مدير مستشفى "57357" لـ "مصر تايمز": نعاني من صعوبة توفير أدوية السرطان بسبب قيود الاستيراد وارتفاع الأسعار.. استقبلنا 2034 مريض خلال 2022.. والمؤسسات الخيرية والإعلانات التلفزيونية أرهقت المتبرعين
_ مدير مستشفى "57357": لدينا نقص في آسرة زرع النخاع وارتفاع تكاليف الاجهزة الطبية والادوية
_ د. شريف أبو النجا: ارتفاع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية والخدمات بنسبة 100% في مارس 2022
_ مدير مستشفى "57357": استقبلنا 7538 مريض وحجز 845 طفلا خلال أزمة كورونا
_ د. شريف أبو النجا: لدينا أول جهاز للجراحة الإشعاعية الروبوتية لعلاج الاورام
_ مدير مستشفى "57357": تكلفة علاج سرطان المخ 600 الف وسرطان الدم 700 الف جنيه
_ د. شريف أبو النجا: زيادة 45 % تكلفة علاج المرضي بفرع طنطا
_ مدير مستشفى "57357": مستمرين في تقديم الخدمة وإضافة أنواع جديدة من العلاج لرفع نسب الشفاء
تصدر هاشتاج أنقذوا مستشفى 57357، تريند فيس بوك، خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد انتشار أنباء عن إغلاقه، نتيجة نقص التبرعات، وسرعان ما دشّن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وفنانون ومشاهير، هاشتاج أنقذوا 57357.
وفي وقت أعلنت مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357، وضع آلية تسليم فرع المستشفى بطنطا، ليتم إدارته وتشغيله بواسطة جامعة طنطا، تنفيذا لقرار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بعد تراجع التمويل، وتعانى مستشفى 57357 من وضع مالي صعب في الأيام الماضية وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار والمستلزمات الطبية المستخدمة لعلاج مرضى السرطان "مصر تايمز" تحاور الدكتور شريف أبو النجا، الرئيس التنفيذي لمجموعة 57357 ومدير مستشفى سرطان الأطفال، لمعرفة تفاصيل تلك الأزمة التي تهدد حياة تلك الأزمة التي تهدد حياة ملايين الأطفال. واليكم نص الحوار:-
بداية.. حدثنا عن مستشفي 57357؟
تعد مستشفى 57357 مركز تميز في علاج سرطان الأطفال حيث تقدم خدمات علاجية وطبية متكاملة لا تقتصر فقط على أساليب التشخيص الدقيقة المتطورة والعلاج الكيماوي والجراحي والاشعاعي بل تشمل كافة التخصصات الطبية التي يحتاجها المريض خلال رحلة علاجه وخدمات المتابعة وهي أيضا مركز متقدم للبحث العلمي والتعليم والتطوير ومنذ عام 2007 ونحن نخدم مرضانا بتفاني، ونقدم رعاية متميزة، وخدمات عالية الجودة وفقا لأحدث التطورات التكنولوجية والمعايير الدولية منذ اليوم الأول كنا حريصين ألا يكون المستشفى بالنسبة للعاملين مجرد مكان عمل، بل بيتا ثانيا يتيح لهم إلى جانب العمل فرصة التعلم والابتكار بما يخدم المرضى ويمنحهم الفرصة لتطوير مهاراتهم وامكانياتهم وعند افتتاح المستشفى عام 2007 كانت تضم 180 سريرا، ومع حرصنا على النمو والتطور المستمر، أصبحنا في 2020 أكبر مستشفى لأورام الأطفال فى العالم بسعة 345 سريرا بالإضافة الى تحويل بعض الاماكن بالقسم الخارجي لاستقبال المرضى وذلك لحل مشكله قوائم الانتظار الداخلية والخارجية واستيعاب أكبر عدد من الحالات وصلت في نهاية 2020 الى 386 سرير، وذلك من خلال مهمتنا الأساسية التي تنص على " بناء مؤسسة لديها القدرة على الاستمرار والتطور والنمو لعلاج السرطان والوقاية منه من خلال البحث العلمي المبتكر والتعليم المستمر المتطور وجودة الرعاية الصحية التي تقدم بعدالة ورفق لرفع معاناة الأطفال مرضى السرطان وأسرهم بالمجان.
