أفضل الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان للفوز بـ ليلة القدر
تعتبر العشر الأواخر من رمضان، من نعم الله تعالى وبركاته على عباده، وتمثل الرأفة والرحمة، والحنان على الخلق، وينتظرها غالب المسلمين، متفرغين لعبادة الله وحده، ينهلون من تلك العبادة الخاصة التي غالبا لا تتكرر في السنة إلا مرة واحدة.
العشر الأواخر من رمضان.. وعلى المسلم أن يستفيد من تلك العشر الأواخر بأقصى فائدة من زيادة الإيمان وعمل الصالحات والطاعات، وأول تلك الأعمال: –
أفضل الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان للفوز بـ ليلة القدر
1- الإكثار من الصلاة: على المسلم أن يحافظ على الصلوات المكتوبة، من صلاة الصبح، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء، فيحرص على أن يستعد للصلاة قبل الوقت، وأن يردد الأذان مع المؤذن، ثم يصلي السنة الراتبة القبلية، ثم يشغل نفسه بالدعاء ما بين الأذان والإقامة؛ فإنه من أوقات استجابة الدعاء، كما ورد في الحديث النبوي:"الدعاء ما بين الأذان والإقامة مستجاب”، ثم حين تقام الصلاة، يردد الأذان، ويستحب أن يكون أحد الأبناء هو المسئول عن إقامة الصلاة، تشجيعا للأولاد على حب الصلاة، ثم تصلى الصلاة جماعة، فإن كان بعدها سنة راتبة بعدية؛ فليحرص المسلم عليها، ويحث أسرته عليها.
2- المحافظة على السنن الراتبة، خاصة المؤكدة، كما ورد عنأم حبيبة – رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة"، وذكرت مثل حديث عائشة قالت: "وركعتين قبل صلاة الغداة"، أخرجه الترمذي، والنسائي. – والسنن الراتبة للصلوات هي: ركعتان قبل صلاة الصبح، وهي ما تعرف بركعتا الفجر، والذي ورد فيها حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". رواه مسلم. وهي سنة راتبة مؤكدة.
العشر الأواخر من رمضان ..وركعتان أو أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان أو ركعات بعد الظهر، وهي من السنن الراتبة المؤكدة. وركعتان أو أربع ركعات قبل العص، وهي سنة راتبة غير مؤكدة. وركعتان قبل المغرب، وهي سنة راتبة غير مؤكدة، وركعتان بعد المغرب، وهي سنة راتبة مؤكدة. وركعتان قبل العشاء، وهي سنة راتبة غير مؤكدة، وركعتان بعد العشاء، وهي سنة راتبة مؤكدة.
3- الأكثار من الدعاء في السجود في كل صلاة، فهي من الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد".
4- صلاة التراويح: كما يستحب الاجتهاد في ليالي العشر الأواخر من رمضان في صلاة التراويح، على المسلم أن يجتهد في تلك الأيام العشر أكثر من غيرها، فليطل القراءة والركوع والسجود فيها، فليكن أقل ما يقرؤه فيها جزءا من القرآن الكريم، وإن استطاع أن يزيد فليفعل، فإن أفضل عبادة في ليل تلك العشر الأواخر هي الصلاة وطول القيام بين يدي الله تعالى.
5- صلاة التهجد: ثم ليجعل لليلة نصيبا من التهجد، ويزيد من الصلاة فيه ضعف ما يصليه في التراويح، فإن كان يقرأ في صلاة التراويح جزءا من القرآن، ليقرأ في التهجد جزأين،حتى يختم القرآن كاملا في العشر الأواخر من رمضان.
العشر الأواخر من رمضان ..وقد كان من هدي الصحابة – رضوان الله عليهم- أنهم لا يفصلون بين صلاة التراويح وصلاة التهجد، بل كانت كلها صلاة ليل، يصلونها من بعد صلاة العشاء حتى قبل الفجر، حتى إنهم كانوا يستعجلون أكلة السحور.
العشر الأواخر من رمضان ..وثبت ذلك في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فعن أبي ذر، قال: "صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله، لو نفلتنا قيام هذه الليلة، قال: فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة، قال: فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر" أخرجه أبوداود والدارمي وغيرهما.
6- الاجتهاد في الدعاء: ومن أهم الأعمال التي يقيم بها المسلم في ليالي العشر الأواخر من رمضان أن يكثر من الدعاء لله تعالى، ويكون الدعاء في هذه الأيام والليالي، وليجتهد المسلم في الدعاء خاصة تلك الأيام المباركات، فهو أحرى أن يستجاب له، كما ورد عن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: "الدعاء هو العبادة".
7- الدعاء عقب أذكار الصلاة المفروضة: فقد ذكر الإمام ابن القيم – رحمه الله- أن الممنوع من الدعاء أن يكون عقيب الصلاة مباشرة، أما أن يكون بعد أذكار الصلاة، وبعد الثناء على الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهو مستحب، فإنه يستحب الدعاء عقب كل ثناء على الله وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
8- القنوت في الصلوات المفروضة: فقد أخرج الشيخان وغيرهما عن أنس قال: "قنت النبي – صلى الله عليه وسلم- شهرا بعد الركوع، يدعو على أحياء من العرب"، وفي أخرى، قال: "قنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- شهرا بعد الركوع في صلاة الصبح، يدعو على رعل وذكوان، ويقول: عصية عصت الله ورسوله".
10- الدعاء في الوتر: فعن الحسن بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما -: قال "علمني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت"، أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وفي أخرى لأبي داود، وقال في آخره: "قال: هذا تقول في الوتر في القنوت" ولم يذكر "أقولهن في الوتر" وله في أخرى بدل قوله: "أقولهن في قنوت الوتر".
11- الدعاء وقت السحر: فقد روى أبو هريرة – رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟" أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية أخرى: "ثم يقول: من يقرض غير عديم ولا ظلوم".
12- الدعاء عند الإفطار: أخرج الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك".
13- قراءة القرآن: وعلى المسلم أن يجتهد في تلك العشر في علاقته مع القرآن الكريم، وأن ينوع عبادات القرآن، من التلاوة والاستماع والتدبر، مع إطالة الصلاة بالقراءة فيها، وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم يداوم قراءة القرآن خلال ليالي العشر الأواخر من رمضان، كما أخرج الترمذي والنسائي عن علي قال: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقرئنا القرآن على كل حال، ما لم يكن جنبا".
14- الصدقة : ومن الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد من ربه خاصة في أيام و ليالي العشر الأواخر كثرة الصدقة، وقد وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.