أطفال رضع في الشوارع.. أهاليهم "رموهم" والأجهزة الأمنية تحاول الوصول إليهم.. الطب النفسي: السبب حمل السفاح ويجب مصارحة الطفل بحقيقته في عمر الـ٥ سنوات
تزايدت مؤخرًا وقائع العثور على اطفال رضع في الشوارع، حيث تتخلص الام من الطفل لأسباب خاصة بها، بدون النظر أو الشعور بطفل لم يكن وجوده في الدنيا قراره، ولكنه يتحمل فقط قرارات ناس فقدوا الرحمة من قلوبهم ليتركوه يواجه مصير مجهول قد يظل يعاني منه عمره كله.
العثور على رضيعة مع متسولة مريضة نفسية بشوارع بنها
في الاسبوع الاول من رمضان، حدثت أكثر من واقعة بهذا الشكل، حيث شهدت مدينة بنها بمحافظة القليوبية واقعة مؤسفة وقت الإفطار ، حيث عثر عدد من المواطنين على طفلة رضيعة لا يتجاوز عمرها تسعة أشهر ملقاة في الشارع بمنطقة وسط بنها وبجوارها فتاة مجهولة الهوية تبلغ من العمر 16 عامًا تبدو عليها علامات الإعياء والاضطراب النفسي وتقوم بإلقاء لبن الطفلة الخاصة بالرضاعة وسط ذهول المواطنين.
والتقى "مصر تايمز" بالمواطن حسن عبد الصمد، أحد شهود العيان بالمنطقة والذي روي تفاصيل عثوره على الطفلة قائلًا: إنه فوجىء خلال عودته من عمله وقت الإفطار بوجود تجمع بالشارع ووجود طفلة رضيعة ملقاة بالشارع وعليها آثار إهمال وحالتها الصحية غير مستقرة وبجوارها عبوة لبن أطفال مرحلة ثانية ملقاة على الأرض ووجود فتاة مجهولة الهوية تبلغ من العمر 16 عاما ممتنعة عن الحديث وعليها آثار انهيار نفسي وبدني.
تم إخطار شرطة النجدة والتى سلمت بدورها الطفلة والفتاة مجهولة الهوية لقسم أول بنها باصطحاب المواطن وعدد من شهود العيان، وتم تسليم الطفلة الرضيعة مؤقتا لإحدى السيدات لرعايتها خلال فترة المساء واتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك وعرضها صباح اليوم على النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الطفلة والفتاة برفقتها.
العثور على رضيع داخل كيس معلق في موتوسيكل
واقعة أخرى مؤسفة شهدتها محافظة قنا، حيث عُثر على رضيع يصرخ داخل كيس أسود مربوط ومعلق في موتوسيكل بجوار المحطة في بندر قنا.
وأوضحت تحريات المباحث برئاسة المقدم محمود حمدالله رئيس مباحث قسم قنا، أن صاحب الموتوسيكل موظف في المحطة وليس له علاقة بالواقعة، وأن سيدة مجهولة وضعت الكيس بداخله الرضيع وفرت هاربة ، في أثناء ركنه داخل المحطة.
تم نقل الرضيع إلى مستشفى قنا العام للإطمئنان على صحته تحت إشراف النيابة العامة، قبل نقله لدار رعاية الطفل في قنا، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات والتي كلفت وحدة المباحث بالتحري حول الواقعة وكشف ملابساتها.
دوافع الجريمة في رأي الطب النفسي
قال الدكتور ابراهيم مجدي حسين استشاري الطب النفسي، إن تفسير العثور على اطفال في الشوارع يرتبط دائما بالحمل السفاح ، حيث يكون الأب غير راضي عن الاعتراف بالابن، فتخشى الام من الفضيحة ما يدفعها إلى التخلص من الطفل و"رميه"
وأشار إلى أنه أحيانا تضطر ظروف الفقر المدقع لبعض الأسر التخلص من أبنائهم ، ولكن هؤلاء يوجد لديهم بدائل أخرى تتمثل في تسليم الطفل لأسرة ترعاه بدلًا عن إلقائه بالشارع.
واستطرد استشاري الطب النفسي قائلا "مفيش واحدة ترمي ابنها إلا لما تكون خايفة من الفضيحة أو غير سوية تعاني من اضطرابات سوء سلوك شديد شخصية سيكوباتية ضد المجتمع ووقتها ناس تانية هتهتم بالطفل.. لذا أرجح أن الطفل الرضيع الذي يتم القائه في الشارع فور ولادته يكون نتيجة ثمرة خيانة أو حمل سفاح".
موصوم بلقب"ابن حرام"
وعن الأضرار النفسية التي تلحق بهؤلاء الأطفال، قال الدكتور ابراهيم مجدي حسين أنه للأسف المجتمع لا يرحم، ويظل دائمًا الطفل موصوم أنه لقيط أو ابن حرام كما يطلقون عليه هذا اللفظ
وأشار إلى أن أفضل طريقة للتعامل مع هذا الطفل هو دمجه وسط أسرة، وان تخبره تلك الأسرة بحقيقة وضعه وهو في سن صغير، حيث أنه إذا عرف الحقيقة في سن كبير فسيكون الوضع أكثر سوءًا بالنسبة له، لذا من الأفضل مصارحته في سن خمس سنوات، وإخباره أنهم احتضنوه وتوجيه النصح له بعدم محاولة البحث عن بدائل أخرى كالهرب أو الغضب والتمرد على الواقع ، حيث إن وضعه قدر من الله وليس له ذنب فيه.