_ ماهي التحديات التي تواجه مستشفي 57357؟
قمنا استخدام الكوادر البشرية المدرية وأحدث التطورات في التكنولوجيا والعلاج، حققنا نسبة شفاء 71.2% مقارنة لنسب الشفاء العالمية 80% وبحثنا بدقة في أسباب الفجوة بين نسب شفاء مستشفى 57357 ونسب الشفاء العالمية.وقمنا بعمل دراسة دقيقة كشفت عن مجموعة متنوعة من الأسباب، على سبيل المثال: انخفاض مستوى الحالة الاجتماعية والاقتصادية يؤدي إلى زيادة نسبة الوفيات مع وجود 28.6% من السكان تحت خط الفقر مقابل %13.4 في الولايات المتحدة والأمية 24.6 مقابل %4.1 في الولايات المتحدة، وفقا الإحصائيات عام 2019 و 2021، بجانب صعوبة توفير بعض أنواع أدوية السرطان وخصوصا العلاج المتطور لأسباب عديدة منها قيود الاستيراد وارتفاع الأسعار وعدم التنسيق والتكامل بين مستويات الرعاية المختلفة، مما يؤدي لعدم إمكانية الاكتشاف المبكر والتدخل السريع فإن مستشفى 57357 مركز لعلاج الأورام يقدم خدمات طبية عالية التخصص، إلا أن احتياجات مرضى المستشفى لا تقتصر على هذه الخدمات فقط، بل تمتد لتشمل احتياجات لخدمات الرعاية الأولية و الثانوية. ومن الضروري بالنسبة لمريض السرطان أن يتم التنسيق الكامل بين مقدمي خدمة الرعاية الأولية والفريق الطبي المعالج من السرطان. ولكن نظرا لصعوبة هذا التنسيق وعلى الرغم من أننا مستشفى متخصص وليست مستشفى طوارئ فإننا مثقلون باحتياجات الرعاية الصحية الأولية و الثانوية.
_ ماذا عن عمليات زراعة النخاع داخل المستشفي؟
عمليات زرع النخاع تعاني من نقص عدد آسرة زرع النخاع (BMT) المتوفرة في المستشفى على الرغم من أن زراعة النخاع (BMT) لها تأثير قوي على تحسين نتائج نسب الشفاء في أنواع معينة من السرطان، ووجود ندرة في هذا التخصص بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف من أجهزة وأدوية وتوافر وحدة ذات طابع خاص فقمنا بزيادة سعة وحدة زرع النخاع بالمستشفى من 9 إلى 27 سريرا في محاولة منا لزيادة نسب الشفاء، وأيضا أورام المخ لم يكن لدى مرضى أورام المخ الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما فرصة الشفاء بسبب ندرة المتطلبات والكفاءات اللازمة لكننا نجحنا في رفع نسب الشفاء من أورام المخ إلى 60% من خلال إنشاء أول وحدة متكاملة لجراحات أورام المخ للأطفال تتضمن الكوادر الطبية المدرية وأحدث التقنيات تشمل العلاج الجراحي والإشعاعي والكيميائي.
_ ما هي خطة المعهد الاستراتيجية للتوسع في تقديم خدمة طبية للمرضي؟
في عام 2015، كانت لدينا خطة استراتيجية طموحة لتوسيع خدماتنا والاستفادة من قدراتنا لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الأطفال مرضى السرطان، تضمنت إضافة 300 سرير جديد، وإنشاء مركز العلاج الخارجي لاستيعاب الاعداد المتزايدة من المرضي بالعيادات الخارجية بالإضافة الي عمل عيادات متميزة لمتابعه حالات المتابعة و ما بعد الشفاء والتي وصلت بنهاية عام 2021 الى أكثر من 15 ألف حالة متابعة ومركز للعلاج بالبروتونات وأكاديمية علوم الرعاية الصحية، ومركز أبحاث.
