الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

رشوان توفيق.. فاتن تقف له وعمر الشريف يرمي السيجارة عندما يراه وزكي يطلب منه الدعاء

السبت 05/ديسمبر/2020 - 09:30 م

ملاحمه الطيبة ووجه السمح الذى يبعث في القلب الطمأنينة وصوته الهادىء وكلامه الذى ينطق نصفه قرآن كريم أو أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم.. فنان لم يختلف عليه أحد في موهبته وحضوره وفي أخلاقه حدث ولا حرج فالكبير قبل الصغير من كل مختلف الأجيال التى سبقته، والتي عاصرته، والتي تلته وتليه كلها تقف له احتراما وتقديراً وحبا .

الفنان الوحيد فى تاريخ الفن العربى الذى أحبه الناس من أجله هو قبل فنه، تمتع بالشهرة الواسعة حبًا فيه أكثر من إعجابا بأعماله وأن كانت عظيمة.

لم يحظي فنان بإحترام ومحبة الملايين من مختلف الأجيال والأعمار مثلما حظى به رشوان توفيق ليس من أجل فنه بل حبا خالصا لله. 

حتى الفنانين كبار الفنانين
وقفت له فاتن حمامة تسلم عليه 
ورمي عمر الشريف السيجارة لحظة ما رآه
وأول من اتصلت به شادية بعد اعتزالها الفن وارتداءها الحجاب
حج علي يده لأول مرة فريد شوقى
كلما رآه عادل إمام يقبل جبينه
لم يدخل علي أحمد زكي في مرضه الأخير إلا رشوان توفيق
كل فنان كبير أو صغير يراه يقول له ( ادعيلي ياحاج رشوان ) 

رشوان توفيق محمد المولود في 24 نوفمبر 1933 تخرج  من معهد الفنون المسرحية والتحق للعمل بالتليفزيون منذ إنشائه حيث عمل مدير ستوديو ثم مساعد مخرج، حيث عمل مساعد للمخرج كمال أبو العلا في برنامج "من الجاني؟"، ثم تقدم لاختبار المذيعين ونجح ليصبح مذيعا حتى ينطلق من الشاشة إلى مجالات فنية أوسع حيث قدم برنامج شبابي، وعندما تكونت فرقة مسرح التليفزيون كان من أوائل المنضمين لها وشارك في أول مسرحية وهي شيء في صدري، إخراج نور الدمرداش، وفي ذلك الوقت تم إسناد إخراج برنامج "من الجانى؟" 

كان ضيف شرف في السينما ولم يكن له حظ وفير منها رغم مقاييس الموهبة والحضور والوسامة الذي يتمتع بهم ولكن للسينما حسابات أخري لا تتفق مع حسابات رشوان توفيق فكانت معايير بطل السينما أن يقبل أدورًا فيها الكثير من المشاهد الذى يراها رشوان توفيق لا ترضي الله و تحترم الجمهور والأسرة المصرية، فلهذا كانت مشاركته في السينما محدودة للغاية ولكن لا ننسي أدورًا له في السينما مثل "بين القصرين والمرأة الأخري والإعتراف الأخير وثورة اليمن وجريمة في الحي الهادي .

أما التليفزيون فهو إبن بار للتليفزيون المصري فقدم ما يزيد عن 200 مسلسلا وسهرة تليفزيونية وفيلم تليفزيوني ونال شهرته العريضة من خلال أعماله التليفزيونية فكان أيقونة التليفزيون المصري فشارك في أهم الأعمال التليفزيونية في تاريخ التليفزيون المصري مثل مسلسلات "أم كلثوم وضمير أبلة حكمت والشهد والدموع والليل وآخره وبابا عبده والشاهد الوحيد وصابر ياعم صابر وامرأة مختلفة والنوه ولن أعيش في جلباب أبي وعفاريت عدلي علام وأستاذ ورئيس قسم وسلسال الدم والسقوط في بئر سبع والمال والبنون وامرأة من زمن الحب والحاوي والأفيال وأخو البنات" .
 
