الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

رئيس وحدة الرعاية المركزة بطب عين شمس لـ"مصر تايمز": نجحنا في إجراء أول عملية زراعة رئة من متبرعين أحياء.. وتدريب 15 طبيبًا في السعودية واليابان على الأجهزة الحديثة

السبت 24/ديسمبر/2022 - 08:33 م
جانب من العملية
جانب من العملية

نجحت مستشفي عين شمس التخصصي التابعة لجامعة عين شمس، في إجراء أول عملية لزراعة الرئة في مصر، لفتاة تبلغ من العمر 28 عاما بعد معاناتها من الفشل التنفسي، حيث تبرع شقيقاها بفصي رئة، في الوقت الذي أجريت الجراحة داخل 3 غرف عمليات بالتوازي بحضور أكثر من 60 طبيب بالعديد من التخصصات الطبية على رأسها أطباء أمراض صدر وجراحة صدر والتخدير والقلب والأوعية الدموية.

 

من جانبه قال الدكتور عادل الأنصاري، رئيس وحدة التخدير والرعاية المركزة بوحدة زراعة الرئة بكلية الطب جامعة عين شمس، إن أول إنجاز طبي حدث بعد إجراء أول عملية زراعة رئة من متبرعين أحياء هو تحسن المريضة وعودة المتبرعين لحياتهم الطبيعية، ولكي نصل لتلك النتيجة كان لابد من مجهود الفريق الطبي الذي تدرب في مجاله كل من أطباء الصدر والتخدير والرعاية المركزة وجراحة الصدر وجراحة القلب والمعامل والعلاج الطبيعي والأشعة والباثولوجي بجانب أطقم التمريض صاحب الدور الهام في الرعاية الدقيقة للمريضة.

وأشار الانصاري، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" الي أنه تم تدريب بعض من أفراد هذا الفريق يصل الي 15 فرد في دولتين وهما اليابان والمملكة العربية السعودية بمستشفي الملك فيصل لإجراء العملية وتم استحداث بعض التقنيات الطبية في تحضير المريض من خلال نظام الأشعة بوجود الأطباء المتخصصين في مجال أشعات الرئة مع توفير نظام يوفر أشعات الرئة مثل الدول الذي تجري فيها التحضير للزراعة، وأيضا وجود تقنيات تناسق الأنسجة ما بين المتبرعين والمريضة.

وأكد رئيس وحدة التخدير والرعاية المركزة، إن غرفة العمليات كانت تحتوي على أجهزة مراقبة العلامات الحيوية فهي غير مسبوقة لأن تلك الأجهزة تقيس نسبة تشبع الأوكسجين في المخ والقسطرة لقياس ضغط الشريان الرئوي بشكل مستمر وأيضا توفير جهاز الاكيمو والايكو عن طريق المنظار الذي يظهر عضلة القلب والشرايين الرئوية بجانب المنظار الشعبي أثناء وبعد العملية مباشرة فكل هذه الأجهزة كان هدفها الوصول إلى المستويات العلمية في زراعة الرئة بجانب وجود الأدوية والمحاليل، وتوفير المحلول الخاص بحفظ فص الرئة أثناء النقل مع تصنيع غاز مخصص "نيتريك أوكسيد" وتم استخدمه وقامت العديد من الشركات بتسهيل الحصول عليه بعدما كنا نعاني من صعوبة شرائه من خارج مصر.

 

وأوضح الدكتور عادل الانصاري، إن تحضير المرضي يتم بالتعاون مع أطباء من قسم الصدر لأنهم يعالجون مرضي الفشل التنفسي مع أطباء المعامل والأشعة والجراحة ويتم تدخل أطباء التخدير والرعاية للتقييم النهائي للمريض ويستغرق ذلك لشهور نظرا لوجود مريض و2 متبرعين ولابد من إجراء حسابات دقيقة لمعرفة حجم الفصين التي يتم نقلهم من المتبرعين الي المريضة وأيضا معرفة المساحة المتاحة لهم وأيضا حساب القدرة التنفسية الخاصة بهم مع توافق الأنسجة بين المتبرعين والمتلقي ويتوسط وقت العملية من 10 الي 15 ساعة.

وأوضح الأنصاري، أنه تم إجراء العديد من الإجراءات في مستشفي عين شمس التخصصي من خلال التطوير في غرف العمليات والرعاية المركزة والعلاج الطبيعي والتأهيل في قسم الصدر والأشعة والمعامل والأنسجة وهذا يؤدي إلي إجراء العديد من العمليات لتحسن حالات المرضي.

وأشار رئيس وحدة التخدير والرعاية المركزة، الي أن البروفيسور الياباني من الصعب حضوره لاي دولة ولكنه حضر لمصر وأثني علي كافة الأداء الطبي والتقني في التحضير للعملية وأجري اجتماع مع أعضاء الفريق الذي أجري العملية وكان رأيه إجراء العملية مثلما تجري في اليابان لأن المريضة كانت حالتها صعبة للغاية وربما قد تصل إلي الوفاة وأشاد البروفيسور الياباني بالفريق الطبي أنه ملتزم ولديه شغف ورغبة في النجاح ويتم التواصل دائما معه لمعرفة الحالة الصحية للمريضة.

وأكد الدكتور عادل الأنصاري، أن المتبرعين حالتهم الطبية حالتهم جيدة، بالإضافة إلى تحسن حالة المريضة سحر، مع استرداد الوعي الخاص ومازالت علي أجهزة التنفس الصناعي بجانب أحد أنواع أجهزة الاكمو الأقل من النوع الأول لكنها تتحسن بشكل مرضي للغاية ويتم المتابعة بشكل دقيق من أطباء الرعاية المركزة والصدر وجراحة الصدر والقلب والصيدلة الإكلينيكية والتمريض بجانب توفير الأغذية والمحاليل والأدوية والمضادات الحيوية.

 

وأشار رئيس وحدة التخدير والرعاية المركزة، أن التخدير يدخل الجسم عن طريق الرئة ويؤثر علي وظائف الرئة والتنفس لكن المشكلة الاكثر تعقيدا في حالة المريضة سحر هو استئصال الرئة لأنها تؤثر على القلب بجانب ارتفاع في ضغط الشريان الرئوي فكل هذه يعرضنا لخطورة كبير في بداية التخدير بسبب توقف عضلة الوفاة فلابد من اتخاذ احتياطات شديدة مع وجود أكثر من خطة خلال العملية لأن هناك اختلاف بين المرضي حسب طبيعة حالة المرضي وطبيعة حالة الشريان الرئوي لكن أهم خطوة هو معرفة كافة التوقعات التي ربما تحدث خلال العملية، مع تركيب جهاز الاكومو في اي لحظة أثناء العملية وتبلغ مدة التخدير ساعة وكانت غرفة التخدير تحتوي علي 10 أطباء تخدير خلال العملية.

وأضاف الدكتور عادل الأنصاري، أن فكرة إجراء زراعة رئة في مصر بدأت منذ 4 سنوات عند اجتماعنا مع الدكتور أحمد مصطفى والدكتور ياسر مصطفي واقترحنا إجراء زراعة رئة من متبرع حي لأننا لم نجد متبرعين حديثي الوفاة وتحمسنا لذلك علي الرغم من الرحلة الطويلة نسبيا من الوقت والمجهود وكان لدي أمل شديد بإجراء عملية جيدة مع بذل أقصي ما يمكن عمله لراحة المرضي وشفائهم.