_ كيف واجهتم ضغط التمويل؟
على مدى السنوات الماضية، كان على الإدارة أن تواجه ضغط التمويل بدأت في عام 2016 بانخفاض قيمة الجنيه المصري بنسبة 48% مما أدى إلى زيادة غير مسبوقة في تكاليف جميع المنتجات والخدمات وتشير التقارير إلى أن الزيادة في أسعار بعض المنتجات وصلت إلى %110 من عام 2013 حتى عام 2019 مقابل زيادة قدرها 10 فقط في الولايات المتحدة لنفس المنتج خلال نفس الفترة وكان لتعويم الجنية تأثير قوي على المستشفى لأنه أثر سلبًا على قدرة الناس على التبرع، وزاد من نفقات التشغيل، خاصة بعد الزيادة الحادة في فواتير الخدمات والأدوية، وقلل من القيمة الشرائية للودائع الموجودة بالفعل. ومن أصعب سمات الخيارات الإستراتيجية هي أنها دائما ما تكون بين صواب وصواب فالاختيار بين الصواب والخطأ هو اختيار بديهي وليس استراتيجي ومع استمرار التحديات كان على الإدارة التركيز على الجوهر الرئيسي لاستراتيجيتنا "المتطلبات الأكثر أهمية وإعادة ترتيب أولويات المرحلة، وكانت نتيجة إلى ذلك تم إعادة النظر في خطة 2015 لاستيعاب التكاليف المتزايدة، وانخفاض القيمة النقدية للجنيه، والعدد المتزايد من المرضى وكان علينا تخصيص المزيد من الموارد للتشغيل وترتيب أولويتنا على حساب خطتنا التوسعية وبالتالي توقفنا عن العمل في معظم المشروعات السابق ذكرها، وتم الاتفاق على أن نكون أفضل" بدلاً من أكبر" واختيار القيمة على الحجم. وعلى الرغم من ذلك والتزاما منا أمام المجتمع المدني تم قبول المزيد من المرضى.
_ كم عدد الحالات المترددة علي المستشفي؟
وصل عدد الحالات الجديدة إلى 3198 مريضًا في عام 2018 مقارنة ب 1998 مريضا في عام 2015 و 3273 في عام 2019 و 3356 في عام 2020 و 2819 في عام 2021 ختاما في 2022 حتى تاريخه 2034 مريض. وبذلك يصل اجمالي المرضي منذ بدأ المستشفى وحتى الان الي 49955 مريضا فهو اجمالي اعداد المرضي الجدد سنويا.
_ هل الأزمة الروسية الأوكرانية أثرت على العمل داخل المستشفي؟
كنا ننتظر بتفاؤل تحسن الأوضاع مع انحسار وباء فيروس كورونا ولكن لم تكن الحرب الأوكرانية الروسية رحيمة بالاستقرار الاقتصادي للعديد من البلدان في العالم بما في ذلك مصر. وأدى ذلك إلى استمرار انخفاض قيمة الجنيه المصري. ودفع التضخم إلى ارتفاع آخر في أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية والخدمات، لتصل إلى زيادة بنسبة 100% في مارس 2022 وذلك لبعض الأدوية الأساسية منذ أواخر عام 2021. ومع اقتراب نهاية عام 2022 تضاعفت تأثيرات تلك التحديات وظهور تحديات اقتصادية إضافية فقد وصلت زيادات تكاليف بعض الخدمات إلى 300 وقد تتضاعف أكثر من ذلك في عام 2023.
_ ما هي الاسباب التي أدت إلي إرهاق المتبرعين؟
قدم مستشفى 57357 في مصر مثالا ناجحا للعديد من مؤسسات الرعاية الصحية الخيرية في جميع أنحاء البلاد وخلال السنوات القليلة الماضية، ظهرت العديد من المؤسسات الخيرية والتي اتبعت نفس الاستراتيجية لجمع التبرعات مثل الإعلانات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أدى لإرهاق المتبرعين ولكن اتبعنا الأدلة والتخطيط العلمي، وكان شعارنا عدم المساس بالجودة ولم يقتصر تعريفنا للاستدامة على الاستدامة المالية فقط، بل امتد ليشمل البحث عن وجذب وتعيين والاحتفاظ بالكفاءات المتميزة وذوي الخبرة في كل المجالات وتنمية قدرات المؤسسة على استيعاب التطور التكنولوجي فقمنا بتنفيذ العديد من مشروعات تطوير الخدمات والمرافق والمعامل المختبرية وإدارة سلاسل الإمداد وغيرها وهو ما ساعد على سرعة ودقة الاداء وترشيد الاستهلاك، كما قمنا أسفين بإعادة النظر في الخدمات التي تقدمها المستشفى للمرضى الذين تم شفائهم من السرطان ويخضعون للمتابعة الدورية وتحويلهم حيث كانت المستشفى تقدم لهم خدمات طبية متكاملة خارج علاج السرطان، بما ساهم في توفير ملايين الجنيهات. بالإضافة إلى إتباع أفضل الطرق للاستفادة من الموارد البشرية بما يحقق الاستغلال الأمثل للعاملين وفي عام 2018 واجهنا أزمة جديدة هددت استقرار هذا الصرح وأمان أطفاله، حينما فوجئنا بعاصفة هجوم أعلامي غير مبرر على المستشفى هدفها التشكيك بادعاءات كاذبة وبدون أدلة، ورغم إلبات زيف كل الادعاءات بتقارير رسمية من الجهات الرقابية المسئولة وحكم قضائي، إلا أننا لا زلنا نعانى أثار هذا الهجوم الظالم.
