نجلاء فتحي.. آخر سندريلا للسينما المصرية
نجلاء فتحي.. آخر سندريلا للسينما المصرية اختار اسمها العندليب وأحبها الدونجوان وأصبحت المرأة الحديدية وغيرت إسمها بسبب زهرة العلا
فاطمة الزهراء فتحي مواليد الفيوم 21 ديسمبر 1950.. أكتشفها المنتج عدلي المولد ليقدمها للعندليب عبد الحليم حافظ الذي تربطه بها علاقة قرابة وصداقة ويتحمس لها العندليب ويتفق معها علي الاشتراك مع نادية لطفي في فيلمه الاخير "أبي فوق الشجرة" ولكنها قد تعاقدت مع رمسيس نجيب علي بطولة ثلاثة أفلام مما أثار غضب عبد الحليم حافظ وسحب منها الفيلم .
هذا وقد أختار عبد الحليم حافظ إسمها الفني بعد ما كان هناك إجماع علي ألا تظهر بإسم زهرة بسبب وجود الفنانة الكبيرة زهرة العلا.
رمسيس نجيب عندما رأها عمل لها تيست كاميرا عبارة عن مشهد فتاة يترك لها حبيبها جواب لينهي فيه علاقة حبهما، وقال لها رمسيس نجيب "وريني هتتصرفي إزاي" فاندمجت نجلاء فتحي وأخذت الورقة ومزقتها تحت قدميها في مشهد أثار دهشة الجميع فصفق لها رمسيس نجيب الذي لم يتوقع منها رد فعلها التمثيلي وتبناها رمسيس نجيب تبني كاملاً، استعان بالفنان الكبير عبد الوارث عسر ليتقنها اللغة العربية السليمة، وأتي بمدرسين لها في اللغة الإنجليزية و الفرنسية، إلي جانب اهتمامه بملابسها وميكاجيها وطعامها ونومها حتي أصدقائها كان حريص علي اختيارهم لها، فلم يكن مجرد منتج بل كان أب وكان هذا دأبه مع كل من يقدمه من نجوم و نجمات .
قدم مع نجلاء فتحي أكثر من نصف أفلامها من أهم هذه الأفلام: "حب و كبرياء" و "لا يامن كنت حبيبي" و "البنات لازم تتجوز" و"أجمل ايام حياتي" و"جنون الحب" و"قمر الزمان" و"سنة أولي حب" و "سونيا والمجنون" و "أبو ربيع" و "موعد مع الحبيب" .
كانت في فترة السبعينيات تعيد أفلام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وكانت هذه الافلام تنجح عكس ما كان متوقع حتي أن الكثير من النقاد والمخرجين قالوا عنها فاتن حمامة السبعينيات.
قدمت ثنائي فني مع النجم محمود ياسين من أميز ثنائيات الرومانسية في فترة السبعينيات أثمر علي 25 فيلم من اهمهم { الوفاء العظيم } و { بدور } و { حب أحلي من الحب } و { الشيطان إمرأة } و { الشريدة } و { أختي } و { وتمضي الاحزان } و { أنف و ثلاث عيون } وتم تكريمهما معا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كأفضل ثنائي فني رومانسي في السينما المصرية
كانت علاقة نجلاء فتحي بالدونجوان رشدي اباظه علاقة من نوع خاص فكان لها بمثابة الاب و الاستاذ و لكن قلب رشدي اباظه مال ناحيتها بل و أحبها لدرجة انه كان يقبل اي عمل معها دون أن يهتم بمساحة الدور أو وضع إسمه علي الأفيش أو الأجر وهو ما لا يفعله مع غيرها اطلاقا، وعمل معها 15 فيلماً من اهمهم { صراع المحترفين } و { روعة الحب } و { القاضي و الجلاد } و { م البيت للمدرسة } و { المتعة و العذاب } وكان آخر أفلامه معها فيلم { الأقوياء } الذي مات في نصفه و لم يكمل تصويره .
وتذكر النجمة نجلاء فتحي في مذكراتها التي نشرت في مجلة الكواكب منذ ما يقرب من عشرين عاماً ان رشدي اباظه قال لها عندما اشتركوا معا في ثالث افلامهما { روعة الحب } { بكرة أسمك يبقي قبل اسمي } وقد كان فلم يغضب و لم يثور عند وضع اسم نجلاء فتحي قبل اسمه في باقي الافلام التي اشتركوا فيها معا .
