الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

في ذكري وفاته محمد رشدي حافظ القرآن الكريم الذي نافس عبد الحليم حافظ وعمرو دياب

الثلاثاء 02/مايو/2023 - 12:14 ص

في الخمسينيات كانت البداية الحقيقية لمشوار “ محمد رشدي” إبن مدينة دسوق الذي حفظ القرآن الكريم منذ صغره وبدأ مشواره الفني عقب تقديمه لأول أغانيه “قولوا لمأذون البلد” التى لحنها بنفسه لعدم قدرته لدفع أجر الملحن  ثم كون بعد ذلك ثلاثي فني مع الشاعر “عبد الرحمن الأبنودي” والموسيقار الراحل “بليغ حمدي”خاصة بعد ما دب الخلاف بين عبد الحليم حافظ و بليغ حمدى حينها قال بليغ حمدى “ أنا ممكن أخلي عبد الحليم يقعد في البيت”.

وزدات الخلاف بينهما بعد ظهور محمد رشدي الذي تبناه بليغ ليقدم معه أروع و أهم وأفضل ألحان شعبية صنعت إسم محمد رشدي وهزت عرش عبد الحليم حافظ  الغنائي حتى ذاع صيته في الستينيات وحقق نجومية كبيرة في مجال الأغنية الشعبية حتي أصبح أيقونة الغناء العربي الشعبي في أغاني تعد الأهم في تاريخ الغناء الشعبي طاير يا هوى ، عالرملة ، عرباوي، كعب الغزال، مغرم صبابة، ميتى أشوفك،  يا عبدالله يا خويا سماح، يا ليلة ما جاني الغالي، مجاريح.


كما غنى رشدي، عددًا من الملاحم الشعبية في الإذاعة المصرية مثل «الميثاق، قصة فلاح، 6 أكتوبر و سجل بصوته ملحمة “ادهم الشرقاوي” التي تُعد أحد إبداعات الإذاعة المصرية.

  

وبهذه الأغاني التي أصبحت أهم تراث فني غنائي شعبي هز كيان و عرش عبد الحليم حافظ كما أوضح ذلك الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي الذي قال أن عبد الحليم حافظ أسرع علي الفور للصلح بينه وبين بليغ حمدى الذي كان يتمتع بطيبة القلب ويأتي بكلمة طيبة وسرعان ما تم الصلح بينهما 
وفي إحدى زيارات حليم لبيلغ سمعه  يددن بأغنية أنا كل ما أقول التوبة فأعجب بها فألح عليه أن يغنيها هو بعد ما كان سيغينها محمد رشدي وأمام إلحاح عبد الحليم لبليغ كانت الأغنية من نصيبه وبالفعل غير عبد الحليم حافظ مساره الفني بعد نجاح محمد رشدي المدوي في الأغاني الشعبية و قدم أغنية " التوبة " و "سواح" و "علي حسب وداد قلبي" مما زاد نجاح و استعاد عرشه الذي كاد أن يضيع بالفعل وليس مبالغة في القول فلم يظهر مطرب نافس أو هز عرش عبد الحليم حافظ حتي أن عبد الحليم حافظ حاول أن يكون صداقة مع محمد رشدي و بالفعل ذهب له وإصطحبه في رحلاته الخارجية للوطن العربي يغني معه حتي لا يتركه في مصر لييستأثر وحده بالساحة الغنائية و يقدم أغاني جديدة ينافس بها أغاني عبد الحليم حافظ و الغريب في الأمر أن محمد رشدي فهم حيلة عبد الحليم حافظ له وكانت حيلة ترضيه فنياً فمن خلال جوالاته الخارجية يستطيع محمد رشدي أن يقدم فنه للخارج و فرصة له أن يعرفه جمهور الوطن العربى.

وأعاد محمد رشدي غناء اغانية القديمة بتوزيع جديد عصري في  مما زاد نجاحها أكثر وزادت شهرته أكثر عند جيل التسعينات و بداية الألفية الجديدة وهذا ما يؤكد أن الفن الجيد يعيش و يستمر علي مر الأزمنة لدرجة أن ألبومات اغانية القديمة بتوزيع جديد كانت تنافس ألبومات عمرو دياب ويشهد علي ذلك زيادة مبيعات ألبوماته ذات التوزيع الجديد أمام ألبومات عمرو دياب التي كانت أكبر منافس له وهذا ما تميز به محمد رشدي كونه المطرب الوحيد  الذي نافس عبد الحليم و عمرو دياب.


وبالقدر كانت آخر أغنية له سجلها قبل أن يدخل في غيبوبة الموت هي أغنية 
"دامت لمين" ويرحل في 2 مايو 2005 بعد رحلة عطاء فني حافل من فن راقي وعظيم.