ماذا عن تأثير جائحة كورونا علي المستشفي؟
جاءت جائحة كوفيد 19 عام 2019 والتي ضربت العالم كله، وسببت أزمات عالمية طاحنة، وكان لها تأثيرها الكبير على مجال الصحة العالمي، مما دفع العديد من المؤسسات في كافة دول العالم إلى اتخاذ قرارات بالتوقف عن تقديم بعض خدماتها بل وغلق أبوابها في بعض الحالات وبالطبع كان لهذه الجائحة تأثيرها الحاد على المستشفى من حيث نقص التبرعات، وزيادة الأزمة المالية. وفي الوقت الذي لجأت فيه العديد من المؤسسات إلى تقليص حجم الموظفين وتسريحهم، لم يفرط مستشفى 57357 موظفا واحدا إيمانا منا بأنهم الثروة الحقيقية لهذا المكان، بل حرص المستشفى على أن يكون العمود الفقري لمرضاه وموظفيه وذويهم مشاركة مع الدولة في مواجهة هذه المحنة العصيبة، فرغم أن العديد من المستشفيات لم تعالج العاملين المصابين، إلا أننا حرصنا على علاج العاملين والحالات الحرجة من أقارب الدرجة الأولى وفقا لأحدث التطورات في العلاج مما زاد شعور العاملين بالاطمئنان والانتماء وانعكس على أدائهم واهتمامهم بأطفالنا خلال هذه الأزمة العنيفة وقمنا بتعديل مبنى الرعاية المتوسطة (ICC) لاستضافة مرضى الكورونا وأنشأنا عيادة الصدرية لرعاية المرضى والموظفين المصابين دون تعريض صحة وسلامة مرضى المستشفى للخطر ، وحتى مارس 2022، استقبلنا أكثر 7538 موظفا ومريضا في المستشفى في عيادة الصدرية الخاصة بنا وتم حجز 845 طفلا وموظفا وأقارب الدرجة الأولى في مبنى الرعاية المتوسطة (ICC). السنوات العجاف
كانت الأموال التي تم جمعها خلال السنوات الأولى منذ بداية المستشفى بمثابة غطاء آمن ضد الفترات الصعبة وكانت قد وصلت الودائع البنكية في 2015 الى 3.4 مليار جنيه مصري وكان من المخطط أن يتم استغلالها في مشاريع التوسعات، ولكننا استخدمناها في دعم تكاليف التشغيل وهكذا تمكنا من الحفاظ على استمرارنا مع الحفاظ على نفس المستوى من الجودة في ظل تلك الظروف الصعبة.
_كيف تعاملتم لتنمية الموارد المالية لمواجهة تأثير إرهاق المتبرعين؟
خططنا لمزيد من الوسائل لتنمية الموارد المالية لمواجهة تأثير إرهاق المتبرعين من خلال تقديم خدمات بأجر نستخدم فيها أحدث تقنياتنا في مجال الخدمات المعملية والإشعاعية بأسعار تنافسية للمرضى البالغين فوق سن 18 عاما والاستمرار في تقديم خدماتنا لمرضانا بالمجان ووفرنا أول جهاز سايبر نايف في مصر وشمال أفريقيا وبدأ الجهاز في علاج المرضى بالفعل بداية من 22 أغسطس 2022، ويمثل سوقا كبيرا لنظام الجراحة الإشعاعية الروبوتية الذي يوفر علاجا غير جراحي عالي الدقة للأورام. كما وضعنا الأساس الأول لمركز العلاج بالبروتون في أفريقيا وهو جهاز علاج اشعاعي عالي الدقة والفاعلية، ويستخدم بدلا عن العلاج الاشعاعي العادي بالفوتونات والذي لا يمكن استخدامه في علاج بعض أنواع الأورام، أما العلاج بالبروتونات فيسمح بتوجيه جرعة أعلى بمنتهى الدقة ودون المساس بالمناطق المحيطة بالورم السليمة مما يحسن من نتائج الشفاء ويحافظ على سلامة المريض وجودة حياة المريض بعد الشفاء مما يتيح له أن يكون عضو أكثر فعالية في المجتمع وسيتم استخدام الجهاز للأطفال مرضى المستشفى بالمجان تماما وللبالغين بمقابل مادي، ومن المتوقع أن يدخل جهاز العلاج بالبروتونات الى الخدمة بنهاية عام 2023.
