أحمد عقل.. عم حمزة الذي قاوم العدوان الثلاثي وتحدث 4 لغات
خلال فترة شبابه كانت له ميول سياسية وألتحق بفريق الجوالة والكشافة بالمنصورة، وبقيام ثورة 23 يوليو 1952 حضر إلى القاهرة سيرًا على الأقدام مع فريق الجوالة لتأييد الضباط الأحرار، وحمل مع رفاقه شكاوى المواطنين من مختلف المناطق التي مروا عليها، حتى عسكروا في ميدان عابدين.
التقى بعدها مع رفاقه بجمال عبدالناصر، وحصل على توقيعه والتقطت عدسة صحيفة "الأهرام" صورة له وهو يصب للزعيم الراحل ماءً وهو يتوضأ في حمام النادي الملكي، واحترف السباحة وكرة القدم ولعب الملاكمة لفترة.
كلها سمات شكلت حياة الفنان أحمد عقل الذي أفنى عمره على خشبة المسرح، وهو الإرث الذي غاب عن أنظار الجمهور ولم يتعرفوا عليه سوى من أدواره بالسينما والتليفزيون، على رأسها فيلم "أمريكا شيكا بيكا" الذي جسد فيه شخصية "عم غمراوي".
في 3 أغسطس 1938، وُلد أحمد إبراهيم عقل بمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، ومنذ الصغر سيطر عليه حب الفن وامتلك موهبة تمثيلية ووجد متنفسًا لها بعد التحاقه بالمدرسة، إلى أن التحق بكلية الآداب.
خلال فترة شبابه كانت له ميول سياسية ملتحقًا بفريق الجوالة والكشافة بالمنصورة، ومع قيام ثورة 23 يوليو 1952 حضر إلى القاهرة مشيًا على الأقدام مع فريق الجوالة لتأييد الضباط الأحرار، وحمل مع رفاقه شكاوى المواطنين من مختلف المناطق التي مروا عليها، حتى عسكروا في ميدان عابدين.
التقوا حينها جمال عبدالناصر، خلاله مضى الأخير لـ«عقل» أوتوجراف احتفظ به طيلة حياته، كذلك التقطت عدسة صحيفة "الأهرام" صورة له وهو يصب للزعيم الراحل ماءً وهو يتوضأ في حمام النادي الملكي.
استمر نشاطه السياسي حتى العدوان الثلاثي عام 1956، وشارك في المقاومة ببورسعيد في مطار الجميل والجبانة إلى أن انتهى القتال، وخلال تلك الفترة تعلم السباحة على يد عبداللطيف أبو هيف وبكر سليمان ومرعي حسن حماد.
بعد تخرجه في كلية الآداب، بقسم اللغة الإنجليزية، عمل معلمًا بمدرسة الرشاد الإعدادية وأسس فيها المسرح المدرسي، كما كان مشرفًا على النشاط المسرحي ومن تلامذته آنذاك الفنان يونس شلبي، كذلك وقع نظره على الضيف أحمد.
خلال الـ7 سنوات التي قضاها كمعلم حرصت وزارة التربية والتعليم على عقد محاضرات صيفية فنية لتنمية موهبة أعضاء هيئة التدريس كمسؤولين عن النشاط المسرحي في مدينة الإسكندرية، وهناك قابل الناقد محمد مندور ونصحه بالتوجه إلى القاهرة لاحتراف التمثيل، إلى أن اصطحبه الكاتب حسن فؤاد إلى العاصمة وعاش معهما الدكتور عبدالحليم البرجيني، في تلك الفترة كان يجيد التحدث بـ4 لغات حسب رواية الابن، وهي الإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية.
