الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

صراع الجبن والشجاعة.. من ينتصر

الجمعة 07/أبريل/2023 - 04:26 م

في صباح يوم جديد، وفي العشر الأوائل من رمضان أقدم رجل علي قتل طليقته ذبحا بالسكين، في مشهد تقشعر له الأبدان علي مرأى ومسمع من الجميع، لتكتب رحلة السيدة من سوق الخضار للمشرحة.

 

في وقت الظهيرة كانت تجلس السيدة في سوق الخضار بأكتوبر، وهي تسعى وراء قوت يومها في نهار رمضان، إلا أنها فوجئت بطليقها يهرول نحوها ويهددها بإزهاق روحها بسكين كان يحمله بيديه، لتحاول السيدة الفرار من زوجها السابق، الذي قرر أن يكتب الفصل الأخير من حياتها، فاستغاثت بالمارة لينجدوها، إلا أن سلاحه الأبيض الذي لوح به في وجوههم جعلهم يبتعدون خشية الإصابة بسوء.

 

حاولت السيدة الفرار هاربة من مصيرها، إلا أن طليقها لم يتركها لحظة واحدة، فوجه لها عدة طعنات حتى ظل جسدها يرتجف، وسقطت جثة هامدة وسط بركة دماء بجوار الخضراوات، التي كانت تبيعها على مرأى ومسمع من أهالي منطقة أبناء الجيزة بأكتوبر، وكان ذلك أمام طفلتها الصغيرة التي رأت الجميع يهرول لتوثيق لحظة قتل والدتها بتصوير فيديوهات لنشرها.

 

السؤال إين ذهبت الشهامة؟ وهل أنهزمت الشجاعة فى صراعها مع الجُبن؟.. المشاهد السابقة للسيدة القتيلة خلقت حالة من الجدل حول موقف المواطنين، الذين وقفوا شاهدين على الحادث، دون أن يتدخل أحدهم لإنقاذ الموقف، ورفع الأذى عن الضحية.

 

هل أصبح المجتمع المصري مصاب بحالة من اللامبالاة والسلبية، تجاه الجرائم والحوادث المختلفة؟، فلم تكن هذه  الواقعة الأولي بل حدث نفس الأمر في قضية "نيرة" طالبة المنصورة التي قتلت علي يد زميلها في وضح النهار علي وأثير جدل حول توثيق لحظة قتلها "فيديو" دون أن يتدخل أحد لإنقاذها.. لم يكن هذا يوما حال مجتمعنا.. فلماذا أنتشرت هذه الظاهرة بهذا الشكل المريب؟.

 

رغم ذلك.. ما زال الأمل موجود فقد أفزع المواطنين المشهد الدموى ل"سيدة أكتوبر" ووجهوا اللوم لهولاء الأشخاص الذين أكتفوا بدور المشاهد، وتسائلوا إين أختفت الشجاعة، فى حين أعتبر أخرين أن الأمر طبيعي، فالتدخل فى مثل تلك المواقف قد يعرضهم لمخاطر كبيرة.. وهم غير مؤهلين للتعامل معها.

 

وأخيرًا، يظل الأمر بين مؤيد ومعارض لموقف المواطنين محيرا، ويطرح السؤال: هل كان هنا الجبن سيد الأخلاق؟ أم كان من الممكن أن تصبح الشجاعة هي البطل الخالد في هذا الحادث؟ الذي ربما من بشاعته لن يمحوه التاريخ، وستظل هذه المشكلة إذا لم يتحرك المسئولون وأصحاب القرار للبحث عن حل قوي وسريع تجاه هذه المشكلة الكبيرة.