_ كيف تعاملت المستشفي في ظل تلك الظروف؟
عملت التحديات الأخيرة علي كاهل الإدارة بعبئ استثنائي، مما أجبرها على اللجوء إلى تدابير صارمة تعتمد على التكيف مع هذه الظروف والتحديات، لضمان الاستمرار وبنفس الجودة، الجدير بالذكر أن العديد من المستشفيات بالولايات المتحدة والتي تهتم بدراسة أوضاعها المالية واقتصاديات الصحة وعمل توقعات مالية قد نشرت تقارير تفيد بأن أكثر من 892 مستشفى بالولايات المتحدة الأمريكية تتعرض حاليا لأزمات مالية تهددها بغلق أبوابها في خلال 2023 لذلك قامت المستشفى بالإجراءات الأتية؛ وهي تقليل أعداد المرضى الجدد في عام 2021 استقبلنا 2819 مريضا جديدا مقارنة ب 3356 في عام 2020 أي 537 مريضا أفل، وحتى ديسمبر 2022 تم استقبال 2034 حاله جديدة اي أقل بعدد 785 مريض عن عام 2021 اقل بنسبه (24% وهي واحده من الخطوات المطلوبة من أجل الاستدامة واستكمال مهمتنا ورسالتنا فعلاج الأورام يمثل عبنا ماليا هائلا، على سبيل المثال، يكلف علاج سرطان المخ حوالي 600,000 جنيه مصري وعلاج سرطان الدم بمتوسط 700,000 جنيه مصري على مدى ثلاث سنوات و 3 أشهر وهذه التكلفة حتى يناير 2022 ومتوقع زيادتها الشهور المقبلة وبالتالي، فقد نجحنا في تخفيف جزء من عبء علاج سرطان الأطفال على الدولة من خلال علاج جزء كبير من الأطفال مرضى الأورام وتشير الاحصائيات بالولايات المتحدة ان يصاب طفل من كل 330 طفل تحت سن ال 18 سنة بالسرطان متوسط المواليد في مصر بلغ 150 ألف طفل شهريا بمعدل زيادة سنوي مليون و 800 ألف نسمة اي 1.9% %39.3 من سكان مصر تحت سن ال 18.
_ ما أسباب تجميد العمل بفرع طنطا؟
قررت إدارة المستشفى تعليق العمل بفرع طنطا وتحويل المرضى إلى الفرع الرئيسي بالقاهرة وذلك لأن تكلفة علاج المريض بفرع طنطا تفوق فرع القاهرة بنسبة 30 إلى 45% ولتحقيق الكفاءة التشغيلية من الناحية الاقتصادية تم تحويلهم، ويساهم ذلك القرار أيضا في توفير تكاليف التشغيل الأخرى مثل المرافق والعمالة وعقود الخدمات (ملاحظة: التزمت المستشفى بقرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بتسليم الفرع إلى جامعة طنطا لتشغيله والنزام المستشفى بتعاقدات الموظفين حتى نهاية العقود في31 ديسمبر 2022 وقررت المستشفى تحويل المرضى أكبر من 23 سنة إلى جهات متخصصة في علاج البالغين، ويبلغ حاليا عدد المرضى أكبر من 23 سنة المترددين على المستشفى 1398 مريض، وقامت المستشفى بتوفير تقارير طبية مفصلة لهم لكي يتمكنوا من استكمال المتابعة لدى جهة متخصصة في علاج البالغين حيث أن الكفاءات الطبية في 57357 كلها متخصصة في علاج الأطفال.