. عاش حياته في القاهرة بهدوء إلى أن قرأ إعلانًا لمسرح العرائس تطلب فيه الهيئة لاعبين وممثلين، ليقدم أوراقه ضمن 4 آلاف متسابق اُختير منهم 12 فقط كان من بينهم، واستمر معهم حتى بعد تخفيض العدد إلى 8، خلالها دخل في معسكر لـ6 أشهر وتولت تدريبه مع زملائه خبيرة رومانية تُدعى "دورينا ساناسيسكو".
. بناءً على ما سبق قدم عروضًا مسرحية عدة منذ عام 1964، على رأسها "الليلة الكبيرة" التي صنع فيها 3 عرائس بنفسه، بجانب طحمار شهاب الدين" و"قيراط حورية"، واستمر عمله فيه لمدة 4 سنوات، وكان من زملائه الفنانون محمد فريد ومصطفى متولي وعهدي صادق.
سافر في تلك الفترة إلى السويد لدراسة فن العرائس وتدريب سيدات البوليس النسائي على السباحة باعتباره محترفًا في هذه الرياضة، ولتغيبه عن المسرح آنذاك تم فصله، وللصدفة قابل المخرج نبيل الألفي في السويد وكان رئيسًا لهيئة المسرح، وطلب منه العودة، ليلتحق عقب عودته من جديد إلى مصر بمسرح الطليعة عام 1972
على مسرح الطليعة قدم العديد من العروض منها "مولد الملك معروف" و"عنترة وأبوزيد" و"يوم قتل الزعيم" و"القاهرة 80" و"الست هدى" و"العسل عسل والبصل بصلط للمخرج سمير العصفوري، و"الغول" للمخرج أحمد زكي، بينما على مستوى القطاع الخاص شارك في "العالمة باشاط و"ألابندة" و"مولد يا دنيا".
يروي «عقل» أنه خلال تحضيره لعرض مسرحية «المخططين» كان يمقته بشدة الراحل يوسف إدريس: «كان يحضر للبروفات ويشاهدني دون أن يتحدث معي أو يبدي أي إعجاب، وقبل افتتاح العرض بثلاثة أيام وجدته تغير تماما وبدأ يضحك طوال فترة تواجدي على المسرح بشكل هستيري، وقال لي لو كنت أعلم أنك ستؤدي الشخصية بهذا الشكل الرائع لكنت أعدت كتابة المسرحية»
بالتوازي مع عمله المسرحي شارك في أعمال سينمائية ودرامية عدة لكن في أدوار صغيرة، منها أفلام أبرزها «شفيقة ومتولي» و«التوت والنبوت» و«الدرجة الثالثة» و«ضد الحكومة» و«النمر والأنثى» و«اللعب مع الكبار» و«الإرهاب والكباب»، والدور الأبرز له في «أمريكا شيكا بيكا» بتجسيده دور «عم غمراوي»، ومن أبرز مسلسلاته «ضمير أبلة حكمت» و«الوسية» و«ساكن قصادي» و«حياة الجوهري» ودوره في فيلم { رحلة حب } مع محمد فؤاد و احمد حلمي وغني له محمد فؤاد اغنية { عم حمزة }
بعد 24 عامًا قضاها في مسرح الطليعة أُحيل إلى التقاعد في 1996، رغم ذلك لم ينجذب للأعمال السينمائية والدرامية، ويقول: "العيب في شخصيتي، أنا حالة فنية غريبة من نوعها لا أحب السينما ولا التليفزيون وأكتفى بالمسرح الذي يحقق لي حالة إشباع فني، وكنت طوال عمري حريصا جدا على العمل المسرحي غير عابئ بما سواه، بل ربما أغضب إذا رشحني أحد لعمل تليفزيوني أو سينمائي، لأن إحساسي وقتها أن التليفزيون والسينما سيأخذانني من المسرح الذي أعشقه".
