الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
منوعات ومرأة

مطاعم المطبخ الراقي في أوروبا تكافح للصمود فى ظل جائحة كورونا

الجمعة 11/ديسمبر/2020 - 05:53 م
صورة ارشفية
صورة ارشفية

رغم كونه مقصداً لمحبي طبق البطاطا سوفليه الذي يشتهر به، لم ينجُ مطعم "زالاكاين" في مدريد من تبعات جائحة "كوفيد-19"، مجسّداً حالَ فن الطهو الرفيع المستوى الذي يعاني في كل دول أوروبا ويبذل قصارى جهده لتجنب الأسوأ.


وقالت مديرة "زالاكاين" كارمن غونزاليس "لقد فعلنا المستحيل"، لكنّ المحاولات لم تكن كافية للحفاظ على هذا المطعم الشهير الذي كان أول مطعم في إسبانيا حصل على ثلاث نجوم "ميشلان" قبل أن يخسرها عام 2015، ففي نوفمبر الفائت، أطفأ المطعم نار أفرانه نهائياً بعد مسيرة نحو نصف قرن، كما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.


ما ألمّ بالمطعم الإسباني العريق، كان شبيها بمصير سواه من المطاعم الكبرى في أوروبا، ومنها مثلاً "ذا غرينهاوس" و"ذا ليدبوري" اللندنيان الحاصلان على نجمتين في تصنيف "ميشلان"، وهما أقفلا أبوابهما نهائياً في يونيو الفائت، بعد انتهاء مرحلة الحجر الأولى.


ويحذّر الطاهي الأرجنتيني الشهير ذو النجوم الثلاث الشيف ماورو كولاغريكو في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن "بقاء القطاع على قيد الحياة سيكون صعباً للغاية إذا استمرت الأزمة الصحية سنة 2021"،  ولن يستطيع كولاغريكو، كغيره من الطهاة في فرنسا، فتح مطعمه "ميرازور" في مينتون (جنوب شرق فرنسا) قبل 20 يناير على أقرب تقدير.


ويرى مدير دليل "ميشلان" غويندال بولينيك أن إقامة مطعم كبير "غالباً ما تكون مشروع العمر"، يكشف أن 15 في المئة إلى 20 في المئة فحسب من مطاعم الذواقة أو المطبخ الرفيع المستوى مفتوحة حالياً في أوروبا، بسبب القيود أو الصعوبات الاقتصادية.


ويؤكّد بولينيك في المقابل أن عدد حالات الإقفال الدائم في 2020 لا يزال في الوقت الراهن "مشابهاً لما كان عليه في السنوات السابقة"، لكنه يوضح أن المطاعم الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على السياح من كل أنحاء العالم، تضررت أكثر بكثير من تلك الموجودة في آسيا. على سبيل المثال، حيث تعوّل المطاعم على الزبائن المحليين الذي يشكلون رافعة لها.


واضطرت كريستينا بويرمان (54 عاماً)، طاهية مطعم "غلاس هوستاريا" ذي النجمة الواحدة في روما، إلى الاستغناء عن خدمات عدد من العاملين لديها، فأصبحوا في حال "بطالة فنية" وتقول "بالنسبة لي، الأزمة ضخمة سأكسب أقل بنحو 75 في المئة هذا العام".


ويرى خبير المطبخ الراقي الألماني يورغ زيبريك أن الجائحة يبرز خطأ بعض الطهاة "الذين قالوا لأنفسهم في وقت ما  (الزبائن المحليون لا يدفعون ما نطلبه ، سنراهن على السياحة الدولية " .


ويضيف أن هذه الأزمة تكشف أيضاً عن "فقاعة" مأكولات راقية "يمكن مقارنتها بفقاعة العقارات لعام 2008"، ويلاحظ أن "كيفية نمو العرض على مدار الأعوام الخمسة عشر المنصرمة، لا توحي أن عدد الذواقة زاد كثيرا".