قفزة مفاجئة بأسعار الذهب عالمياً متجاوزة 2056 دولار .. تعرف علي الأسباب

تعقيدات سياسية وتوترات جيوسياسية، وإجرءات اقتصادية شهدتها الساحة الدولية على مدار الساعات القليلة الماضية، تسببت فى حالة من الارتباك الشديد فى أسواق السلع العالمية، وخاصة أسعار المعدن الأصفر الذي قفز فجأة خلال الساعات القليلة الماضية متجاوزاً مستويات 2056 دولار للأوقية بتعاملات اليوم الخميس، بعد استقراره عند مستويات 2000 دولار للأوقية لأكثر عدة اسابيع مضت .
وحقق الذهب مكاسب بنحو 20 دولارا، ليتخطى مستوى 2056 دولارا للأوقية، كما بلغ سعر العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم يونيو بنسبة تقارب 1 %، عند مستوى 2056.6 دولار للأوقية.
وفى الوقت نفسه ارتفع سعر التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.5 % بمكاسب أكثر من 11 دولارا، عند مستوى 2050 دولار للأوقية. 
"مصر تايمز" ترصد فى هذا التقرير أبرز الأسباب التي دفعت المعدن الأصفر للارتفاع عالميا على هذا النحو فى الساعات القليلة الماضية، وجاءت الأسباب لعدة أسباب تم رصدها كالتالي :

أضطراب الأوضاع الجيوسياسية بعد الهجوم على "الكرملين" :

إضطراب الأوضاع الجيوسياسية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لاسيما بعد اتهام روسيا أوكرانيا بمحاولة اغتيال رئيسها فلادمير بوتين، والمخاوف من طريقة رد الفعل الروسي على الهجوم الذي تعرض له مبنى "الكرملين" فجر اليوم تسبب إضفاء حالة من القلق والارتباك على الاسواق، فهناك من يتوقع رد فعل عنيف من الجانب الروسي قد يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع لترتفع المخاوف من أن يكون العالم مقبلا على حرب عالمية ثالثة، وبينما تتنصل أمريكا من المسؤلية عن الهجوم فى غياب تام لرد الفعل الأوروبي، إلا أن بوادر صراع شامل يلوح فى الأفق .

زيادة عدد البنوك المتعثرة فى أمريكا يوما تلو الآخر :

اربعة بنوك أمريكية إنهارت حتى الآن فى اقل من شهر والخامس يلوح فى الأفق، وكاد بنك سويسري وهو "كريدي سويس" أن يشهر افلاسه لولا تدخل السلطات السويسرية.
والبنوك الأمريكية الاربعة هي "مصرف سيلفرجيت" أول المصارف الأمريكية التي انهارت، نتيجة تعرضه لمخاطر انهيار صناعة العملات المشفرة، بنك "سيليكون فالي"، وبنك "سيجنتشر"، وبنك "فرست ريبابليك"، ثم الآن بنك "باك ويست" .
وشهدت الايام القليلة الماضية زيادة فى اعداد البنوك المتعثرة والتي اعلنت إفلاسها، لينضم مؤخراً بنك "باك ويست" الأميريكي إلى قائمة البنوك الأمريكية المتعثرة، حتى بات شبح الأزمة العالمية التي تفجرت فى عام 2008 تلوح فى الأفق مجدداً، ويرى اقتصاديون أنه حتى لو تمت السيطرة على البنك في الوقت الحالي، فستبقى الأسواق على استعداد وفي ترقب دائم حيال أي تطورات عن القطاع المصرفي، الأمر الذي دفع الفيدرالي الأميريكي إلى المطالبة بالتشديد النقدي، حتى أن البيت الابيض حذر اليوم من بوادر كارثة اقتصادية فى الولايات المتحدة بسبب الديون، إذ حذّر البيت الأبيض من أنّه في حال لم تتراجع المعارضة الجمهورية عن رفضها رفع سقف الدين العام فإنّ الولايات المتّحدة ستشهد كارثة اقتصادية إذا ما وقعت في حالة تخلّف عن السداد لفترة طويلة. 
وسعت البنوك الأمريكية مؤخراً للحصول على سيولة طارئة من الفيدرالي فى اعقاب إنهيار بنك "سيليكون فالي" و"سيجنتشر" ما أدى إلى تبدد جهود بذلها الفيدرالي على مدار شهور طويلة لتقليص حجم ميزانيته .

