"استاذ علوم سياسية" يكشف أهمية زيارة سلطان عمان الي مصر (خاص)
قال الدكتور طارق فهمي، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العلاقات المصرية العمانية هي علاقات تاريخية وزيادة السلطان هيثم بن طارق مهمة للغاية وتحمل التأسيس الثاني لطبيعة ونمط العلاقات وجاء التأسيس الأول مع السلطان قابوس ومواقف سلطنة عمان لا تنسي عندما قاطعها العرب جميعا بعد معاهدة السلام مع إسرائيل رفض هذا السلطان القيام بأي خطوة في هذا واستمرت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأشار فهمي، في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز" الي أن التاسيس التاني أو الحالي يقوم به السلطان هيثم في هذا التوقيت وتشهد العلاقات خلال الفترة المقبلة انفراجة كبيرة وهناك تطابق في المواقف تجاه أمن الخليج أو الثنائي وأيضا الملفات العربية المفتوحة واليمن وسوريا وليبيا.
وأكد استاذ العلوم السياسية، أن الزيارة لها أبعاد أخري منها تعزيز وتنمية العلاقات علي المستوي الاقتصادي والاستثماري لكن هناك مخطط لبناء منظومة علاقات علي المستوي الاستراتيجي بين البلدين وهذا أمر مهم يمكن البناء عليها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الدكتور طارق فهمي، أن العلاقات ستدخل على مستوي الشراكة الاستراتيجية وستنمو بصورة أو بأخري ولكن القضية ليست في تطابق العلاقات ولكن هي نموذج للعلاقات العربية الخليجية فهذا الدولة تتبع استراتيجية الحياد الإيجابي بما لها من إمكانيات وقدرات كبيرة وهذا أمر مهم للغاية في إطار الحضور المصري في منطقة الخليج ولكن من المبكر نقول أن الحياد الإيجابي يمكن أن يلعب دورا في ملفات أخري تشترك فيها مصر ولكن هذه الدولة لها علاقات مع إيران وتقيم علاقات جيدة وشاركت في اتفاقيات الحوار الإيراني الخاص بالنووي ولها دور كبير في المستوي.
وأكد استاذ العلوم السياسية، أن العلاقات المصرية العمانية جيدة وهذه الزيارة سيكون لها نتائج إيجابية وسيكون لها علاقات وتأثيرات مباشرة ليست علي المستوي الثنائي فقط ولكن علي كافة المستويات وهي ليست فقط لتطوير المنظومة الاقتصادية ولكن أيضا لتطوير العلاقات السياسية.
وفي وقت سابق استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قصر الاتحادية جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس رحب خلال المباحثات بشقيقه السلطان هيثم بن طارق ضيفاً مُكرَّماً على مصر، معرباً عن أطيب التمنيات بالتوفيق لاستكمال مسيرة التنمية الشاملة والنجاح في تحقيق رؤية "عمان 2040"، ومشيداً في هذا الإطار بالعلاقات الودية التاريخية التي تربط بين مصر وسلطنة عمان، والتي تشكلت عبر عقود ممتدة من التضامن والتكاتف والوقوف صفاً واحداً ضد الأزمات والتحديات، مع تأكيد حرص مصر على الارتقاء بتلك العلاقات المتميزة بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها.
من جانبه؛ أشاد السلطان هيثم بن طارق بتميز العلاقات المصرية العمانية، وأواصر المودة والأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين عبر التاريخ، مؤكداً حرص عمان على تعزيز أطر التعاون القائمة بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بينهما في كافة المجالات خلال الفترة المقبلة، وذلك للبناء على النتائج الإيجابية التي تحققت في هذا الصدد خلال زيارة السيد الرئيس إلى مسقط في يونيو 2022، فضلاً عن مواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً في ضوء ما تمثله مصر من عمق استراتيجي وثقافي للأمة العربية، وعنصراً أساسياً في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
كما أعرب الزعيمان عن الارتياح للزيادة المستمرة في معدلات النمو التجاري، مع تأكيد مواصلة تعزيز الجهود الجارية في هذا الشأن بين الجهات المعنية في الدولتين. كما تباحث الجانبان بخصوص سبل تبادل الخبرات والتجارب في تحقيق التطوير المؤسسي وتحديث الأجهزة الإدارية بالدولتين وآليات عملها على نحو يتسم بالحوكمة والرقمنة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات شهدت تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، في إطار التنسيق والتشاور الدائمين بين الدولتين، وسعيهما لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين، لاسيما في ظل التهديدات الكبيرة التي تواجه المنطقة والعديد من الدول العربية، حيث تطابقت رؤى الجانبين حول ضرورة تكثيف الجهود لتسوية الأزمات القائمة، على النحو الذي يحمي المصالح العليا للشعوب العربية ويصون مقدراتها ومكتسباتها.