموقف احزنه اثناء عرض مسرحية "الجسر" حيث قام أحد المشاهدين بكسر الصمت وقال ياعينى يا همبكة فأصابه الضيق وطلب غلق الستار وبكى لأنه فشل فى إقناع الجمهور بالشخصيه التي يؤديها.
مأساة الدقن بسبب أدوار الشر
تعرض توفيق الدقن لمواقف كثيرة في حياته بسبب نوعية الأدوار التي قام بها وأشتهر بها لتجسيده الأدوار بحرفية شديدة فكان البعض يبتعد عنه بسبب تلك الصفات الشريرة و زاد حزنه عندما اعتقدت والدته أن شخصية السكير النصاب البلطجي هى شخصيته الحقيقية وغضبت عليه وتعب فى إقناعها بأن هذه ليست شخصيته بل هى شخصيته أثناء التمثيل.
شارك فى تقديم أعمال دون المستوى وهو غير راض عن كثير منها لكنه كان مضطرا للعيش، لأن أجره فى مسرح الدولة كان 50 جنيها غير الضرائب والاستقطاعات، وأمه يمتلك أسرة مكونة من 3 أطفال لذلك أصبح يسعى بين استديوهات التليفزيون والسينما والإذاعة وكواليس المسرح لتسديد فواتير الأكل والشرب والدواء وإيجار البيت وغيره.
جوائز الدقن
حصد الدقن العديد من الجوائز منها وسام العلوم والفنون للطبقة الأولى سنة 1956 من الرئيس جمال عبد الناصر ووسام الاستحقاق ودرع المسرح القومي وجائزة اتحاد الإذاعة والتليفزيون وجائزة كتاب ونقاد السينما وجمعية الفيلم وشهادة الجدارة في عيد الفن سنة 1978 من الرئيس السادات الى أن توفي مثل اليوم 26 نوفمبر 1988.
وصيه الدقن لإبنه
اخر وصايا شرير الشاشة الظريف قال ابنه:" قال لنا قبل وفاته :"لما أموت ادفنونى وحطوا على قبرى وردة حمراء، وكل واحد يروح يشوف شغله، فالدنيا لا تقف على شخص، وكان على يقين بأنه ذاهب إلى مكان أفضل، وأنه أدى رسالته، وسيُجازى خيرًا عما قدّم".