الحاجة "تفيدة" 80 سنة ولسة بتعافر: بشتغل عشان اصرف على اختي المريضة ونفسي في عمرة
"طاقية يا بنتي؟.. طاقية يا ابني؟".. تتردد هذه الكلمات على لسان السيدة "تفيدة" التي تفترش الأرض بميدان محطة طما بسوهاج، وأمامها "طواقي صوف" تكسب من بيعها قوت يومها؛ لتنفق منه على نفسها وشقيقتها المريضة، بعد وفاة والديهما وأصبحا بلا عائل.
من السابعة صباحًا حتي الثالثة عصرًا، تجلس السيدة "تفيدة" على ناصية الشارع بميدان محطة طما، تأتي 3 مرات أسبوعيًا من منزلها الكائن بمركز جهينة، تستقل القطار أبو "5 جنيه" على حد قولها، قاصدة محل فرشها لبيع "الطواقي"، داعية الله أن يمن عليها بما يكفيها قوت يومها ولا يحوجها لأحد.
تشير صاحبة الـ 80 عامًا، أنها لم تتزوج قط هي وشقيقتها، وبعد وفاة والديهما عاشا حياة صعبة، حيث اعتمدا على معاشهما لشراء متطلباتهما اليومية وتحقيق اكتفائهما، لكن ظروف الحياة كان أقسي منهما، وتقول "أنا متجوزتش ولا اختي اتجوزت، عايشين لوحدنا بعد وفاة ابونا وأمنا، عندنا معاش بنصرف منه لكن مش مكفي حاجة، بقيت ابيع طواقي والرزق على الله، اهو أحسن من اني أطلب من حد حاجة، وبصرف على اختي المريضة برضو".
وعن حياتها داخل المنزل مع شقيقتها، تضيف المُسنة ذات الشعر الأبيض والملابس السوداء، أنها تعيش بمفردها الآن في منزلها بعد مرض شقيقتها وانتقالها إلى المستشفى، وترثي حالها بقول "بقيت وحيدة البيت عليا فاضي يعز عليا أعيش من سند ولا عزوة، أختي تعبانة ومفيش غيرها بقيت انام واصحي لوحدي وسط الهموم".
منذ أول أيام عاشتها السيدة بمفردها بعد وفاة والديها وشعرت بالوحدة، غرست بداخلها صفة التعفف، لا تمد يديها لأحد ولا لها غير الله مرجعًا، تحدثه صمتًا كل ليلة تناجيه بما في قلبها وتتضرع له، وما في قلبها حاجة سوي الستر وحسن الخاتمة وزيارة بيت الله.