إلي جانب أنه كان قاسماً مشتركًا في معظم ما انتجته التليفزيونات العربية في المسلسلات الدينية والتاريخية لدرجة أنه كان لازما علي من يقومون علي إنتاج المسلسل الديني أن يكون فيه رشوان توفيق كما لو كان من غيره لا يكون مسلسل ديني .

فكانت أشهر المسلسلات الدينية مشاركًا فيها بإقتدار مما جعل الناس يتعلقون بمشاهدة المسلسل الديني لمجرد وجود رشوان توفيق فيه مثل مسلسلات "لا إله إلا الله و محمد رسول الله، وعمر بن عبد العزيز، وأبو حنيفة النعمان، وجاء الإسلام بالسلام، والقضاء في الإسلام، وإبن حزم، وموسي بن نوصير". 

وقف علي المسرح ليقدم أعمالا تاريخية أيضا وإجتماعية وكوميديا مثل مسرحية "نرجس" مع سهير البابلي و حسن عابدين ومسرحية " أخويا هايص وأنا لايص" مع سمير غانم .

اشتهر رشوان توفيق في أنه يمثل نفسه في الطبيعة فهو هو الرجل الطيب ابن الأصول المتدين الملتزم المحب للآخرين فكانت أدواره هي هي حياته وعندما تمرد علي هذه الأدوار ليقدم أدورا فيها بعض الشر نجح فيها ولكن لم يتقبله الجمهور فسرعان ما عاد لطبيعته.

اشتهر عن الحاج رشوان توفيق كما يطلق عليه كل من يعرفه أن التصوير يقف تماماً وقت الصلاة ويقوم بإمامة المصلين في الاستوديو ولا يستطيع أحد أن يفعل عكس ذلك حبا في الحاج رشوان توفيق الذي ملأ قلوب من يتعامل معه حب و إيمان.

اشتهر عنه أيضاً رؤيته الأنبياء في منامه وكما قال في أحد البرامج التليفزيونية أنه رأي الخليل سيدنا إبراهيم عليه السلام ورأي أيضاً المسيح عيسى بن مريم عليه السلام كما رأي السيدة العذراء مريم عليها السلام ورأي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان يبكي كثيرا كلما رأي هذه الرؤيا حتي أنه ذهب لأحد مشايخ الأزهر الكرام فبشره بالخير في الدنيا والآخرة أن شاء الله، وقال أن حرصه على قراءة جزء من القرآن الكريم يومياً بتدبر وعناية قبل نومه جعله يتأثر بما يقراءه، كما رأي رؤية خير للفنان يحيي شاهين و تحققت بإنجابه بنت بعد 15 سنة زواج له بلا إنجاب .

فقد رشوان توفيق إبنه الوحيد بعد عودتهما من رحلة الحج وكان قد أصيب ابنه بجلطة في القلب أودت بحياته وظل يردد رشوان توفيق سبع مرات لا إله إلا الله إنا لله و إنا إليه راجعون لله ما أخذ وله ما أعطى .

تعرض منذ سنوات قليلة  بفجاعة موت زوجته ورفيقة عمره فكان يبكي عليها بكاء الطفل علي أمه فضرب مثل أعلي في الوفاء و الحب ويكفي قوله عنها " كنا شخص واحد في جسدين".. بكت مصر كلها علي بكاءه وتأثرت معه علي حزنه وتدوالت مواقع التواصل الاجتماعي صوره وهو يبكي 
لهذا الحد أحبه الناس وكل من تعامل معه فلم يترك صغيرا أو كبيرا في محنه ملء الحب الخالص لوجه الله في قلوب كل من يعرفه وتعامل معه فأستحق الحب .

كما قال الله عز وجل في الحديث القدسي 
{وجبت محبتي للمتحابين في} 

متعه الله بالصحة والعافية