أحلام الربح السريع تتحول إلى "كابوس" .. "مصر تايمز" تفتح ملف الاستثمار و"القرصنة الإلكترونية"
تطل علينا ما بين الحين والآخر تطبيقات وهمية وأساليب جهنمية تغوي شريحة كبيرة من المصريين وتدفعهم إليها دفعاً، بل وتجبرهم على أن يخرجوا ما بحوذتهم من مدخرات واستثمارات ووضعها فى تلك التطبيقات والقنوات – الغير شرعية – بمحض إرادتهم بل وعن طيب خاطر، طمعا فى الثراء وتحقيق الربح السريع دون أي عناء أو مجهود يبذل من قبلهم .
والغريب أن تلك الأساليب غير الشرعية والتطبيقات الوهمية التي ملأت الشبكة العنكبوتية وملأ صداها الشرق والغرب، لم تقتصر على شريحة معينة من المصريين بل أصبح ضحاياها من البسطاء والأغنياء بل والفقراء أيضاً ، ليكتشفوا فجأة أن الأمل فى الثراء والربح الوفير تحول فجأة إلى كابوس.
ولعل الضجة التي أثيرت مؤخراً حول قضية " هوج بول" تلك الشبكة التي نصبت على الآلاف من المصريين واستولت على أموالهم، دفع "مصر تايمز" لفتح هذا الملف الخطير، وهو " وهم الاستثمار السريع عبر السوشيال ميديا" ولماذا يلجأ عدد كبير من المصريين إلى الاستثمار عبر طرق غير شرعية بالرغم من أن الدولة وفرت كل المجالات والأساليب التي تكمن المصريين وحتى الأجانب من إدارة استثماراتهم داخل مصر تحت حماية القانون حتى تكون استثماراتهم فى أمان تام وحماية الدولة
اتفق عدد من خبراء السوق المالي فى تصريحاتهم لـ" مصر تايمز" أن الأسباب التي تدفع الناس إلى مثل تلك المغامرات غير محسوبة العواقب إنما هي أسباب عديدة، ولكنها تدور فى مجملها حول كلمة واحدة وهي "الطمع" .
المهندس محمود شعبان، رئيس مجلس إدارة شركة "الجذور" القابضة للاوراق المالية قال لـ"مصر تايمز"، إن الطمع هو الذي يدفع شريحة كبيرة من الناس لضخ استثمارات كبيرة فى مثل تلك القنوات غير الشرعية طمعا فى الربح السريع، واستبعد شعبان أن تكون الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع معدلات التضخم هي السبب فى لجوء شريحة من الناس لتلك المنصات والوقوع فريسة للقرصنة الاليكترونية والنصب عليهم وضياع أموالهم، بدليل أن عمليات النصب موجودة ومستمرة فى كل الأزمنة ، وليس فى وقت الأزمات الاقتصادية فقط .
وأشار إلى أن الدولة لديها قنوات شرعية للاستثمار، وتحت حمايتها ومظلتها القانونية فلماذا إذن الهروب إلى القنوات غير الشرعية، وضياع الأموال، وشدد فى الوقت نفسه على ضرورة زيادة الوعي الاستثماري لدى الناس حتى لا يقعوا فريسة لمثل هذه المنصات والأساليب .
وأشار شعبان، إلى ان النصاب عادة ما يمتلك الأدوات التي تؤهله لإقناع الناس على تغيير آرائهم لخداهم وجذبهم اليه، وهو ما يحدث للأسف، كما أن الخطأ الذين وقع فيه المشتركون فى منصة "هوج بول" هو عدم تأكدهم من وجود مقر للشركة على أرض الواقع وأنها مسجلة في هيئة الاستثمار، وقد جرت حوادث مأساوية بسبب هذا الاحتيال، فمثلا أحدهم رمى زوجته من نافذة المنزل، محملا إياها مسؤولية إقناعه في استثمار أمواله في ذلك التطبيق" .
ويقول محمد جاب الله، رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي بمكتب الاستثمار "بايونيرز"، إنه على الرغم من التحذيرات المستمرة من قبل البنك المركزي المصري والهيئة العامة للرقابة المالية بعدم الإنسياق وراء القرصنة الإليكترونية أو ضخ اموال فى جهات غير معروفة بداعي استثمارها، إلا أنه الغريب واللافت للنظر رغم كل تلك التحذيرات نسمع يوميا عن الاف الضحايا الذين خسروا أموالهم بسبب اللجوء إلى هذه الجهات .
