الحاجة "نادية" تستغيث من بطش أولادها:"أخدوا كل اللي حيلتي ورموني في الشارع"
على الرصيف بمحافظة سوهاج، وببرد الشتاء القارص وحرارة الصيف الشديدة، تجلس السيدة "نادية" البالغة من العمر 80 عامًا، تنتظر من يمد لها يد العون ويتبرع لها باى مبلغ حتي لو جنيه واحد، لتعود إلى منزلها بعد ساعات طويلة من التعب والإرهاق، ولا تجد من ينتظرها أو يعد لها ما ينقصها من طعام وشراب وغيره، بعدما أنجبت 3 فتيات، تركوها وذهبوا بعيدًا عنها.
تعيش الحاجة "نادية" بمفردها في منزلها المتهالك، تخشي الظلام والوحدة، لا مصدر دخل لها ولا حتي شهادة ميلاد، فقط تبرع المارة لها في الشارع هو من يعينها، خاصة بعدما سهرت على تربية أبنائها وتركوها دون مأوي، ولا يكلفون أنفسهن حتي عناء الاتصال بها.
واستغاثت السيدة عبر "مصر تايمز" من ضيق ظروفها وصعوبة أحوالها، خاصة بعد بطش أولادها وعدم سؤالهم عليها، مبتدئة حديثها ب"عمري ما ضربت واحدة منهم، ولما كبرت مش بيفتكروني بكسرة خبز".
وروت السيدة معاناتها، في الشارع السوهاجي والتي تمكث فيه 8 ساعات يوميًا، تنتظر قوت يومها عن طريق مساعدة الأهالي وتعيش اليوم بيومه، فلا تملك من المال ما يجعلها تشعر بالاطمئنان ولو ليلة واحدة، تخشي الظروف الصعبة والمرض وتحديات الحياة.
وقالت السيدة "بصحي من 8 الصبح أفضل في الميدان مستنية مساعدة الناس، مش بمد أيدي لحد لو جه واحد ابن حلال ساعدني بشكره لو مجاش مش بقوله هات، عندي 3 بنات واحدة منهم ساكنة جنبي مش بتفتكرني باي كلمة، واتنين متزوجات بعيد معرفش عنهم حاجة ولا يتصلوا بيا أبدا".
تجلس السيدة وعلى ملامحها تبدو علامات الحزن واليأس، تمنيت لو أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة بدلًا من العيش بمفردها، تطمئن عليها جارتها "ام احمد" وهي ليست من أقاربها، واختتمت "ام احمد لو تعبت تاخدني للطبيب، عايشة دور بنتي وهي مش بنتي، انا بناتي مش بيفتكروني، عمري ما ضربت واحدة منهم ولما كبرت مش بيفتكروني بكسرة خبز، ونفسي في معاش يسترني وكفاية كدا، هما اخدوا كل اللي حيلتي".