التضخم وهرولة البنوك المركزية لرفع الفائدة :

ومن ضمن المشكلات التي تهيمن على الساحة الاقتصادية العالمية حاليا، الارتفاع المتواصل فى معدلات التضخم واستنزاف كل الجهود المبذولة لكبح جماحه، وهرولة البنوك المركزية فى العالم إلى الإسراف فى رفع اسعار الفائدة بشكل متتالي .
وقام "البنك المركزي الأوروبي" اليوم الخميس برفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس فقط ، ليصل معدل إعادة التمويل الرئيسي إلى 3.75 %، بما يتماشى مع التوقعات، على خلفية تقهقر التضخم الأساسي في منطقة اليورو. 
وأكد البنك المركزي الأوروبي أن البيانات الواردة ، تدعم بشكل عام تقييم توقعات التضخم على المدى المتوسط، التي شكلها المجلس في اجتماعه السابق"، مشيراً إلى انخفاض التضخم العام خلال الأشهر الأخيرة، لكن "ضغوط الأسعار الأساسية لا تزال قوية". 
كما قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أمس الأربعاء، برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعاً، وذلك في إطار محاولة كبح جماح التضخم.
ومع هذا الرفع الجديد الذي يعتبر الثالث على التوالي بمقدار 25 نقطة أساس منذ بداية فبراير، يصل سعر الفائدة القياسي إلى نطاق من 5 % إلى 5.25 %، وهو أعلى مستوى منذ عام 2007، أي قبل الأزمة المالية العالمية.
وأكد الفيدرالي، إنه سيراقب البيانات المقبلة لتحديد ما إن كان المزيد من الرفع للفائدة "ربما يكون ملائما"، في إشارة إلى قرب نهاية دورة التشديد النقدي في الولايات المتحدة. 
ومن ثم تبعه قرارات مماثلة من البنوك الخليجية برفع اسعار الفائدة بالأمس، إذ رفعت اربعة بنوك خليجية اسعار الفائدة لديها فيما عدا دولة "الكويت" .

الدولار يترنح أمام العملات العالمية ويفقد بريقه :

تراجع آداء العملة الأمريكية على الصعيد العالمي بنحو ملحوظ خلال الاسابيع الماضية، ليفقد هيمنته وقوته، فى ظل الجهود الروسية والصينية الرامية إلى إضعاف قوة الدولار بالتخلي عنه كعملة عالمية والتعامل بالعملات المحلية فى المعاملات التجارية بدلا من الدولار، الأمر الذي شهد قبولا واسعا لدى الكثير والعديد من دول العالم، وتوقع مراقبون أن الدولار الاميريكي سيفقد بريقه وقوته على مدار السنوات المقبلة بسبب ما تسعى اليه روسيا والصين لخلق عالم متعدد الأقطاب ويبدوا أن الدولتين العظمتين قد نجحتا فى ذلك بحسب خبراء ومراقبون .
وإنخفض "الدولار" أمام الين الياباني بنسبة 0.8 % حيث سجل مستوى 133.68 ين ياباني، وانخفض بنسبة 0.2 % عند مستوى 1.2593 دولار مقابل الجنيه الإسترليني .
فيما ارتفعت الورقة الخضراء أمام العملة الموحدة لأوروبا - اليورو - بنسبة 0.3% عند مستوى 1.2593 دولار .

اين تتجه أسعار الذهب فى المستقبل :

فى ضوء كل تلك الإشتباكات والإضطرابات لم يجد المستثمرين فى كل انحاء العالم ملاذً أمناً غير الذهب للإحتماء به فى ضوء تصاعد المخاوف من المستقبل القريب.
مجموعة "إكويتي" Equiti، العالمية الاقتصادية قالت فى تقرير بها مساء اليوم الخميس، أن أسعار الذهب والطلب على المعدن الأصفر مؤهل للزيادة القياسية لاسيما وسط وجود 3 عوامل رئيسية، في مقدمتها تصاعد المخاوف بشأن عدوى إفلاسات البنوك الأمريكية، تصاعد وتيرة الأزمات السياسية عالميا واقليميا بالغضافة إلى الأزمة الدائرة فى السودان حاليا وما ستتسبب فيه من أزمات اقتصادية للدول المجاورة .