وقال محمد حسين عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين، إن ارتفاع معدلات التضخم والأزمات الاقتصادية المتلاحقة، هي التي دفعت شريحة كبيرة من الناس إلى استثمار أموالهم فى تلك القنوات، والمنصات عبر تطبيقات، لافتا إلى أن تلك النوعية من الناس يطمحون إلى الربح السريع بغض النظر عما إذا كان مضمون ام لا، ولذلك فإن الطمع هو المعيار الحقيقي والسبب الرئيسي الي يدفعهم إلى الدخول باستثمارتهم فى مجالات غير معلومة وحفوفة بالمخاطر.
وأضاف حسين، أن بعض الناس يعتبرون أن الاستثمار فى الاسهم بالبورصة مخاطرة غير مأمونة العواقب أو قد يرى البعض أن الدخول للاستثمار فى العوائد أو شهادات الاستثمار أو صناديق الاستثمار، هناك من يرى أن هذه المجالات قد لا تدر ربحا وفيرا مقارنة بالارباح الوهمية التي تحققها تلك التطبيقات، لذلك يهرب الناس إلى مثل تلك الأشياء.
وأضاف أن الدولة وفرت مجالات عديدة وآمنة للاستثمار فهناك بورصة الأوراق المالية والاستثمار فى شهادات الاستثمار وصناديق الاستثمار أو صناديق المؤشرات، ولكن الطمع هو المحدد الرئيسي الذي يدفع الناس لضياع أموالهم.
حوادث نصب مماثلة :
ومن ناحية أخرى، وفى العام الماضي 2022 قد شهد نهاية حادثة مشابهة، ولكن مع شركة أخرى عرف تطبيقها باسم "وايت ساندز" أو الرمال البيضاء، حيث خسر ملايين من المشتركين مبالغ طائلة.
وتتركز آلية عمل التطبيق على طريقتين الأولى نظام الشجرة العمودي يحصل فيها المستخدم على 15% من قيمة اشتراك كل عضو جديد، بالإضافة إلى 5% من قيمة اشتراك المشتركين الباقين، والثانية عبر إتمام "المهمات اليومية".
"المركزي المصري" يحذر :
ومؤخراً ، حذر البنك المركزي المصري، من التعامل مع كافة أنواع العملات الافتراضية المشفرة سواء أفرادا أو شركات، أو منصات إلكترونية، علي خلفية أزمة تطبيق "هوج بول" والمتهمة بالترويج لتداول العملات الافتراضية.
وذكر البنك المركزي في بيان له "أن هناك أخبارا متداولة خلال الأيام الماضية بشأن قيام إحدى المنصات الإلكترونية بالاستيلاء على مبالغ كبيرة من المواطنين بزعم استثمارها في أنشطة متعلقة بالعملات الرقمية المشفرة وتحقيق مكاسب كبيرة وسريعة؛ يهيب البنك المركزي المصري بالمواطنين عدم الانصياع لمثل هذه الدعوات الاحتيالية والأنشطة المجرمة قانونًا وفقًا لقانون البنك المركزي والجهاز المصرفي الصادر بالقانون رقم 194 لسنة 2020".
وعلى الصعيد الأمني، علق اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الاسبق للمعلومات، فى تصريحات سابقة له على عملية النصب لتطبيق "هوج بول"، مشيرا إلى أن أي جريمة تتم عبرالسوشيال ميديا، بنسبة كبيرة من اجل الطمع وليس الاستثمارالى جانب الجهل المتعمد من الضحية، مناشدا بالتوعية للمواطنين من خلال الاهالى والاجهزة الامنية.
وأضاف الرشيدي، أن السوشيال ميديا لا تخضع إلى أي رقابة امنية إلا لو تم الابلاغ عن حالة النصب أو الترويج عن النصب عبر السوشيال ميديا موجها الشكر والتقدير للاجهزة الامنية ووزارة الداخلية لكشف ملابسات عملية النصب من تطبيق هوج بول عبر السوشيال ميديا .
- تطبيقات وهمية
- الشبكة العنكبوتية
- هوج بول
- تطبيق هوج بول
- عمليات النصب الالكتروني
- ضحايا هوج بول
- المهندس محمود شعبان
- رئيس مجلس إدارة شركة الجذور القابضة للاوراق المالية
- شركة الجذور القابضة للاوراق المالية
- محمد جاب الله
- رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي
- مكتب الاستثمار بايونيرز
- الجمعية المصرية للمحللين الفنيين