وتابع: "كنت مع المخرج التليفزيوني كمال الشامي الذي كان يصور للتليفزيون مسرحية من بطولتي اسمها (الجنينة) أمام زهرة العلا ونادية عزت عام 1973، وأعجب بأدائي ورشحني لبعض المسلسلات ولكني تخاصمت معه بسبب ذلك حوالي 5 سنوات، المرة الثانية كانت مع المنتج رياض العريان الذي رشحني للاشتراك في مسلسل من إنتاجه فتشاجرت معه وكان كل ما يهمني في هذا الموقف أن أعرف من الذي رشحني له، يعني المسألة كانت فيما يشبه عقدة من التليفزيون لا أعرف لها سببًا محددًا سوى حبي المبالغ فيه للمسرح".
.بعد إحالته للمعاش استمرت علاقته بالسينما والتليفزيون سطحية إلى حد ما، وظهر في أدوار صغيرة في أفلام عدة أبرزها طعبود على الحدود" و"فيلم ثقافي" و"ديل السمكة" وطمعالي الوزير" و«السفارة في العمارة»، كذلك مسلسلات طهوانم جاردن سيتي" و"أميرة في عابدين" و"عباس الأبيض في اليوم الأسود" و"الليل وآخره"، بينما رفض العمل مع الفنان إبراهيم نصر في برنامج "الكاميرا الخفية".
خلافه مع الزعيم
رغم اشتراكه في أعمال سينمائية عدة مع الفنان عادل إمام فإن الخلاف دب بينهما لفترة طويلة، ويعود الخلاف إلى ترشيح «الزعيم» له لإحلاله مكان عثمان عبدالمنعم في مسرحية «الواد سيد الشغال»، بدعوى أن عقد الأخير انتهى إلا أن «عقل» فوجئ بأن عقده مازال ساريًا ليرفض العمل بناءً على ذلك
حينها غضب «الزعيم» منه ورغم ذلك رشحه مجددًا في مسرحية «بودي جارد» قبل بدء العرض، لكنه صادف أن تعاقد في نفس الفترة مع المنتج محمد فوزي على مسرحية أخرى، ويحكي الفنان الراحل: «قالوا إن هذه المسرحية لن تخرج للنور، قلت لكني ارتبطت مع الرجل وبالفعل لم تخرج المسرحية ولم أعمل مع عادل، بعدها بعدة أشهر رشحني للمرة الثانية للعمل بدلاً من فايق عزب في نفس المسرحية لكني رفضت أيضًا».
سينمائيًا رفض كذلك مشاركته في دور بفيلم «الجردل والكنكة» بسبب صغر حجم الشخصية: «بالطبع كل ذلك أغضبه لأن أي ممثل يتمنى العمل مع عادل إمام،
ولكن عادت العلاقات بينهما بعد أن دخل «عقل» المستشفى لفترة وكان في الغرفة المجاورة له الفنان سعيد صالح، وما إن زار عادل إمام الأخير حتى توجه إليه وذابت الخلافات بينهما، ليرشحه لدور ضابط المرور بفيلم «السفارة في العمارة» ووافق على الفور.
تسبب «عقل» في تخصيص جائزة «أفضل ممثل مساعد» في المهرجان القومي للسينما، وحكى: «رُشحت للجائزة في فيلم (أمريكا شيكا بيكا) عن دور (عم غمراوي)، وعلمت أن لجنة التحكيم ظلت تناقش مسألة منحي الجائزة لمدة ساعتين وقررت الاكتفاء بالإشادة بدوري، على أن تمنح الجائزة من العام التالي لأفضل ممثل مساعد»
وقف امام فاتن حمامة في مسلسل { ضمير ابلة حكمت } متحديا ان تسرق منه الكاميرا حتي ان فاتن حمامة نفسها طلبت من كاتب المسلسل اسامة انور عكاشة ان يضاعف عدد المشاهد بينهما حيث كانت تستمتع بالتمثيل معه كما ورد ايضاً علي لسانه.
. في 25 فبراير عام 2008 توفي الفنان أحمد عقل إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، بعد أن قضى 5 أيام في مستشفى دار الفؤاد عقب تعرضه لوعكة صحية.