ماذا عن حالات المتابعة ما بعد الشفاء؟
تحديد فترة المتابعة بعد شفاء المريض من السرطان الى 5 سنين فقط بعد انتهاء بروتوكول العلاج، ومن المتوقع أن يكون لهذا القرار مردود اقتصادي مؤثر، حيث أنه وبفضل الله ثم بفضل جودة الخدمة الطبية اقتربت نسب الشفاء في المستشفى 71% من نسب الشفاء العالمية 981 ويتردد حاليا على المستشفى أكثر من 11 ألف مريض لمتابعة ما بعد الشفاء ومتابعة التأثير المتأخر للعلاج، وكانت المستشفى تقوم سابقا بمتابعتهم مدي الحياة، ولكن مع الزيادة المستمرة في أعداد المرضى ومع ازدياد التحديات الاقتصادية السابق الإشارة إليها، قررت المستشفى اقتصار فترة المتابعة الي 5 سنوات فقط وذلك لإتاحة فرصة لتقديم نفس مستوى الخدمة الطبية التي حصل عليها الناجون من السرطان للأطفال الذين تم تشخيصهم حديثا. ومن نفس المنطلق، قررت المستشفى مراجعة الخدمات المقدمة إلى المرضى في فترة المتابعة، وتحديدها بالفحوصات الأساسية اللازمة لمتابعة ارتداد المرض ومتابعة تأثير العلاج، واقتصار صرف العلاج المنزلي على الأطفال مرضى السرطان، بالإضافة إلى مراجعة الخدمات المقدمة للمرضى والقيام بمراجعة الخدمات المقدمة إلى الحالات النشطة صرف الأدوية والمستلزمات وبعض الخدمات مثل الوجبات المقدمة إلى مرافقين (المرضى) وذلك استنادا على مراجع علمية وبدون الاخلال ببروتوكولات العلاج المعتمدة من مراجعة احتياجات الموارد البشرية وبناء على تأثير تلك القرارات تقوم إدارة المستشفى دوريا بمراجعة احتياجاتها من العمالة في ضوء احتياجات التشغيل ومتطلبات المرضى وتقوم بتخفيض أعداد الموظفين في الفرع الرئيسي بنسب تتماشى مع تلك الاحتياجات ولا تؤثر على جودة الخدمة وذلك بدون الإخلال بالالتزامات التعاقدية. وبدون المساس بالقوة الضاربة وهي الكفاءات والخبرات العلمية والطبية والإدارية والتي تمثل أهم دعائم المستشفى فهي ليست أجهزة وأسرة فقط.
_ كيف تابعت ردود الأفعال الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
اعتدنا لعقود عديدة عدم مواجهة مشاكلنا الاقتصادية بطريقة حقيقية وبدون مواجهة فعلية وحسابات ودراسات مالية ولكن مؤخرا أصبحنا نواجه مشاكلنا بخطوات علمية وعملية لحل جذور المشاكل الأساسية والبناء للمستقبل بدلا من الاكتفاء بالمسكنات وأنصاف الحلول وعليه يتوجب أن تتبنى كل المؤسسات في الدولة نفس النهج في اتخاذ قرارات اقتصادية وإدارية سليمة للبقاء وللتطور بدون زيادة العبء، وهو بالضبط ما قامت به 57357 وكان من الطبيعي ومن المتوقع تباين ردود الأفعال تجاه تلك القرارات، وشملت ردود الأفعال اعتراض من المرضى والموظفين المتأثرين بتلك القرارات، كما تباينت ردود أفعال الرأي العام ما بين استنكار لتلك القرارات وبين تعاطف شديد مع ظروف المستشفى أدى إلى ظهور العديد من الدعوات التلقائية والغير ممنهجة عبر قنوات التواصل الاجتماعي الي زيادة التبرعات الي المستشفى وتوضيح الظروف التي تمر بها وخلال كل تلك الفترة التزمت إدارة المستشفى بالقنوات الرسمية الخاصة بتنمية الموارد والإعلانات والتي تهدف دائما إلى توعية المجتمع ودعوات التبرع وتوضيح الخدمات التي تقدمها المستشفى تحقيقا للشفافية والمصداقية. وعلى ذلك، فإن ردود الأفعال الملموسة حاليا هي تلقائية وغير موجهة وتستمر المستشفى في الوفاء برسالتها، ولم تتوقف عن التطور والتحسن وإضافة أنواع جديدة ومتطورة من العلاج لرفع نسب الشفاء، وعلى الرغم من صعوبة الوضع الحالي بناء على تحليل الأرقام والبيانات إلا أننا على يقين انه لن يضيعنا الله.