اشتركت نجلاء فتحي مع كبار نجوم الشاشة و مخرجيها و تميزت بموهبتها بالتلقائية و العفوية و المرح فقدمت ثنائي مع نور الشريف في افلام { المرايا } و { دمي و دموعي و ابتسامي } و { ثم تشرق الشمس } ومع حسين فهمي في افلام { وداعاً للعذاب } و { لا وقت للدموع } و { عاشق الروح } ومع محمود عبد العزيز في افلام { اقوي من الايام } و { حب لا يري الشمس } و { انا في عينيه } ومع احمد زكي
ارتبطت به ارتباطاً فنيا في افلام { إسكندرية ليه } و { احلام هند و كاميليا } وارتبطت به عاطفياً فقد كان هناك مشروع زواج بينهما و لم يتم و احتفظا الاثنين بالصداقة
تعاونت مع الزعيم في اكثر من عمل ولكن دون أن يجمعهما فيلماً كبطل و بطلة لعل اهم فيلم جمعهما فيلم { صابرين } عام 1977
تعاونت نجلاء فتحي مع كبار مخرجين الشاشة يوسف شاهين و صلاح ابو سيف و كمال الشيخ و بركات و حسن الامام و عاطف سالم و نيازي مصطفى و حسام الدين مصطفى و اشرف فهمي و حسين كمال جاءت فترة الثمانينات و غيرت نجلاء فتحي من جلدها الفني تماماً علي عكس بنات جيلها التي لم يفعلن ما فعلته نجلاء فتحي فابتعدت عن الرومانسية و اتجهت للواقعية
فهي أول فنانة تتحمس للإخراج النسائي فقدمت إيناس الدغيدي في اولي افلامها { عفواً أيها القانون } عام 1984 في سابقة لم تحدث من قبل بل و قالت للمنتج { متنازلة عن اجري بعد نجاح الفيلم } حتي يثق المنتج في مخرجة و قد كان نجح الفيلم و نجحت نجلاء فتحي في دورا جديدا مختلفاً و نجحت ايناس الدغيدي والذي يعد هذا الفيلم من اهم افلامها علي الاطلاق نظراً لأهميته القصوي
ويقال ان هذا الفيلم ساهم بشكل كبير في تعديل بعض قوانين الاحوال الشخصية للمرأة
ثم كان التغيير الاكبر من خلال فيلم { المرأة الحديدية } عام 1986 والتي تخلت فيه عن انوثتها و رومانسبتها تماما لكي تصير بطلة كاراتيه
وكان هذا الفيلم لنجاحه اثر كبير في موجة سينمائية جديدة لبطلات افلام اكشن مثل سماح أنور
احلام هند و كاميليا
الفيلم الذي راينا فيه نجلاء فتحي الرومانسية خادمة تتطلع لحياة الرفاهية و لكن الحياة لم تستجب لها
حصلت علي عشر جوائز في هذا الفيلم و تم تصنيفه واحدا من ضمن افضل 100 فيلم سينمائي
اتجهت للانتاج
انتجت فيلماً واحدا { سوبر ماركت } مع عادل ادهم و ممدوح عبد العليم
وحصلت فيه علي 7 جوائز و تم تصنيفه ايضاً ضمن افضل 100 فيلم سينمائي
لم تتنازل يوماً عن الفن الهادف الجيد و لم تعمل الا اعمالا ذات قيمة خاصة بعد فترة النضج الفني وتعد فترة الثمانينات انضج مراحلها الفنية علي الاطلاق
من هذه الافلام { الشريدة } و { غداً سأنتقم } و { مدافن مفروشة للإيجار } و { إشتباه }مع محمد منير و { ديسكو ديسكو } و { اللص } و { إحذروا هذه المرأة } و { لعدم كفاية الأدلة } و { تحت الصفر }
فلم تعد في كل هذه الافلام نجلاء فتحي برومانستها و رقتها بل تخطت كل هذا بكثير لنجدها
إمرأة مقهورة من زوجها في { لعدم كفاية الأدلة }
أو امراة تنتقم من زوجها في فيلم { غداً سأنتقم }
أو شريرة في فيلم { إمرأة مطلقة }
أو ناظرة مدرسة في فيلم { ديسكو ديسكو }
الي جاء فيلمها الرهيب في الأداء و الموضوع و الشخصية فيلم { الجراج } الذي تتحدث فيه عن أم تواجه الفقر و المرض و الموت في مأساة فنية إنسانية
قدمت نجلاء فتحي اخر فيلمين لها في السينما و لم يلقي اي نجاحاً جماهيريا او فنيا فيلمي { كونشرتو درب سعادة } و { بطل من الجنوب } ثم اختفت
قدمت في التليفزيون المصري مسلسلا يعد الاشهر في تاريخ الدراما المصرية مسلسل { ألف ليلة وليلة } مع حسين فهمي
فهي اول من قدمت الف ليلة وليلة في التليفزيون المصري ويعد ايقونة فنية خالدة تعيش حتي وقتنا هذا منذ عام 1984 ويكفي اغنية التتر لسميرة سعيد { أحكي ياشهر زاد }
قدمت في الاذاعة اكثر من مسلسل ناجح جماهيري علي رأسهم مسلسل { أرجوك لا تفهمني بسرعة } امام العندليب عبد الحليم حافظ الذي صالحها بهذا المسلسل بعد الخلاف بينهما في بادئ حياتها الفنية
من المشهود لنجلاء فتحي علاقتها الطيبة بزملائها و الوقوف في ازماتهم الصحية فلم تترك سناء جميل و لا عادل ادهم ولا عاطف سالم و مديحة يسري و نور الشريف و احمد زكي و رشدي اباظه و محمود عبد العزيز أثناء مرضهم و حتي موتهم كما انها تشارك في جمعيات خيرية لرعاية اطفال الشوارع و الايتام و المسنين إنعزلت و أنزوت نجلاء فتحي في الفترة الأخيرة
وفضلت أن تكتفي بما قدمته ورفضت كل العروض حتي رفضت ظهورها في البرامج و الفضائيات
واليوم في عيد ميلادها نتقدم لها بكل الحب و التقدير